السودان: محاور خارجية جديدة لحماية البشير
تقرير شبكة عاين – السبت 20 يناير 2018
وذهب في ذات الاتجاه الباحث في كلية القانون بجامعة لندن احمد حسين ادم موضحاً ان أسباب زيارة روسيا ربما تكون مرتبة، ولكن الدافع الاساسي فيها هو مطالبة الامريكان للرئيس البشير بالتنحي من السلطة، وعدم نزوله فى الانتخابات وهو امر مرتبط بمصير البشير الشخصي، خاصة وان النظام تشوبه الضبابية، فليست هنالك شفافية بل غياب معلومات مؤثر حتى على اعضاء الحزب الحاكم النافذين، واضاف حسين لـ(عاين): “عندما عرف البشير عدم إهتمام ترامب بحقوق الانسان، ظن انه لن يدعم مسالة المحكمة الجنائية الدولية، لكن هذا لم يحدث”.
من جهته يقرا احمد حسين ادم علاقات الخرطوم الخارجية الجديدة بالبحث عن البقاء في السلطة ليس إلا، ويضيف: “البشير يظن ان محور تركيا روسيا نجح في حماية الأسد، فقطعاً سيُحميه، خاصة وان تركيا دولة قوية، وان العالم يعرف عودة العلاقات القوية بين تركيا وروسيا بعد معالجة ازمة ضرب الطائرة الروسية).
ولكن عمر قمر يصف المشاركة في عاصفة الحزم بالصناعة السُعودية لخلق رأي عام في المنطقة. ويقول لـ(عاين): ”عاصفة الحزم إختراع سعودي لالهاء الداخل من تتبع أثر التغيرات الكبيرة التي تمر بها المملكة” موضحاً انها لن تؤثر فيما يختص بقرار المحكمة الجنائية، “سيظل السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب، لانه لم يفعل ما يجب عليه فعله ليجعل من الممكن لصانع القرار الامريكي ان يرفعه من القائمة” قاطعاً بان الجنائية لا تسقط بالتقادم، “الجنائية الدولية ستظل سيف ديموقليس معلق علي رقبة البشير، وهو يحاول بكل السبل البقاء لأطول فترة ممكنة في الحكم حتي يهرب من الوقوف أمام المحكمة، ولكن ستطارده العدالة أينما كان).
واضاف “ولكن بعد قرار ترامب بنقل السفارة الى القدس للاعتراف باسرائيل السودان تماهى مع تركيا، فمن الصعب التنبؤ بما يحدث غداً في ظل نظام يتماهي فقط وفق مصالحه ) ويتفق كمال عمر مع سابقيه في التحليل قائلاً: “اموال اوردغان وغيرها لن تحل ضائقة البلاد المالية، والرئيس بنفسه يرعى الفساد الذي يشكل اكبر أزمة فيما يخص الاقتصاد الذي اصبح يدار من جيوب افراد”.
أما احمد حسين يرى أن اموال اردوغان لن تحدث انتعاش على الاقتصاد السوداني، خاصة وان التاريخ يعرف الأتراك كتجار ناجحين. ازمة السودان ازمة سياسية تتمثل في حرب الذات لذلك لن ينصلح حال الاقتصاد مالم يوجد انتاج ومناطق الانتاج هي مناطق حرب، الازمة الاقتصادية لم تحل برفع العقوبات لأنها ازمة ادارة بلد فاي اموال لن تذهب الى معالجة الاقتصاد مالم يكون هناك وضع سياسي جديد”.
ولم يخفي كل من كمال عمر واحمد حسين ادم وجود تيار داخل النظام يعمل الان على اعادة الاوضاع كما هي مع ايران، ويقول عمر: “اصلاً العلاقة مع ايران لم تنقطع وهنالك تيار قوي داخل المؤتمر الوطني يعمل على ابراز علاقة ايران في ظل هذه الفوضى” اما احمد حسين يتنبأ بظهور تواصل جديد مع إيران في أي وقت، بالنسبة لهم مسالة زمن ليس الا، البشير سيعود الى ايران عاجلاً ام اجلاً لان الطلاق لم يكن كاملاً.