ضحايا مجزرة بانتيو في ولاية الوحدة … البحث عن الجناة مشار ينفي ارتكاب قواته قتل الدارفورين ويتهم الحركات بالمشاركة في القتال

 

ضحايا مجزرة بانتيو في ولاية الوحدة ... البحث عن الجناة١٨يونيو٢٠١٤

طالب مجلس سلاطين دارفور بعثة الامم المتحدة في دولة جنوب السودان بفتح تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات مقتل اكثر من (455 ) من السودانيين معظمهم من ابناء دارفور في مدينة بانتيو بولاية الوحدة في ابريل الماضي ، وقد اتهم المجلس حركة التمرد بقيادة رياك مشار بارتكابها ، ودعا السلاطين في مذكرة الى البعثة الدولية بملاحقة القتلة وتقديمهم الى العدالة حتى لا تتكرر الاخطاء التي ارتكبتها البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي ( يوناميد ) في دارفور غرب السودان ، في وقت نفى زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار ضلوع قواته في هذه المجزرة ، متهماً الحركات الدارفورية المسلحة بالمشاركة في القتال الدائر في بلاده الى جانب جيش جنوب السودان .

وشدد مجلس سلاطين دارفور في جنوب السودان على ان ابناء الاقليم ليسوا طرفاً في النزاع داخل دولة جنوب السودان ، وناشد المجلس طرفا الصراع بالا يستهدفوا المدنيين من ابناء دارفور في النزاع العسكري الدائر ، وادان السلاطين العنف الذي مورس ضد التجار والاطفال والنساء ونهب الممتلكات ، ودعا مجلس السلاطين كافة السودانيين في العالم وخاصة ابناء دارفور الى استنكار المجزرة والتضامن مع اسر الضحايا البالغ عددهم (455 ) قتيلاً واكثر من (90 ) جريحاً الى جانب (100 ) شخص اصبحوا في اعداد المفقودين ، واتهم السلاطين المنظمات الدولية والحكومة السودانية بالتست على الجريمة البشعة التي ارتكبت ، وطالب المجلس كل من جوبا والامم المتحدة بتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق حول الجريمة .

وقال رئيس مجلس سلاطين دارفور في جنوب السودان السلطان عبد الله حماد ان المجلس قام بتسليم قوائم القتلى في المجزرة التي ارتكبتها قوات مشار  الى بعثة الامم المتحدة ، واضاف (سلمنا الأمم المتحدة مذكرة استنكار وقوائم  القتلى وهم ( 455) قتيلا وأخرين تم إلقاءهم في النهر يقدر عددهم بحوالي (250) قتيلاً الى جانب  (93) جريحاً بالمستشفي وأكثر من (100) مفقود ، اضافة الى ان هناك  ( 422) من الناجين وهم في معسكرات الأمم الممتحدة في مدينة ربكونا بولاية الوحدة)

وسرد حماد تفاصيل اكثر حول ضحايا المجزرة ، وقال ان عدد من قتلوا في ساحة المسجد (255 ) قتيلاً ، وان من قتل داخل حرم المسجد في المصلى عددهم (70 ) قتيلاً، وعدد القتلى في شوارع المدينة يصل الى نحو (130 ) شخصاً ، واضاف ان المفقودين وعددهم (100 ) مفقود لا يعرف احد اماكن تواجدهم حتى الان وجميعهم من المدنيين ، مستنكراً وصف الحكومة السودانية بان الضحايا هم من مقاتلي الجبهة الثورية ، وقال ان على الخرطوم ان تثبت ان هؤلاء القتلى من  الجبهة الثورية ، واضاف ان المدنيين الذين حاولوا ان ينقذوا حياتهم باللجوء الى المسجد والكنيسة في المدينة تم استهدافهم بالقذائف بواسطة المتمردين ، وقال ان الاستهداف تم على اساس عرقي  وان الجثث تم القاءها في النهر بعد ان نقلت بواسطة الشاحنات ، مشدداً على ان الاستهداف المتعمد للمدنيين والمؤسسات المدنية يعتبر جريمة حرب يعاقب مرتكبيها وفق القانون الدولي لأنها جريمة ضد الانسانية .

ومن جانبه نفى نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار والذي يقود التمرد ضد الحكومة ارتكاب جنوده المجزرة ضد ابناء دارفور في بانتيو بولاية الوحدة ، وقال مشار لشبكة ( عاين ) ان القوات الحكومية هي من ارتكبت الفظائع في كل جنوب السودان ، واضاف ( لقد شاركت حركات العدل والمساواة وتحرير السودان فصيلي مني اركو مناوي وعبد الواحد محمد نور مع قوات سلفا كير  في بانتيو وقامت هذه القوات بقتل المدنيين من ابناء جنوب السودان وغيرهم في المدينة ) ، مؤكداً انه يؤيد تشكيل لجنة تحقيق مستقلة .

غير ان وزير الدفاع في جنوب السودان كوال ميانق قال خلال حفل التأبين الذي اقامه ابناء دارفور في جوبا في ابريل الماضي ان من ارتكب المجزرة هم المتمردون بقيادة رياك مشار ، واضاف ( نحن ندرك تماماً ان الذين نفذوا هذه الجريمة البشعة هم من ابناء جنوب السودان الموالين لقائد التمرد رياك مشار ونحن نحمله المسؤولية لان الضحايا هم من المدنيين ) ، وقال ان الضحايا مواطنين عزل يبحثون عن سبل كسب العيش وليسوا من المسلحين ، وتابع ( مقاتلو الجبهة الثورية في داخل الاراضي السودانية وليسوا في جنوب السودان ) ، مؤكداً ان حكومته ستجري تحقيقاتها لتقديم الجناة الى العدالة .

ومن جانبه قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اقوير لشبكة ( عاين ) ان المتمردين عندما دخلوا مدينة ( بانتيو ) لم يدخلوا في معارك مع الجيش الشعبي ( جيش جنوب السودان ) وانما استهدفوا المدنيين من ابناء الجنوب الى جانب التجار والمواطنين السودانيين وخاصة ابناء دارفور ، نافياً بشدة ان يكون جنود الجيش الحكومي قد استهدفوا ابناء دارفور ، وقال ( حتى ايام الحرب الاهلية بين الجيش الشعبي والحكومة السودانية لم نستهدف المدنيين من السودانيين او الجنوبيين بل اننا قد سلمنا الاسرى في عدد من المناسبات وتجار الشمال كانوا يعملون في المناطق التي كنا نسيطر عليها في ذلك الوقت ) .

ستظل قضية مجزرة بانتيو ملف مفتوح للبحث عن الحقيقة لتقديم الجناة الى المحاكم ، وان الجميع اصبح يطالب باجراء تحقيق مستقل وبشفافية ، خاصة وان هناك عائلات كثيرة تضررت من هذه الجريمة التي وجدت الاستنكار محلياً ودولياً .