مبيور قرنق: رجوع الحركة الشعبية لجذورها وجب

 

مبيور قرنق: رجوع الحركة الشعبية لجذورها وجب٢٠ ديسمبر ٢٠١٣

 

“ماحدث في جوبا اقرب لمحاولة تصفية رياك مشار من انه انقلاب”

“سلفاكير يستخدم الدينكا كما تستخدم الخرطوم العروبة”

“كير استبق الدمقراطية بمسرحية المحاولة الانقلابية”

 

تدهورت الاوضاع الامنية بعاصمة جنوب السودان جوبا وبعض المناطق الاخرى في الدولة الوليدة إثر وقوع مواجهات دامية بين مجموعتين من الجيش الشعبي. و لمعرفة المزيد حول ما يجري من اقتتال داخلي بين رفقاء سلاح الامس بجنوب السودان، جلسنا مع مبيور جون قرنق، نجل الزعيم التاريخي للحركة الشعبية. وطرحنا له بعض الاسئلة الملحة التي ربما تدور باذهان الكثرين. فجاء حديثه لـ(عاين)  كحديث العارف ببواطن الامور بدولة جنوب السودان وما يدور فيها من احداث متسارعة هذه الايام.  

 

س: بداية حدثنا حول حقيقة ما وصف بالمحاولة الانقلابية في جوبا وما هي اسباب الصراع الدائر بين المجموعات المختلفة ؟

 

(استعدل في جلسته واخذ نفسا قصيرا ثم قال) :لا يمكن ان نسمي ماحدث بجوبا انقلاباً بقدر ما هو عملية تصفية حسابات من الرئيس سلفاكير ضد من يتطلعون لممارسسة حقوقهم المدنية. بإختصار، فإن المشكلة التي حدثت في جوبا هي نتيجة صراع  بين الرئيس سلفاكير و د. رياك مشار حول الانتخابات الداخلية للحركة الشعبية التي ينظم اعمالها  دستور ينص على اجراء انتخابات كل خمسة سنوات. 

 

مع العلم ان سلفاكير ظل يشغل منصب رئيس الحركة لمدة  ٨ سنوات على التوالي. بعد كده  باقي الناس دايرين يجربوا  حظوظهم في رئاسة الحركة الشعبية بجنوب السودان، امثال د. رياك مشار، باقان اموم وماما ربيكا. وهم قالوا ان لديهم حقوق تنظيمية يريدونها وفق العملية الديمقراطية داخل الحزب. ده الكلام الزعل رئيس الحركة الشعبية  سلفاكير ميارديت. انا شايف انو دي المشكلة والسبب انو سلفاكير ماداير ديمقراطية.

 

كذلك في ٦ شهر ديسمبر (الجاري) اختلف كير مع رفقائه في الحركة الشعبية لانهم اقاموا مؤتمر صحفي وطالبوا باجراء حوار مع مجموعة سلفاكير لايجاد حلول للمشكلات التي تواجهها دولة جنوب السودان  في  التنمية وانتشار الفساد  منذ الاستقلال. هؤلاء (القادة) قالوا كلنا فشلنا في احداث تنمية حقيقة في البلاد، و ان ابنائنا ومرضانا ما زالوا يبحثون عن التعليم والصحة خارج البلاد.

 

اعلنت هذه المجموعة: رياك، وباقان وماما ربيكا يوم السبت (١٤ ديسمبر) عن قيام مسيرة سلمية لتوعية شعب جنوب السودان بما يحدث. فمثلاً، احد الاسئلة المطروحة ان هنالك 4,2 مليار دولار من اموال الدولة لا يعرف اين صرفت. اذ ان حتى مجلس الوزراء لا يعرف اين ذهبت هذه الاموال. لكن الرئيس سلفاكير استبق تلك المسيرة المعلنة باعلان انعقاد  اجتماع لمجلس التحرير في ذات اليوم مما ادى الى تأجيل المسيرة حتى لا تتضارب مع برنامج الحزب. بالاضافة الى هذا، هؤلاء القادة  ملتزمون بالبحث عن السلام من غير مواجهات داخلية لذا وافقوا بتأجيل المسيرة والحضور الى اجتماع مجلس التحرير.

