قوات الدعم السريع تنهب المواطنين في تلودي وتقتل آخر في نيالا
٢٢ يناير ٢٠١٥
بعد انسحبت مليشا قوات الدعم السريع من منطقة (انقارتو) الخميس الماضي الى مدينة تلودي بعد هزيمتها من قوات الجيش الشعبي التابعة للحركة الشعبية (شمال)، قامت باستهداف المواطنين في محلية تلودي لتضيف الى سجلها انتهاكات واسعة، وسبق ان فعلت ذات الشئ في ابوجبيهة عندما اطلقت هذه القوات اعيرة نارية في الهواء مما ادي الى مقتا (5) نساء ، ولم تتخذ حكومة الولاية اي اجراءات او تدابير الشئ الذي اثار حفيظة الموطنين.
لم يتوقف الامر عند مدينة تلودي، بل امتد الى مدينة (نيالا) عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث قام عنصر من قوات مليشيا الدعم السريع بقتل مواطن ورميه بالرصاص بعد مشاجرة وقعت بينهما، وقد تارت المدينة في تظاهرات عارمة لمدة يومين.
نهب وتهديد وارهاب المواطنين في ام دوال
بعد المعارك العسكرية التي وقعت بين القوات التابعة للحكومة السودانية وقوات الجيش الشعبي (شمال)، انسحبت قوات الدعم السريع بشكل مفاجئ من أرض المعركة الى مناطق آهلة بالسكان في محلية تالودي، حيث إنتشرت القوات في مناطق (ام دوال) التي تجاور منجم التقولا (18 كلم) شرق بلدة تلودى، وتعد من اكبر مناجم الذهب، وهي من المناطق التي عرفت تاريخياً بانتاج الذهب، ويعمل فيها حالياً عدد من المُنجميين (الدهابة) وصلوا اليها من كافة بقاع السودان، ويقول احد العاملين في التنقيب عن الذهب فضل حجب اسمه (نحن ماعندنا علاقة بالحرب لا ندعم الحكومة ولا الحركات المسلحة همنا الاكبر هو ايجاد لقمة عيش توفر لينا حياة كريمة).
ويضيف المصدر لـ(عاين) ان الامر انقلب في المنطقة بعد المعارك التي دارت في منطقة (انقارتو)، ويقول ان قوات الدعم السريع قامت بنهب بضائعهم التجارية من السلع الاستهلاكية، ووسائل مواصلاتهم من الدراجات البخارية والهوائية، ويتابع (واذا قمت احتجيت يتم اطلاق النار عليك)، موضحاً إن هذه الاعمال قامت بها قوات الدعم السريع التي دخلت منطقة (ام دوال)، ومنها الى التقولا ويقول (هذه المنطقة التي كنا بها قبل رجوعنا تلودي).
قوات الدعم السريع تنهب وترعب المواطنين
ويمضى في ذات الاتجاه الرقيب اول شرطة الرشيد محمد الذي قال لـ(عاين) ان ما حدث يعد تجاوزاً لحدود الأخلاق والزمالة، ويضيف (هذه القوات تتبع الى الحكومة ونحن في الشرطة جزء من الحكومة همنا الاكبر هو حماية المواطنين)، ويقول ( لكن الكارثة إن قوات الدعم السريع تستهدف الجميع مواطنين على اجهزة رسمية تتبع للدولة)، ويضيف (حاولنا التدخل بين المواطنين والدعم السريع فاعتدت علينا القوات بالضرب المبرح)، وتيشر الى انه تعرض للضرب بمؤخرة البندقية (الدبشق) وببالحذاء على مؤخرته، ، ويقول انه اصيب بحالة اغماء تام وتم نقله الى مستشفى تلودي ثم الى الخرطوم وانه ما زال يعاني من تلك الضربات، وطالب الرشيد من الجهات المسؤولة في الشرطة الولائية والاتحادية بايقاف الجناة في اقرب فرصة لوضع حد لهذه القوات التي وصفها بالمتفلتة.
وعبر عدد من المواطنين تحدثوا لـ(عاين) من تلودي عن إستنكارهم لسلوك مليشيا الدعم السريع، التي أثارت حالة من الفوضى والرعب داخل المدينة قبل تحركها الى مناطق العمليات، وبعد عودتها منكسرة قامت بنهب عدد (8) دراجة بخارية، (13) عجلة اضافات الى (4) مسدسات من تجار الذهب، ويقول احدهم ان ما حدث في الايام الماضية من قبل قوات مليشيا الدعم السريع أثار حالة من السخط والإرتباك في منطقة (التقولا)، وهو السبب الذي ادى الى فرار العاملين في تنقيب الذهب والتجار من المنطقة التي اصبحت خالية.
