لماذا هاجمت الجبهة الثورية أم روابة؟
قال نائب رئيس الجبهة الثورية للشئون السياسية ورئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم، أن العملية التي قامت بها الجبهة الثورية آواخر أبريل الماضي والتي استهدفت خلالها بشكل رئيسي مدينة أم روابة، شمال كردفان، لم تكن إلا تجربة أولية بالنسبة للجبهة وهي تقاتل في قوة عسكرية موحدة من كل مكوناتها من الحركات المسلحة الأخرى، وقال في حوار مع (عاين) التي التقت به في مسرح العمليات تعليقاً على العملية : “الغرض [من العملية] هو إرسال رسالة واضحة، لأن حل مشكلة السودان ليس في الأطراف. لا نستطيع أن نحل المشكلة في كادوقلي أو الفاشر أو غيرها من المناطق الجغرافية البعيدة، حل مشكلة السودان يكمن في المركز” في إشارة واضحة إلى أن استراتيجية الجبهة الثورية هي نقل الصراع المسلح إلى العاصمة الخرطوم.
يذكر أن الحركات المسلحة في السودان والمتمثلة في الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع شمال، وحركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان -جناح (مني أركو مناوي)، وحركة تحرير السودان – جناح (عبدالواحد محمد نور) كانت قد اجتمعت في كمبالا في وقت سابق من العام الماضي وقررت العمل العسكري المشترك لإسقاط نظام الحكم في السودان تحت مسمى “الجبهة الثورية السودانية”، وتُمثل المعارك التي شملت منطقة أبو كرشولا بولاية جنوب كردفان متوغلة داخل أراضي شمال كردفان من منطقة السميح، والله كريم، وأم روابة. أولى المعارك لقوات الجبهة الثورية السودانية مجتمعة تحت قيادة الفريق عبدالعزيز الحلو، نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال.
وفي سياق متصل علق ياسر عرمان، الأمين العام للحركة الشعبية – شمال، والمرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية : “دخول الخرطوم ليس غرضاً بحد ذاته، المطلوب هو التغيير. إذا استطاع الشعب السوداني أن يغير النظام قبل تطور الأحداث فهذا هو الأفضل”. مفضلاً أن يكون التغيير السلمي هو خيار السودانيين، لكنه أعرب في الوقت ذاته أن الخيار السلمي لعملية انتقال السلطة في السودان لن يكون الأداة الوحيدة. معتبراً أن الغرض من التحرك العسكري الذي تقوم به الجبهة الثورية هو التحفيز من أجل اسقاط النظام بانتفاضة شعبية ومؤكداً أنه ما لم يحدث ذلك، ودخلت قوات الجبهة الثورية إلى العاصمة الخرطوم، فإن الجبهة ممثلةً في كل حركاتها ستنسق في تعاون تام مع قوى المجتمع المدني والأحزاب السياسية الأخرى الراغبة في التغيير.
ويضيف عرمان الذي أجرت معه (عاين) لقاءً منفصلاً : “بعد ثلاثة وعشرين عاماً، إنسد فيها الأفق أمامه، فإن لدى النظام فرصتان، إما أن يقبل بالتغيير، أو سيتم تغييره وإسقاطه، وهذا ما يجري الآن على أرض الواقع”.
الجدير بالذكر أن حركة العدل والمساواة – والمنضوية الآن تحت لواء الجبهة الثورية – كانت لها تجربة عسكرية مماثلة في استهداف العاصمة الخرطوم فيما سمي بعملية “الذراع الطويلة” والتي جرت في مايو 2008 تحت قيادة قائدها السابق د. خليل إبراهيم – الشقيق الأكبر لقائدها الحالي – والذي اغتالته الحكومة السودانية في قصف جوي لقوات الحركة في شمال كردفان أواخر العام 2011.
نشر في: ٦ مايو ٢٠١٣