 

لكن المفاجاة انهم لما دخلوا قاعة الاجتماع تحول الامر الى شتيمة من قبل مجموعة سلفاكير. واستمر الحال يومين على التوالي داخل القاعات وتحولت الاجندة الموضوعة للاجتماع، وهي الاتفاق على الوثائق التنظيمية الاساسية،  الى اجندة شتيمة، مما اضطر مجموعة  د. رياك بالامتناع عن حضور ما تبقى من جلسات. عشان كده قالوا تاني مانمشي اجتماع مجلس التحرير . لان الغرض كان الاتفاق على الوثائق الاساسية للحركة لكن الموضوع انقلب شتيمة.

 

في ذات الوقت كان هنالك اختلاف بين حراس الرئيس وهم من قبائل مختلفة. الاختلاف كان داخل فرقة ” تايقر” حيث تصاعدت المواجهات بينهم فتم تبادل اطلاق النار. وهم ديل حراس الرئيس طبعاً وبعدها انقسم الجيش لخطوط اثنية وتم تبادل النيران. ده الحصل بالضبط. انا مافاهم الحاجة دي كيف ممكن تكون انقلاب؟ وهي اقرب لأن تكون محاولة لإغتيال د. رياك مشار من انها انقلاب . لو كان الحصل دا  انقلاب، لكان هنالك عمل منظم للسيطرة على اذاعة جوبا ثم المطار وعلى القصر الجمهوري.

 

الاشتباك حصل في القيادة الجنوبية ومنها  انتقل الي منطقة بلفام (مقر قيادة الجيش)،  وحراس رياك مشار تمت مهاجمتهم من قبل حراس سلفا كير. فكيف الناس ديل يمشوا يعملوا انقلاب وهم موجودين داخل اجتماع مجلس التحرير؟ ماحصل هو صراع بين حراس سلفاكير وتحول بعده الي هجوم ضد حراس رياك. هذه هي طريقة تصفية الخصوم المعروفة في السودان القديم و انا دائماً قاعد اقول انو سلفا والبشير حلفاء وصديقين حميمين والبشير قاعد يعلم سلفاكير كيف يتعامل مع المعارضة.

 

وهو (كير) الان لايملك ادلة تؤكد ان مايحدث في جوبا كان بسبب محاولة انقلابية، خاصة وان كل المتهمين بالمحاولة الانقلابية قادرين على اقصاء سلفاكير بالديمقراطية داخل الحزب  فلماذا القيام بعمل انقلابي؟ اذا انعقد المؤتمر (اجتماع مجلس التحرير) بشكل صحيح، من الواضح ان كير لن يفوز، لذلك تجاهل الحوار الداخلي وقرر ان يستخدم الجيش لقيادة الناس الى ما يريد. وهي خطته لمصادرة الحقوق المدنية لكل من يريد ان يرأس الحركة والدولة .

 

س: هل مايحدث في جوبا الان له علاقة بالخرطوم؟

 

انا ماعندي اثبات ولكن الإهتمام الزائد بالبشير (من قبل سلفاكير) يوضح أن إستقلال الجنوب ما زال ناقص. و بدون سقوط الخرطوم لا يعتبر إستقلال الجنوب مكتمل. من الواضح  أن البشير وسلفا يعملان مع بعض .سلفاكير باع حق تقرير المصير (من اجل بقائه في السلطة). كان د. جون قرنق دائما يقول “يمكن أن يقتل حق تقرير المصير من خلال ممارسة حق تقرير المصير نفسه”  فإستقلال الجنوب الأن هو استقلال وهمي .

