سكان يمهلون شركة لتنقيب الذهب اسبوعاً لوقف نشاطها شمالي السودان
12 أكتوبر 2020
أمهل سكان بلدتي فتوار والجول في ولاية نهر النيل شمالي السودان، شركة الحجاجية للتنقيب عن الذهب مدة اقصاها اسبوعاً للتوقف عن العمل لحين توفيق اوضعها ووقف استخدام مادة السيانيد في عملية استخلاص الذهب بجانب وقف التفجيرات المستمرة للصخور والتي تأثرت منها منازل المواطنين المتاخمة لمكان التفجيرات.
ومع انتشار التنقيب التقليدي عن الذهب في السودان، اكتشف منقبون تقليديون كميات كبيرة من الذهب في وادي الحجاجية بولاية نهر النيل، لكن حكومة النظام البائد سارعت الى تسوير المنطقة ومنع المنقبين من العمل فيها قبل ان تتم تبعيتها لشركة غير معلوم ملكيتها للاهالي طوال عهد حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير. لكن مصادر حكومية افادت (عاين) ان الشركة هي واحدة من استثمارات القوات المسلحة السودانية.
وقالت مذكرة مشتركة للجنتي الخدمات والتغيير بالقريتين، ان استخلاص الذهب من الكرتة عبر السيانيد في مجاري مفتوحة يزيد من خطر التلوث البيئي في المنطقة وتهديده لصحة السكان، بجانب عدم التزام الشركة بالمعايير الدولية في المجال البيئي واستخدامها لمتفجرات الصخور قرب المنازل التي تصدعت جراء ذلك وفق المذكرة التي اطلعت عليها (عاين) اليوم الأثنين.
وقال بيان صادر عن اللجنتين، “على الدوام، ظل صوتنا نحن سكان قرى الجول، وفتوار، مرتفعاً ومسموعاَ في مواجهة الصلف الذي ظلت تمارسه شركات التنقيب الكبيرة في المنطقة وهي تبث سموماً تنهش في صحة اجساد سكان هذه المناطق وتلوث حياتهم الآمنة باستخدام الشركات منذ تأسيسها مادة السيانيد القاتلة دون مراعاة او حتى شفافية واقرار بانها تستخدم هذه المادة في بادئ الامر قبل ان تعترف لاحقاً وتؤكد انها تستخدمها دون توضيح لعملية الاستخدام الآمنة اوكيفية الحد من خطورتها على حياة المواطنين المجاورين وفضاءات حياتهم العامة التي تشمل الزراعة وتربية الماشية”.
وزاد البيان “هذه الأودية التي تتربع عليها شركات التعدين، في واديّ الحجاجية، وأم عود عَمّرها سكان المنطقة بالزراعة المطرية في قديم الزمان وكانت مرتعاَ مخضراً لماشيتهم قبل ان يكتشفوا في وقت لاحق نعمة الذهب تحت باطن هذه الارض قبل ان تحوله شركات النظام البائد إلى نغمة تذل بها اهل المنطقة عبر استخدام آلتها الباطشة في القمع وسلب الحقوق، واستولت في اواراقها الرسمية على اكبر مساحة من الارض شملت حتى مساكن ومزارع المواطنين على نهر النيل”.
واضاف، “على مسافة تبعد نحو 12 كيلومتراً فقط، من منازل المواطنين تستخدم هذه الشركات مادة السيانيد القاتلة في احواض مفتوحة إلى جانب استخدام مستحدث لتكسير الصخور عبر تفجيرها بالديناميت الذي يحدث هزة قوية في محيط المنطقة ما تسبب في تصدعات بعشرات المنازل بهذه القرى”.
وتابع، “وفقاَ للاضرار الناجمة عن ذلك، قررت لجان المقاومة ولجان الخدمات والتغيير مسنودة بإرادة سكان هذه القرى التصعيد المدني السلمي ضد هذه الشركات في طريق الوصول إلى حياة كريمة وآمنة خالية من الاضرار الصحية والبيئية الناجمة عن هذه الشركات”.