هجوم قوات مشار على الرنك وجوبا تلمح بدعم من الخرطوم
٢٠سبتمبر٢٠١٤
تقرير اكدت حكومة جنوب السودان ان قوات الحركة الشعبية في المعارضة بزعامة نائب الرئيس السابق لجنوب السودان رياك مشار قامت بشن هجوم واسع ضد القوات الحكومية ، في وقت اتهم عضو برلماني الحكومة السودانية بانها وفرت الدعم العسكري لقوات مشار عبر معسكر اقيم في ولاية سنار ، غير ان متحدث في حركة مشار نفى ذلك بشدة ، وشدد على ان الجيش الشعبي الحكومي هو من قام بالهجوم على اربع مناطق في اعالي النيل ، فيما كشف السكرتير الصحفي لرئيس جنوب السودان اتينج ويك اتينج عن ان الرئيس سلفا كير يمكن ان يناقش مع نظيره السوداني عمر البشير في الخرطوم مسألة دعم الاستخبارات السودانية لقوات مشار في حربها ضد حكومته ، ولكن تلك المناقشة لن تحدث الا في حال موافقة البشير على طلب اللقاء الذي قدمه كير والمتوقع ان يتوجه الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في الاسبوع المقبل ، وربما في طريق عودته بعد انتهاء الاجتماع سيحل كير ضيفاً على البشير .
وكثيراً ما تبادلت دولتا السودان وجنوب السودان الاتهامات بدعم متمردي الدولتين ضد الاخرى ، وقد توقفت تلك الاتهامات بعد توقيعهما على اتفاق التعاون المشترك في سبتمبر من العام 2012 والذي لم يفعل بسبب تطورات الاوضاع في جنوب السودان بعد النزاع الذي نشب بين الحكومة والمنشقين عنها بقيادة رياك مشار ، وعادت من جديد الاتهامات المتبادلة بين جوبا والخرطوم ، لا سيما بعد الزيارة التاريخية التي قام بها رياك مشار في يوليو الماضي الى العاصمة السودانية ، وعدتها جوبا خرقا لاتفاق التعاون المشترك مع الخرطوم .
تلميحات من جوبا بتدخل السودان في هجوم الرنك
ويقول النائب البرلماني من حزب الحركة الشعبية الحاكم عن دائرة الرنك لـ(عاين ) ان قوات حركة رياك مشار قامت بهجوم على مدينة الرنك من الجهة الشمالية الشرقية على منطقة ( قونقبار ) وان القوات الحكومية انسحبت تاكتيكاً لاعادة تنظيمها من جديد وقد قامت بهجوم مضاد واجبرت قوات مشار الى التقهقر وعادت الى داخل الحدود السودانية، ويضيف ( قوات مشار قدمت من ولاية سنار في السودان وتحديداً من جنوب المزموم واخرى جاءت من النيل الازرق من منطقتي روم وقولو ) ، مؤكداً وجود معلومات استخباراتية بوجود معسكر لقوات مشار في بلدة الجبلين في السودان وهي الاقرب الى الرنك ، ويشير الى ان قوات التمرد قامت بنهب وحرق عدد من القرى مما ادى الى نزوح اكثر من (45 ) الف مواطن ، ويقول ( لقد قصفت قوات مشار بشكل مكثف على عدد من القرى واصبحت مدينة الرنك خالية من السكان من ناحيتها الغربية ) .
وكشف مصدر موثوق من مدينة الرصيرص في ولاية النيل الازرق لـ(عاين) عن ان قوات عسكرية من جنوب السودان يعتقد انهم من المتمردين عبرت الى شمال ولايته الاحد الماضي ، ويقول ان تلك القوات كانت على متن ( 40 ) سيارة ذات الدفع الرباعي ، محملة باسلحة ثقيلة من ناحية الجنوب قادمة من شمال ولاية النيل الازرق في إشارة منه الى منطقة سنار
وكانت (عاين) قد ارودت في تقارير سابقة عن عبور قوات تمرد جنوب سودانية ناحية محلية التضامن ومنها الى سنار ، مما يشير الى هذه القوات كانت في رحلة للبحث عن العتاد العسكري شمالاً ، وهي الأن في أهبة الإستعداد لإحداث زعزعة أمنية في كل من ملكال الرنك الناصر المدن الثلاثة المهمة بولاية أعالي النيل خاصة .وفي ذات الإطار فر عدد كبير من مواطني جزيرة “بام “ِجنوب ملكال الى مباني الامم المتحدة بعد سماع أصوت رصاص بالقرب من المنطقة لم يعرف مصدرها ولم يتسنى لـ(عاين) التحقق من ان الرصاص كان اشتباك بين اطراف متحاربة من غيره
لقاء مرتقب بين سلفا كير والبشير في الخرطوم
ومن جانبه قال السكرتير الصحفي لرئيس جنوب السودان اتينج ويك لـ (عاين ) ان قوات الحركة الشعبية المعارضة بقيادة رياك مشار حاولت دخول مدينة الرنك الاستراتيجية لكنها فشلت بعد ان تصدت لها قوات الجيش الشعبي ، والمح الى وجود دعم من السودان لكنه عاد وقال ( الرئيس سلفا كير ربما يلتقي الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم بعد عودة سلفا كير من نيويورك حيث سيشارك في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ) ، ويضيف ( سيطرح الرئيس سلفاكير امام البشير الادلة التي اشار اليها المواطنون وسيقدم هذه الاتهامات بصفة رسمية اذا كانت هذه الادلة صحيحة ) ، رافضاً الدخول في توجيه اي اتهامات للخرطوم في الوقت الراهن .