 

تذكر معي عندما نالت صومالي لاند (جمهورية ارض الصومال) استقلالها  سقطت مقديشو وهرب الرئيس سياد بري وعندما  سقطت اديس ابابا هرب الرئيس منقستو هايلي ماريام  واستقلت اريتريا. ولكن ماحصل في  السودان هو بقاء الجبهة الاسلامية القومية (المؤتمر الوطني حالياً) من دون ان يتغير الحكم في الخرطوم. 

عند استقلال الجنوب قال البشير في جوبا انه  سمح للجنوب انو يمشي و ينفصل،  تخيل! وهو مايوضح ان حق تقرير مصير جنوب السودان كان عمل زائف استعمل لقتل تقرير المصير نفسه.

 

من ناحية اخرى مازال نهج الاسلام المتطرف يصور للناس ان المهمشين في السودان سيدمرون الاسلام  بالاستيلاء على السلطة. لذلك اتفق الصفوة في الشمال والجنوب تحت قيادة البشير وسلفاكير على التضحية بابيي وجنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور والشرق وبذلك تكون قد تمت التضحية بكل المهمشين  في السودان، بما فيهم الجنوبين لانهم لم  ينالوا شيئاً من ثمرات السلام.  

 

حكومة سلفا تخلت عن أبيي. فهي تقول لدينق الور امشي اديس ابابا لمناقشة موضوع أبيي وهي تعلم أن المشكلة  ليست مشكلة ابيي وإنما هو شأن يخص دولة جنوب السودان. على الحركة الشعبية وحكومة جنوب السودان الوقوف خلف قضية ابيي. الحركة  استطاعت ان تحقق استقلال جنوب السودان من خلال شرحها لمآسي المهمشين في السودان وسياسة نظام الفصل العنصري في الخرطوم.  ذهبت الحركة  الى الدول الافريقية، تحديداً جنوب افريقيا لشرح برنامجها وذهبت كذلك للاتحاد الافريقي والامم المتحدة ايضاً. ولكن حكومة الجنوب قالت لناس ابيي امشوا حلو مشكلتكم التي يجب أن تحل على مستوى الدولة.

 

ليه النوبة وناس النيل الازرق ماعندهم وزراء في حكومة الجنوب مثل شعب ابيي؟ مفترض ان يكون هنالك وزراء من النوبة والنيل الازرق لانهم ماتوا من اجل تحرير الجنوب والدم واحد. نحن لم نكمل الحرب العنصرية مع الشمال.  كيف نكون آمنيين ونظام الفصل العنصري مستمر في الخرطوم؟

  

سلفا والبشير حلفاء لهم استراتجية واحدة. ايام هجليج كان سلفاكير يقول للشعب ان الشمال هو العدو وكذلك البشير يقول ذلك ولكن في حقيقة الامر اننا كشعوب لسنا أعداء ولكن الصفوة في البلدين تآمروا علينا. برنامج الحركة الشعبية في السودان  قائم على النضال من أجل قضية المهمشين ووحدة البلاد لكنها الآن تخلت عن المهمشين الذين يجب ان لا تتركهم وحدهم للنضال ضد سياسة الفصل العنصري في السودان.

 

نحن ندرك جيداً ان شعب جنوب السودان يريد الاستقلال. ولو قام استفتاء في اي وقت اثناء سنوات الحرب لصوت الشعب بنسبة 99٪  للاستقلال ولكن على الرغم من ذلك  هنالك وحدويين ناضلوا من اجل وحدة السودان. سلفاكير إستغل آمال شعب الجنوب في تحقيق الاستقلال ووصف كل من كان يقف لصالح الوحدة في ذاك الوقت بالخائن فلزمنا الصمت. نحن حاولنا مساندته في انتخابات ٢٠١٠ وجمعنا تبرعات قيمتها مليوني و نصف دولار من اجل حملته (الانتخابية)، و لكنه استمر في سياساته السالبة فقلنا يكفي هنا ولا تنازلات بعد اليوم. 

