وزير خزانة أمريكا في السودان.. دفع التطبيع مع إسرائيل وقرض مالي
6 ديسمبر 2020
أبرم وزير الخزانة الأمريكي اتفاقيات وُصفت بالمهمة مع الحكومة السودانية اليوم الأربعاء في العاصمة الخرطوم بدءً باتفاقية “ابراهام” التي تمهد للتطبيع بين الخرطوم وتل أبيب ليكون السودان ضمن دول وقعت هذه الاتفاقية أبرزها الإمارات والبحرين إلى جانب توقيع اتفاق “القرض التجسيري” الذي يعيد السودان إلى التعامل مع البنك الدولي.
ووصل وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مانشين اليوم الأربعاء إلى الخرطوم في أول زيارة لمسؤول اقتصادي أمريكي إلى البلاد حيث شملت المباحثات التي عقدها مع وزيرة المالية هبة أحمد علي إنهاء إجراءات متعلقة بسداد الولايات المتحدة متأخرات مستحقة للبنك الدولي على السودان وهو قرض تجسيري قيمته (1.2) مليار دولار قدمته واشنطن لمساعدة الخرطوم على توفيق أوضاعها مع البنك الدولي.
و بموجب هذا القرض سيكون مسموحًا للسودان الحصول على مساعدات سنوية من البنك الدولي بقيمة مليار دولار اعتبارًا من هذا العام حوالي (1.7) مليار دولار وفي نفس الوقت سيعيد السودان قيمة القرض التجسيري إلى الولايات المتحدة بمجرد إفراج البنك الدولي عن هذه المساعدات المتوقفة منذ 23عامًا.
وذكر مصدر مسؤول من مجلس الوزراء لـ(عاين)، أن زيارة وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مانشين تعتبر أول زيارة لمسؤول اقتصادي أمريكي إلى السودان مشيرًا إلى أن : “الاتفاقية التي وقعت بين وزيرة المالية هبة أحمد علي ووزير الخزانة الأميريكي تُعيد السودان إلى النظام المتبع في البنك الدولي ويصبح متاحًا أمامه الحصول على (1.7) مليار دولار سنويًا اعتبارًا من هذا العام”.
وأوضح المسؤول الحكومي، أن القرض التجسيري الذي دفعته الولايات المتحدة الأميركية إلى البنك الدولي نيابة تبلغ (1.2) مليار دولار وفور سداد واشنطن لـ”القرض التجسيري” سيدفع البنك الدولي للسودان سنويًا (1.7) مليار دولار مساعدات سنوية تقدم للدول الفقيرة إلى جانب أن البنك الدولي سيقوم بلعب دور كبير في شطب ديون السودان البالغة (64) مليار دولار.
علاقات مع اسرائيل
وحول اتفاق إبراهام الموقع بين وزير الخزانة الأمريكي ووزير العدل السوداني نصر الدين عبد الباري أشار إلى أن الاتفاقية بمثابة إعلان مبادئ لتشجيع الحوار ونبذ العنف وإقامة علاقات مع اسرائيل.
وقال المصدر الحكومي، : “على السودانيين أن يتخلوا عن النظرة في إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل بنوع من الريبة لابد من التخلص من تبعات الماضي والشروع فورًا في بناء مصالح مشتركة مع المجتمع الدولي على أن يشمل ذلك إسرائيل”.
وكشف المسؤول، أن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مانشين لعب دورًا بارزًا في انضمام السودان إلى اتفاقية ابراهام الموقعة بين عدة دول في الشرق الأوسط أبرزها الإمارات والبحرين بحيث تركز الاتفاقية على جعل العلاقات طبيعية بين السودان وإسرائيل.
فيما أكد وزير العدل السوداني نصر الدين عبد الباري في تصريحات صحفية عقب توقيع اتفاقية ابراهام مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مانشين أن السودان يرحب بالعلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول المنطقة موضحا أن الخرطوم ستعمل على توسيع علاقاتها مع إسرائيل.
تأهيل حكومي
من جهته كشف المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء آدم حريكة لـ(عاين)، أن “القرض التجسيري” الذي دفعته الولايات المتحدة لسداد متأخرات البنك الدولي لدى السودان حتى يحصل الأخير على (1.7) مليار دولار سنويا مساعدات من البنك الدولي للدول الفقيرة.
وأضاف حريكة : “خلال هذا العام سيدفع البنك الدولي للسودان (1.7) مليار دولار لكن حتى يحصل السودان على قرض أكبر من البنك الدولي يلزمه ترتيبات داخلية”.
وأردف : “في كل الأحوال نحن مؤهلون للحصول على قرض من البنك الدولي وسنقوم بترتيبات قليلة حتى نتقدم للحصول على قرض أكبر من البنك الدولي”.
زيارة ثانية
وحول زيارة رئيسية بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي إلى العاصمة السودانية الخميس المقبل وصف مسؤول مجلس الوزراء الزيارة بأنها أكثر أهمية لأنها متعلقة بالتعاون الاقتصادي المباشر بين السودان والولايات المتحدة.
وأوضح أن الزيارة ستحقق تقدمًا كبيرًا في تبادل استيراد وتصدير المنتجات السودانية والأميركية بين البلدين مشيرًا إلى أن المسؤولين الأمريكيين الذين زاروا البلاد وهم حوالي (80) مسؤولًا خلال عام واحد يعتقدون أن البلاد واعدة بالاستثمارات في مجال الطاقة والزراعة والتعدين والغاز وتشييد البنية التحتية.