5 أغسطس 2021
قضت محكمة جنايات الأبيض بولاية شمال كردفان بالإعدام على ستة من قوات الدعم السريع والإدانة بالقتل العمد لخمسة طلاب ورجل خمسيني في 29 يوليو 2019 والتي تعرف بـ”مجزرة الأبيض“ أثناء احتجاجات طلابية في السوق الرئيسي.
كما برأت المحكمة اثنين من المتهمين وأحالت المتهم الثالث بعد إدانته بإطلاق النار الى محكمة الاسرة والطفل لعدم بلوغه السن القانونية وهو جندي أيضا في قوات الدعم السريع.
وشارك المئات اليوم الخميس في جلسة النطق بالحكم بمبنى المجلس التشريعي بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان حيث حضرت المواكب من ولاية الخرطوم والمدن المجاورة وأسر الشهداء.
حيثيات
وأعلن قاضي المحكمة محمد حسن رحمة في جلسة النطق بالحكم اليوم الخميس إن القوة المرتكزة في السوق الرئيسي بمدينة الأبيض أطلقت النار على تظاهرات الطلاب وتناوب ستة متهمين مسلحين من قوات الدعم السريع في إطلاق النار بينما كان اثنين من الجنود غير مسلحين طبقًا لإفادات شهود الاتهام ومستشار قوات الدعم السريع.
وفي 29 يوليو 2019 أطلقت قوة تتبع للدعم السريع مرتكزة جوار مصرف في سوق مدينة الأبيض النار على مظاهرات طلابية كانت تحتج على انعدام الخبز والمواصلات.
وتوفي خمسة طلاب عقب نقلهم الى المستشفى وتوفي لاحقًا رجل خمسيني متأثرًا بالإصابة وأثارت المجزرة الرأي العام المحلي السوداني آنذاك وقوبلت بإدانة شعبية واضطر المجلس العسكري الذي كان يتولى السلطة في تلك الفترة الى توقيف القوة العسكرية.
وأوضح عضو هيئة الاتهام خطاب الشيخ في تصريحات لـ(عاين) أن المتهم الثالث عقب إدانته بالاشتراك في القتل جرى تحويله الى محكمة الأسرة والطفل لأنه لم يبلغ السن القانونية رغم أنه حاليا تجاوز سن الـ(18).
وأكد الشيخ أن الحكم بالإعدام صدر بحق ستة عقب إدانتهم تحت المادة (130) القتل العمد والمواد (21) و(22) الاشتراك الجنائي والتحريض والمعاونة.
واستفسر القاضي أولياء الدم عما إذا كانوا لديهم رغبة لإعفاء المدانين لكنهم رفضوا وطالبوا بالقصاص.
وأشار الشيخ إلى أن قاضي المحكمة اعتمد على رواية شهود الاتهام في تبرئة اثنين من جنود الدعم السريع لأنهما لم يكن يحملا السلاح عندما أطلقت القوة العسكرية النار على موكب الطلاب.
وتابع: “اثنين من المتهمين كانا يحاولان تهدئة المدانين ويطلبان منهم عدم إطلاق النار واعتبر القاضي هذا الأمر حسن نية وقرر تبرئتهما”.
هتافات
وعقب إعلان الحكم بإعدام المتهمين من قوات الدعم السريع علت الهتافات خارج قاعة المحكمة بالقصاص والعدالة.
وتواجه قوات الدعم السريع انتقادات واسعة على خلفية تكوينها العشائري في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
وذكر عضو هيئة الاتهام خطاب الشيخ أن المدانين سينتظرون الاستئناف في محكمة الاستئناف ومن ثم الاستئناف لدى المحكمة العليا قبل تنفيذ الحكم.
واعتبر الشيخ حكم الإعدام منصفا وقال إن القضية كانت واضحة وتقدمت هيئة الاتهام ببينات واضحة إلى جانب وجود شهود أدلوا بمعلومات متماسكة بناء على مشاهدتهم للمركبة العسكرية التي كانت تطلق النار على موكب الطلاب في سوق الأبيض.