 

س: بحديثك الوحدي رغم الانفصال هل تتوقع أن تندلع الحرب في الجنوب كما هي في الشمال ويتساوى الشعب في محنته ليقرر إستعادة وحدة البلاد؟

 

وحدة السودان يجب ان تترك لشعبي السودان فإذا كان هنالك مواطنين من السودان و جنوب السودان يريدون الوحدة فيمكنهم تكوين منظمات مدنية كما حدث في كوريا التي تتواجد فيها منظمات مدنية تعمل من اجل الوحدة. انا شخصيا مع وحدة افريقيا ككل، ليس جنوب السودان وشماله فحسب. انا وحدوي واشجع التضامن لبلدان شرق افريقيا ولكن على  اسس قوية، ليس على طريقة أنظمة  الفصل العنصري. مثلاً في تنزانيا تجد افارقة، عرب و هنود كلهم تنزانيين. مديبا (نلسون مانديلا) الذي توفى قريبا ضرب مثلا رائعاً في تحقيق وحدة بين اقوام جاءوا من خلفيات متباينة  لكنه استطاع أن يجمعهم كالوان القوس قزح. 

 

فعلى الجميع أن يدرك بأن ليس هنالك مستقبل للطائفية. لقد ولد جنوب السودان على اساس طائفي، ولكن حتى مع انفصال الجنوب هنالك مساحة لرؤية السودان الجديد الموحد. وللاجابة على سؤالك حول امكانية تحقيق وحدة السودان، انا اعرف عبر تاريخ السودان انه كانت هنالك وحدة و حركات انفصال متتالية منذ زمن الفراعنة. و الان قد انفصلنا مجدداً و يمكن ان نتوحد بعد ١٠٠ عام.

 

س: كيف تتوقع مستقبل جنوب السودان بعد هذه الاحداث؟

 

كل ما يجري الان شان يخص الرئيس سلفاكير وحده. كان بمقدوره أن  يفتح باب الحوار باعتباره الرئيس الحالي ولكنه بادر بارتداء البزة العسكرية (الكاكي-في ظهوره الاخير على التلفزيون)، فهو الذي يحارب الشعب وهو من وضع الابرياء في السجون. اذن كير لا يريد الحوار والناس لازم تقاوم. فلا يمكن ان تترك احداً ياتي لقتلك وتبقى ساكناً حتى تقتل.

 

أنا ادعو سلفاكير بالعوده الى صوابه وأن ينادي  لمؤتمر حوار وطني. ليس حوار للحركة الشعبية بل لجنوب السودان عامة. مؤتمر يجمع كافة الاحزب وقوى المجتمع المدني ورجال الاديان لتقرير مستقبل البلاد. فهنا يكمن الحل ويمكن ان نتوقع مستقبل أفضل لجنوب السودان. اما إذا أراد أن يفرض وحدة الدينكا فقط  فان هذا الامر سيكون مماثلا لفرض العروبة في السودان. لان المشكلة في السودان ليست عرقية بقدر ماهي مشكلة تهميش. والعروبة كانت تستخدم كسياسة فرق تسد لحكم السودان.

 

فسلفاكير يريد أن يستغل وحدة  الدينكا (ضد الآخرين) كما إستخدمت العروبة في السودان. إذا أردت أن تجد موطئ قدم في الجنوب فلابد أن تكون من الدينكا.  فالمتوقع يحصل شنو اذآ؟ ماتسألني انا عشان تقول مبيور قال حتكون في حرب لكن في مثل هذه الحالات ماذا نتوقع حدوثه؟ عليك ان تطلق العنان لخيالك .

 

س: هل سيتحول الامر الى حرب اهلية خاصة وأن جنوب السودان متعدد الأعراق؟ 

 

كلام زي ده مافي وما بحصل، لكن طبعاً كل شخص حر في تحليله و هذه ليست المشكلة. المشكلة انو الرئيس نفسه هو الذي يحض القبائل على النزاع. فمثلا هو قام بتحريض دينكا بور لمهاجمة مورلي وانا عندي دليل واثبات مسجل على الكلام  ده. 

