جنوب السودان يستقبل ١١ ألف لاجئ سوداني

جنوب السودان يستقبل ١١ ألف لاجئ سوداني٢٦ سبتمبر ٢٠١٣

 

ازدادت الأوضاع سواءً في منتصف العام ٢٠١٣ بالنسبة إلى سكان ولاية جنوب كردفان التي نزح أو لجئ ثلثا سكانها مع استمرار الحرب بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية – شمال. ما زاد الأوضاع تدهوراً هو فشل الموسم الزراعي للعام ٢٠١٢ بسبب تأخر هطول الأمطار واستمرار القصف الجوي على المناطق المأهولة بالسكان، خصوصاً أن العديد من القنابل تسقط فوق الأراضي الزراعية، وهو ما تسبب بنزوح جديد مازال مستمراً لأفواج من جنوب كردفان بالسودان إلى ولاية أعالي النيل بجنوب السودان، واستقر بهم المطاف في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان في كل من مقاطعات فشوده – كدوك – ماكال، وقد استقبلت هذه المناطق اللاجئين من جنوب كردفان بحيث تم تقسيمهم إلى معسكرات حديثة التكوين في تلك المقاطعات.

 

 

فمنذ مايو الماضي تحرك الناس فى شكل مجموعات نحو ولاية أعالي النيل عابرين الحدود بين الدولتين فى مسافة تقدر بـ٢٠٠ كيلو متراً سيراً على الأقدام. بحثاً عن الأمن والماء والكلأ.

 

 

يقول تية انقتلو، أحد الفارين إلى أعالي النيل أنهم افتقدوا لكافة سبل الحياة حتى باتت جذور الأشجار هي الوجبة الرئيسية لهم وواصل بالقول أنها تسببت في أمراض غير معروفة بالنسبة لهم مثل الالتهابات أسفل القدمين والبطن، وقد أدت تلك الالتهابات إلى وفيات كثيرة يصعب حصرها. مضيفاً أنه شاع بين اللاجئين أيضاً أعراض أخرى كالإسهال بشكل مستديم مما يؤدي إلى الوفاة في أقل من ٢٤ ساعة.

 

 

ويقول مسئول شئون اللاجئين بالحركة الشعبية – شمال، عمار أمون دلدوم لـ(عاين) : “إن نسبة اللاجئين بلغت ١١,٦٣١ لاجئ” حسب رصده المباشر من خلال جولة قال أنه قام بها داخل المعسكرات، ويضيف دلدوم: “إن أوضاع الناس في غاية البؤس ولا حياة فى المعسكرات”. كاشفاً لـ(عاين) محدودية الخدمات التي تقدم من قبل المنظمات العاملة في هذا الشأن، وقال أن المعسكرات التي طاف عليها في فشودة وكدوك لا تسع لعدد ٢٠٠٠ لاجىء، وهو ما زاد من اكتظاظ اللاجئين وأدى إلى انتشار أمراض معدية مثل الأمراض الجلدية والالتهابات التي أدت إلى وفيات عديدة مع عدم توفر أي عناية صحية بالمعسكرات.

 

 

هذا في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد اللاجئين إلى ولاية أعالي النيل، فقد وصل صبيحة يوم الخميس ١٩سبتمبر ما يفوق الـ٣٠٠ لاجىء إلى ماكال، وسط تدني الخدمات وتدهور الأوضاع الصحية بالنسبة باللاجئين.

 

 

تقول مريم غبوش، لـ(عاين) أنها قطعت فترة ٧ أيام مشياً على الأقدام ليلاً ونهاراً من منطقة “أشورن” إلى أن وصلت إلى مقاطعة ماكال بأعالي النيل. تضيف مريم : “الغذاء الرئيسي بالنسبة لنا هو ثمار شجر الكضوضو وعرق الكيل الذي يستخرج من باطن الأرض”. موضحة أن الرحلة كانت شاقة بالنسبة لهم في حالة من انعدام الخيارات، فهنالك مخاوف من مداهمتهم من قبل “مليشيات الجلابة” حسب تعبيرها. في اشارة إلى القوات الحكومية.

 

 

يواصل عمار أمون دلدوم: “إن الأوضاع داخل معسكرات فشوده وكدوك وماكال غير صالحة للعيش، فالغذاء المتوفر يكفي لـ ٢٩٤ فرد لمدة شهرين في المعسكرات الثلاثة”. في الوقت الذي بلغت فيه نسبة اللاجئين فى أصغر معسكر (كدوك) ٢٠٠٠ لاجىء، وهو ما يجعل الأوضاع فى حالة متدهورة خاصة مع انتشار أمراض سوء التغذية لدى الأطفال دون سن العاشرة مع انعدام المستشفيات أو حتى الشفخانات البلدية. فضلاً عن عدم وجود أي مدرسة. مما أدى إلى تسرب عدد كبير من الأطفال بحثاً عن الأعمال الهامشية لتوفير لقمة العيش خارج المعسكر.