والدعم السريع تقتل مواطناً ونيالا تنتفض
وفي نيالا قامت قوات الدعم السريع (الجنجويد) بقتل المواطن “احمد محمد ” اثر مشاجرة بينه واحد أفراد الدعم السريع على خلفية اصطدام سيارة تحمل قوات الدعم السريع (بركشة) المجني عليه، وعندما طالب باحضار شرطي مرور وفق الاجراءات قام افراد الدعم السريع بجلده بالسياط، فما كان من المجني عليه للدفاع عن نفسه بان يستل سكينه، غير ان جندي آخر من مليشيا الدعم السريع اطلق عليه النار وارده قتيلاً في الحال وامام المواطنين، وكان القاتل يقف بالقرب من موقع الشجار، وعقب دفن القتيل سير مواطنو نيالا مظاهرات هادرة صوب مكتب الوالي، ولكن قوات الشرطة تصدت لها بالهروات والغاز المسيل للدموع قبل ان تغلق الشارع المؤدي الى مكتب الوالي.
وفي صبيحة الثلاثاء العشرون من يناير الجاري تجددت الإحتجاجات بمشاركة طلاب المدارس اللذين فاضت بهم الشوارع بحسب شهود عيان تحدثوا لـ(عاين) ان قوات الشرطة تصدت لهذه المظاهرات بعنف مُفرط مستخدمة الطلقات المطاطية والهرواوت، وذكر الشهود ان سوق نيالا تم اغلاقه بعد وصول المتظاهرين اليه، وحدثت عمليات نهب لعدد من المتاجر من بعض اللصوص، وقال الشهود انهم سمعوا اصوات رصاص اطلقت على المتظاهرين، مما ادى الى وفاة شخصين بينهم طفل واصابة عشرة اخرين إصابات متفاوتة منهم (5) حالتهم خطرة، ويضيف الشهود ان المتظاهرين تمكنوا من الوصول الى مكتب الوالي لتوصيل مطالبهم بضرورة القبض على الجناة وتقديمهم الى العدالة، وتدخلت قوات من الجيش الحكومي للحيلولة دون وقوع اشتباكات، ووعد قائد من الفرقة (16) اللواء عادل حمد النيل المحتجين بان العدالة سيتم تحقيقها.
ووصف والي الولاية ادم محمود جار النبي الاحداث بالمؤامرة وقال خلال تصريحات صحافية “ان هنالك جهات تقف وراءها. وأكد ان الأجهزة الأمنية “ستتصدي بالقوة والحسم لاي محاولة للتفلت”.
واكد مواطن من مدينة نيالا فضل حجب اسمه للاسباب امنية لـ(عاين) ان مظاهرات استمرت لمدة يومين وتوفقت يوم الثلاثاء في الساعة الواحدة ظهرا واضاف ان اغلب المتظاهرين من اهل القتيل وابدى خشيته من ان تتطور الصرع الي نزاع قبلي.
الجبهة الثورية تنفي اتهامات والي جنوب دارفور
من جهته إتهم والي الولاية اللواء ادم النور جار النبي في تصريحات صحفية الجبهة الثورية بالسعي لتأجيج الفوضى بعد الخسارات الفادحة التي شهدتها في كل من جبال النوبة وفنقا شرق جبل مرة في دارفور ، وأوضح أن السلطات أكدت لأهل القتيل القبض على الجاني، وسوف يتم تقديمه للعدالة، وأضاف أن هناك جهات – لم يسمها – خططت لاستغلال الحادث لخلق اضطرابات لزعزعة الاستقرار الأمني الذي تشهده الولاية حالياً .
ولكن الجبهة الثورية ، نأت بنفسها عن هذه الاحداث مؤكدة على لسان الناطق العسكري بإسمها القاضى عمر الذي تحدث لـ(عاين) ان الجبهة الثورية لا علاقة لها بما حدث، واصفاً التظاهرات التي اندلعت بالمواقف البطولية التي تحدث في كل مدن السودان، مناشداً الجماهير بتكثيف الاحتجاجات السلمية الى حين اسقاط النظام، كاشفاً ان العمل العسكري لفصائل الجبهة الثورية في كافة جبهات القتال يمضى وفق ما خٌطط له، وان القوات الحكومية تلقت هزائم قاسية في كل من القنيزية – انقارتو – ام سردبة – فنقا شرق الجبل. متوعد النظام بهزائم ساحقة في مقبل الايام.