 

فلماذا يقول كير (مثلا) انا ما بخلي ناس ٩١ يعملوا العملوه من جديد. انت رئيس الدولة و الدينكا و النوير كلهم ناسك. كيف تقول ناس ٩١ وانت تعلم ان النوير يفهمون انك تقصدهم؟ اليست هذه فتنة؟ من الذي يفتن القبائل اذآ؟ لانك لو كنت تنتمي لقبيلة يقتل ناسها في الشوارع كل يوم، ستقول ان ذلك يكفي و ستحاول حماية نفسك عاجلاِ ام اجلا. و لكن الامر لم يبدأ بمحاولة من النوير لاخذ السلطة من الدينكا، بل بدأ بمحاولة من الرئيس باستعمال العنف القبلي من اجل لفت الانظار بعيدا عن سوء الادارة في خلال الاعوام الثمانية الماضية.

 

فانا اقول ليست هنالك حروب (تدور الآن) بقدر ما انه امر مدبر من مكتب الرئيس الذي يحاول ان يقنعنا بصحة ما يقول. وهو ما يحدث بالضبط في السودان القديم. 

الصراع (الذي كان بين الجنوب والشمال) لم يكن بين الجنوبيين و الشماليين او المسيحيين و المسلميين ولكن هو تصوير السياسيين للمشكلة من اجل احداث ربكة  للشعب، وهي نفس الطريقة التي  يحاول سلفاكير ان يربك بها الشعب .

 

 في ٢٠٠٥  اختار سلفكير  د. رياك مشار ليكون نائب الرئيس واعاد اختياره مره اخرى في ٢٠١٠، هل كان الرئيس لايعلم ان مشار  قد قام (باحداث) ٩١؟ لماذا الان بعد ٨ سنوات يريد ان يقول ان هذا الشخص قد قام باعمال ٩١؟ هذا كلام فارغ!

 

س:ماهو موقف ماما ربيكا مما يحدث اليوم؟ خاصة وان هنالك انباء غير مؤكدة عن اعتقالها؟

 

ماما ريبيك متواجدة  في جوبا بمنزلها، قوية وواقفة خلف رفقائها. و قد عرض عليها من قبل وزير الداخلية اليو اينج الذي جاء مع بعض الناس الى منزلها بغرض القبض عليها، لكنهم اختلفو فيما بينهم فعرضوا عليها اختيار المنفى لكنها رفضت و قالت انا لم اغادر هذه البلده و سابقى هنا.

 

مقاطعة: هل من فعل ذلك هو الرئيس؟

 

 لم اقل انه الرئيس لكن وزير الداخلية اليو اينج هو الذي جاء ليعرض عليها ان تغادر البلاد. وكنا نخشي إذا غادرت البلاد سيشعر سلفاكير بأنه قادر على إعدم هؤلاء الناس، فوجودها في جوبا يخيفهم لذا يحاولون ضغطها لمغادرة البلد. فإذا كان د.رياك مشار مع رفقة ١٣ شخص آخر هم من قاموا بمحاولة انقلابية فلماذا تطلق سراح ماما ريبكا فقط و تطلب منها أن تغادر البلد ليتثنى لهم إعدام الآخرين، لماذا؟ يجب أن يطال الاتهام الجميع بما فيهم ماما ربيكا، وفي حال تم تقديمهم للمحاكمة يجب ان يقدموا اجمعين. و إذا تم اطلاقهم سراحهم يجب اطلاق الجميع دون تمييز. لماذا تطلق سراح ماما ريبكا فقط؟  انت تطلق سراح ربيكا وتريد ان تقول للناس انك سامحتها لانها زوجة البطل قرنق. هذه المحاولات تشبه محاولات البشيرعندما يواجه  معارضيه بتهم الانقلاب ويقوم باعدامهم  ليكون آمناً.

