السودان: النيابة تحقق مع شاعر بسبب قصيدة

بدأت نيابة الصحافة والمطبوعات في السودان اليوم الاربعاء، التحري مع الشاعر يوسف عوض الكريم المعروف بالدوش حول الدعوى التي قيدها مجلس السيادة الانتقالي السوداني كتابته قصيدة اذيعت في فضائية سودانية اعتبرتها السلطات عن فض اعتصام القيادة العامة في الثالث من يونيو 2019 والذي راح ضحيته (130) من المحتجين السلميين بحسب الأطباء كانوا يطالبون بتسليم السلطة إلى القوى المدنية عقب الإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير.

وكان مجلس السيادة الانتقالي في السودان فوض عسكريًا مختصًا في القانون بفتح دعوى ضد الشاعر يوسف عوض الكريم المعروف بالدوش على خلفية قصيدة قرأها في محطة سودانية 24 التلفزيونية حيث ردد الدوش عبارة “رمز سيادة نفس الكاتل ولدك ” ضمن أبيات قصيدته التي شغلت المنصات الإجتماعية وانتشرت بشكل واسع سيما بعد خبر مقاضاته بسبب القصيدة.

وطبقا للتفويض الممنوح للشاكي المفوض من مجلس السيادة الانتقالي يشمل ملاحقة القصائد او الكتابات او الاتهامات التي تنشرها وسائل الإعلام الورقية أو  المنصات الاجتماعية او الاذاعات او محطات التلفزيون بفتح دعوى جنائية بحق كل شخص يوجه اتهامات لأعضاء مجلس السيادة الانتقالي حول فض اعتصام القيادة العامة أو اي اساءات بحقهم وفق ما يراه المفوض انه المادة ترتق إلى درجة الإساءة وحمل التفويض توقيع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان.

أسئلة التحري

وجاء الشاعر يوسف عوض الكريم المعروف بالدوش إلى مبنى نيابة الصحافة رفقة هيئة الدفاع من النشطاء الحقوقيين الذين أعلنوا مناصرتهم للشاعر وذلك في مقر النيابة بالخرطوم 3 وسط العاصمة السودانية اليوم الأربعاء للإدلاء بأقواله أمام وكيل نيابة الصحافة والمطبوعات.

وذكر عضو هيئة الدفاع عثمان البصري في مقابلة مع (عاين)، أن  “المتحري سأل الشاعر يوسف عوض الكريم عن محتوى القصيدة التي ألقاها بمحطة تلفزيونية محلية عما إذا كان يتهم أعضاء مجلس السيادة السوداني بفض اعتصام القيادة العامة وقتل المحتجين إلى جانب سؤال آخر عن عبارة رمز سيادة التي رددها في القصيدة”.

وأبان البصري قائلًا : “كانت إجابات موكلنا أن رمز السيادة لا يقتصر على مجلس السيادة الانتقالي ويشمل عدة أشياء كما نفى عما إذا كان اتهم جهة ما بفض اعتصام القيادة موضحا للنيابة ان شاعر ومعني بكتابة الشعر”.

تكميم الأفواه

وحذر البصري، من أن لجوء مجلس السيادة الانتقالي السوداني إلى مقاضاة الشعراء والكتاب والصحافيين تطور خطير قد ينتقل إلى مرحلة تكميم الأفواه مؤكدا ان : “مجلس السيادة الانتقالي عندما لجأ الى مقاضاة الدوش فوض الشاكي بشقيه المدني والعسكري لأن الشاكي يحمل توقيع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وإذا كان المدنيين لديهم رأي مغاير عليهم أن يوضحوا ذلك للشعب السوداني”.

ويثير فض اعتصام القيادة العامة جدلا بين القوى المدنية والعسكرية التي تتقاسم السلطة الانتقالية في السودان منذ أغسطس 2019 وحصل العسكريون على خمسة مقاعد والمدنيين على نفس النسبة بينما عينت سيدة من طائفة الأقباط في مقعد توافقي قبل أن يرفع اتفاق السلام الموقع في أكتوبر 2020 بين الحركات المسلحة والحكومة الانتقالية مقاعد مجلس السيادة الانتقالي إلى 14 مقعدًا بإضافة ثلاثة أعضاء جدد من قادة الحركات.

وتحقق لجنة وطنية مستقلة برئاسة المحامي نبيل أديب وهو خبير دستوري في مجزرة القيادة العامة التي وقعت فجر الثالث من يونيو 2019 أثناء تجمع آلاف المحتجين السلميين أمام مقرات وزارة الدفاع السودانية شمالي العاصمة وتقول قوى مدنية أن قوات المجلس العسكري هاجمت ساحة الاعتصام بغرض إنهاء التجمعات السلمية وإضعاف المطالب المتعلقة بنقل السلطة إلى المدنيين عقب الإطاحة بالرئيس المعزل عمر البشير في 11 أبريل 2019.

ويضيف عضو هيئة الدفاع عثمان البصري أن المرحلة الثانية من البلاغ المقيد ضد موكله يوسف الدوش ستكون إما توجيه تهمة رسمية إلى الدوش او شطب البلاغ لافتًا إلى أن هيئة الدفاع في حال توجيه التهمة ستعمل على استئناف ضد التهمة لدى نيابة اعلى من نيابة الصحافة والمطبوعات.

اتجاه لشطب البلاغ

من جهته قال الشاعر يوسف عوض الكريم المعروف بالدوش في مقابلة مع (عاين) أن المتحري في نيابة الصحافة المطبوعات سأله ماذا يقصد بعبارات “رمز سيادة “و”نفس الزول الكاتل ولدك”  و”شال من ايد الكوز السلطة وجلدك” وأبلغته أنه لم يورد اسم مجلس السيادة الانتقالي في القصيدة حتى يوجه له هذا الاتهام بالتالي لا يحق لأي جهة محاكمة القصيدة لأن القصيدة لا تحاكم، يقول الدوش.

وأضاف : “عندما تقرأ القصيدة أنت غير ملزم بتقديم التفسير انت تلقيها فقط وغير ملزم بتقديم توضيحات حولها”.

وأعرب الدوش عن قلقه من تفويض مجلس السيادة الانتقالي في السودان لمقدم حقوقي بملاحقة الكتاب والشعراء أو المدونين على المنصات الإجتماعية بما يراه مناسبا لتوجيه تهم بناء على محتوى النشر على المنصات الإجتماعية او الاذاعة او المحطات التلفزيونية والصحف.

ورأى الدوش أن المكون المدني في مجلس السيادة الانتقالي لم يفوض الشاكي في البلاغ الخاص بالقصيدة التي قرأها في محطة سودانية 24 التلفزيونية لجهة ان التفويض يحمل توقيع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان فقط قائلا إن التفويض يجب أن يكون مشمولا بتوقيع جميع الأعضاء الـ(14).

وعلمت (عاين) أن هناك اتجاها قويا لشطب الدعوى بحق الشاعر يوسف عوض الكريم المعروف بالدوش خلال الأيام القادمة نتيجة تحركات المسؤولين من التحالف الحاكم وأعضاء من مجلس السيادة الانتقالي.