نقابة منتخبة بجامعة الخرطوم تضم تيارات اليمين واليسار

18 يناير 2020

جرت اليوم الاثنين في العاصمة السودانية، انتخابات لاختيار الهيئة النقابة لاساتذة جامعة الخرطوم -أعرق جامعة سودانية- كأول عملية انتخابية بعد عهد النظام المخلوع تجري دونما تدخلٍ إداري ولا تأثيرات حكومية وبإستقلالية تامة ومراعاة لحرية التنظيم النقابي.

وتم الإعلان عن الهيئة النقابية في مؤتمر صحفي بوكالة السودان للأنباء  وتلى ممثلو اللجنة المركزية للانتخابات أسماء (83) عضوًا من (19) كلية فيما لم تشارك ستة كليات وهي الزراعة والقانون وهندسة ومعهد الأمراض المستوطنة في العملية الانتخابات لأسباب فنية وإجرائية.

وجرى التصويت في انتخابات الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم إلكترونيًا حيث قامت مهندسة من الجامعة بتصميم النظام الإلكتروني الذي  يسمح بالتصويت ضمن الاحترازات التي اتبعتها لجنة الانتخابات لتفادي كوفيد 19.

وشارك (2103) أستاذًا من جامعة الخرطوم في العملية الانتخابية التي جرت في أجواء معزولة عن “الاستقطابات السياسية”  كما تقول عضو اللجنة المركزية لانتخابات الهيئة النقابية آية عبد العزيز في مقابلة مع (عاين).

وحول كيفية إبعاد التأثيرات السياسية عن انتخابات النقابة، أشارت آية عبد العزيز إلى أن النظام الأساسي أتاح القرار الجماعي لوصول ممثلين إلى مجلس النقابة الجديد بالتالي ضيق الخناق على التقاطعات السياسية.

ورغم أن النقابة المنتخبة تضم تيارات من اليمين واليسار إلا أن التأثير السياسي محدود  بحسب آية عبد العزيز التي تؤكد أن الجامعة أرادت إرسال رسائل إلى لجان التسيير والنقابات والاتحادات بضرورة الحصول على شرعية الانتخابات وعدم الإطالة في “خانة التعيين”.

حراسة التغيير

وتعتقد آية عبد العزيز أن حراسة الديمقراطية تبدأ من القواعد وليست من أعلى بالتالي من المهم جدًا أن تنتخب النقابات والاتحادات والمجالس لأن العملية الانتخابية تقوم بترشيح أشخاص مؤهلون.

واستعانت لجنة الانتخابات بخبراء في العمل النقابي كما أتاحت اللجنة لأول مرة لمساعدي التدريس بالتصويت في الانتخابات ورأت أن النقابة يجب أن تسع جميع الأساتذة خاصة وأنها مطلبية.

وفي نهاية العام الماضي قضى قرار صادر من لجنة التفكيك وإزالة التمكين بتعيين لجان تسييرية للنقابات والاتحادات على مستوى السودان وتعتبر نقابة جامعة الخرطوم من أبرز النقابات التي قررت اللجوء إلى الانتخابات لاختيار هيئة تمثل الأعضاء.

وتقول آية عبد العزيز إن بعض الطلاب من كليات الطب والأسنان والعلوم الرياضية شاركوا في لجان الانتخابات بالجامعة لأن هذه الكليات جرت فيها انتخابات بين طلابها ايضًا ضمن إرساء القواعد الديمقراطية بالجامعة.

فيما يرى رئيس اللجنة التسييرية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم أكرم أحمد خليفة في مقابلة مع (عاين) أن النقابة المنتخبة ستحدد قيام الانتخابات التكميلية للكليات الستة التي لم تُجرى فيها الانتخابات مشيرًا إلى أن النقابة المنتخبة ستعين مكتبًا تنفيذيًا لتسيير شؤون النقابة.

ورأى خليفة، أن انتخابات الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم جاءت بعيدة عن الاستقطاب السياسي لجهة أن النظام الأساسي عزز من المشاركة الجماعية للكليات بمعزل عن التكتلات السياسية التي عادة من تخوض الانتخابات.

بناء ديمقرطي

واثنى تجمع المهنيين السودانيين على الهيئة النقابية لأساتذة الجامعة  التي قال انها أكملت بنائها النقابي من القاعدة وتكوين الجمعية العمومية و إجراء الإنتخابات التي قدمت الجسم النقابي لأساتذة جامعة الخرطوم

وقال التجمع في بيان اكلعت عليه (عاين)، “بهذه الخطوة نبدأ عاماً جديداً نواجه فيه أزماتٍ إقتصادية وسياسية ونزاعات مسلحة وصراعاتٍ أهلية ونتمنى أن يكون هناك دور كبير للنقابات في تقديم رؤى وحلولٍ لحلها وبناء دولةٍ مدنية حديثة تقوم على أساس المواطنة وتراعى الحقوق والواجبات وفقاً للقانون وتكون المؤسسات هي عماد كل ذلك”.

وزاد “هذه الخطوة ستدفعنا في تجمع المهنيين السودانيين لنمضي مع الجميع في مشروع بناء النقابات المستقلة على أساس ديمقراطي”.