  

س: برأيك كيف يمكن حل مشكلة المعتقلين الذين تم احتجازهم مؤخرا بجوبا؟

 

(قال بحسم محركاً يده اليمنى مرمزا  للحرية): هم سجناء  سياسيين يجب ان يُحرروا لأن حقوقهم المدنية انتهكت. ان دستور جنوب السودان ينص على ضرورة توجيه تهمة لاي شخص محبوس خلال ٤٨ ساعة (والا يطلق سراحه). و هؤلاء لم توجهه لهم تهم حتى الان بعد ثلاثة ايام في السجن. كما يجب أن تمنح لهم فرص لتوكيل محاميين للدفاع عنهم، وفي حال عدم تمكنهم من الحصول على محاميين فعلى الدولة أن توفر لهم ذلك، والا  يجب اطلاق سراحهم باعتبارهم ابرياء.

 

ما يدهش هو ان الرئيس بات يستخدم الفاظ سالبة في هذا الوقت مثل “نبي الدمار” التى وصف بها د.رياك مشار، وهم يعلم ان ما طالبوا به هو حق مكفول لهم ولكنه قام باتهامهم بالمشاركة في محاولة انقلابية من أجل سحب حقوقهم المدنية. لذا هم الآن يواجهون خطر الاعدام ولكن سوف لن يجد كير مبرر قانوني لتنفيذ مثل هذا الحكم رغم اتهامه لهم بالخيانة، وهو امر لم  يثبت بعد في محكمة. 

 

انا اتحدى الرئيس بان يمنحهم فرصة محاكمة نزية و عادلة، لانني اؤمن انهم ابرياء. وفي حال اجراء محاكمة عادلة ونزية  سينفضح سلفا كير. اقول لكير ومن معه حاكموهم و انا واثق من براءتهم، او اطلقوا سراح هؤلاء السجناء السياسيين لنتمكن من الحوار. 

 

س: كيف تقوم انتخابات ٢٠١٥ في موعدها بعد هذه التعقيدات؟

 

انا اشك ان تقوم انتخابات ولكن  دعنا نكن متفائليين لان قبل الانتخابات في ٢٠١٥ يجب أن تجتمع لجنة تقييم الدستور و لكنها لم تقم بعملها. لذا باي دستور ستُقام انتخابات ٢٠١٥؟ لذا افضل خيار هو المناداة لمؤتمر حوار وطني يجمع القوى السياسية لإيجاد طريق للمستقبل كجنوبيين اما الخيار الاخر وهو الحرب الاهلية؟ اشان إنت لو ما دينكا تمشي وين؟                       

 

س: ماهي رؤية مبيور لحل الازمة الحالية في جوبا؟

 

شوف لما تنتصر في الحرب عليك ان تنتظر من تبقى من العدو  لمفاوضته. لابد من التفاوض في كل الاحوال حتى لو انتصر سلفاكير على ناس د. رياك مشار، لابد من التفاوض لايجاد طريق للسلام. لماذا يحاور سلفاكير البشير لاتمام اتفاقية التعاون بين الخرطوم وجوبا وهو غير قادرعلى محاورة  زملائه ورفاقة  في الحزب؟

 

س: ماهي رسالة مبيور قرنق ديمبيور لشعب جنوب السودان؟

 

رسالتي لشعب جنوب السودان هي أن لا يُخدعوا باساليب فرق تسد. نحن شعب جنوب السودان شعب ديمقراطي لا نؤمن بالعنف. لنعمل للتغيير من خلال طرق سلمية وذلك بالضغط على الحكومة  للقيام بالحوار لتحرير الـ ١٣ معتقل و القيام بمؤتمر وطني يشمل كل القوى السياسية لنبني مالم نتسطتع القيام به منذ ٢٠٠٥ حينما تناسينا بناء الامة و ذهب الناس للفساد. هذه هي رسالتي.

 This is debug window. Set define(‘DEBUG’, FALSE) in config.php file to hide it.