ومن ناحيته يقول لوال روي كوانق المتحدث العسكري في الحركة الشعبية المعارضة بزعامة رياك مشار لـ (عاين ) ان جيش جنوب السودان هو من قام بالاعتداء على مناطق في ولاية اعالي النيل ، متهماً جوبا بخرق وقف العدائيات ، ويشير الى ان هناك تمرداً حدث داخل وحدة الجيش الحكومي بعد قتل احد الزعماء من قبيلة الشلك ، فيما تقول انباء اخرى ان التمرد داخل الجيش كان بسبب عدم صرف المرتبات لاكثر من (6 ) اشهر .
ومن جانبه قال الناطق الرسمي بالإنابة لمكتب رئيس الحركة الشعبية المتمردة في جنوب السودان نارجي رومان إن قواته دخلت في معارك شرسة ضد قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان ، في منطقة “قونقبار” شمال شر ق مدينة الرنك مما ادى الى إنسحاب قوات حكومة الجنوب ، موضحاً في تصريحات لـ(عاين) من مقر إقامته في الخرطوم إن هنالك ثلاث مناطق في الطريق المؤدي الى الرنك تمت السيطرة عليها كاملة ، ولم يؤكد سيطرة حركته على منطقة الرنك بالكامل، لكنه أشار إلى أن معارك تدور قبالة المنطقة، قد تسفر عن سقوطها في اي وقت ، نافياً وجود اي دعم من الحكومة السودانية لقواته ، وقال ان هذه دعاية جوبا التي فشلت في حماية المدينة وتريد ان ترمي فشلها على الاخرين ، متهما حكومة جنوب السودان بالاستمرار في خرق اتفاق وقف الاعمال العدائية في عدد من المناطق بالهجوم عليها .
نزوح اكثر من (45 ) الف مواطن من الرنك
ويقول كوج ان الوضع الانساني متردي للغاية وخطير للغاية بسبب اجلاء المواطنين وتركوا ممتلكاتهم خاصة من الجزء الشمالي الشرقي للرنك ، داعياً المنظمات الدولية والانسانية لتقديم العون لاكثر من (45 ) الف مواطن تشردوا بسبب ما اسماه بالقصف العشوائي .
ومن جانبه المهندس عادل المقيم في منطقة الرنك اكد لـ(عاين) عبر الهاتف إن الرنك تعيش في حالة من الرعب بسبب اصوات الرصاص المتبادلة بين الحكومة والمتمردين في مناطق تقع اقربها على بعد 50 كيلو متر شمال المدينة ، مما اسفر عن نزوح لعدد كبير من المواطن، ناحية الجنوب منذ عصر الخميس ،إستمر الى صبيحة يوم امس الجمعة .
وذهبت في ذات الإتجاه المواطنة امنة اكيج التي اكدت أن أصوات تبادل النيران تأتي من مناطق بعيدة ولكن هنالك بعض الإنفجارات المدوية بالقرب من مدخل المدينة ناحية الجنوب الشرقي.
الموقع الاستراتيحي للرنك
تجدر الإشارة الى أن مدينة الرنك هي المدينة الثانية من حيث الأهمية في ولاية أعالي بعد العاصمة ملكال ، وذلك لما تمتلكه من أراضي زراعية صالحة ومنتجة ، ويقول الخبير الإقتصادي مارتن ملوال إن أهمية الرنك تكمن في أشياء رئيسة اولها الحبوب الغذائية والزيتة التي تنتجها المنطقة بما يقدر بثلث إنتاج الجنوب ، فضلاً عن أنها الميناء الرئيسي الذي يستورد البضائع من دولة السودان ، وقال إن التركيبة الإجتماعية لمنطقة الرنك يصعب إختراقها بالعمل المسلح ، خاصة أن المواطنين نظموا أنفسهم كقوات غير رسمية للدفاع عن المنطقة ، وانهم يمتلكون عتاد عسكري يٌمكنهم من صد اي هجوم عليها .موضحا أن الامن اصبح ضعيفاً ناحية الشمال الجغرافي لمنطقة الرنك بسبب تدفق قوات من ناحية الشمال الجغرافي في اشارة الى دولة السودان .
وتقاتل مجموعة منشقة بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار قوات جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر ( كانون الاول ) الماضي ، ولم تفلح وساطة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا ( الايقاد ) من تحقيق السلام بين الطرفين رغم تعهداتهما امام رؤساء الايقاد