ذوو الإحتياجات الخاصة بدارفور: نزوح وإعاقة

ذوو الإحتياجات الخاصة بدارفور : نزوح وإعاقة
نساء من ولاية شمال دارفور يحاولون الحصول على حصتهم من المياه تحت سيطرة المليشيات

26 يونيو 2013

 

يشكل ذوو الإحتياجات الخاصة شريحة كبيرة عادة ما يهملها المجتمع في كافة مناحي الحياة. حيث ازدادت في الأعوام الأخيرة أعداد المصابين بإعاقات مختلفة في معسكرات النازحين خاصة بإقليم دارفورالذي تأثر بالحرب  لعقد من الزمنحيث بلغ العدد الكلي للجرحى المصابين بإعاقات دائمة  1762 شخصاً في معسكري أبوشوك والسلام بدارفور. (عاينذهبت إلى هناك ووقفت مع هذه الشريحة التي تتخذ وضعية إجتماعية خاصة وأبرز المشاكل والتحديات التي تواجهها في ظل التجاهل وعدم الاهتمام من قبل السلطات والمنظمات العاملة في هذا الشأن

 

نتائج وأسباب

قال المتحدث باسم المعاقين هارون اسحق لـ (عاين) أن كل الجرحى في معسكري السلام وأبوشوك الذين أصبحوا من ذوي الاحتياجات الخاصة نتجت إعاقتهم من إصابات متفاوتة خلال الحرب الدائرة بين الحكومة والحركات المسلحة فى الإقليم، ومنهم من أصيب فى الهجوم العشوائي من قبل المليشيات. كاشفاً أن الإعاقات لم تقتصر على نوع معين بل تراوحت بين إعاقات سمعية وأخرى بصرية، في حين تشكل الإعاقات الحركية النسبة الأكبر للمصابين في المعسكرات.   

ويضيف هارون قائلاً : “الأسباب الرئيسية في الإعاقة هي جهل المواطن بطرق الحماية أو التكتيك، فنجد المواطن البسيط لا يعرف متى وكيف يأخذ ساتراً أثناء تبادل إطلاق النار في الاشتباكات، فمنهم من يهرب راجلاً مما يسهل اصطياده من قبل المسلحينمشيراً في مقارنة بسيطة إلى الأعداد الضئيلة للمعاقين بين الجنود لحصولهم على التدريب اللازم.

من جانب آخر تشير مريم أبشرين، إحدى النازحات المعاقات إلى عامل آخر يشكل ضرراً أكبر من الإهمال حيال ذوي الإحتياجات الخاصة وهو العامل النفسي. تقول مريم : “الإشكال الحقيقي الذي وجدناه هو عدم تفهم المنظمات الأجنبية والمحلية وأيضاً الأفراد لخصوصية المعاقيين، وعادة ما تتم الإشارة إليهم بألفاظ دارجة مسيئة مثل (الأضيري) وهي عبارة يطلقها البعض استخفافاً بنا، ومنهم من يقول : “الله عارف عمايلك عشان كده سلط عليك الإعاقة“. مما يخلف تاثيرات نفسية جسيمة قد تدفع إلى الإنتحار.

وتمضي قائلة أنه طوال عشر سنوات لم تجد شريحة المعاقين الرعاية الأساسية سواءً من الحكومة أو المنظمات الدولية. حتى الاتفاقيات التي وقعت سواءً في أبوجا أو الدوحة لم تشمل أي بند لمناقشة أوضاع المعقاين وكيفية تأهيلهم مما يشير إلى إهمال هذه الشريحة إن حل السلام، فقد تعايش مواطن دارفور مع حرب الجنوب منذ إندلاعها، وقبل أن يلتئم جرحه اندلعت الحرب في دارفور نفسها. حتى أن بعض المصابين من حرب الجنوب أصيبوا بإعاقات جديدة جراء إندلاع الحرب في دارفورتقول مريم : “نحن نناشد منظمات حقوق الإنسان ومنظمات رعاية المعاقين واليونميد أن يهتموا بهذه الشريحة واعطاءنا فرص لتطوير القدرات كي نستطيع تسيير أمور حياتنا“.

 

نسب وأرقام 

بلغت نسبة المعاقين فى دارفور 15% من السكان الذين يبلغ تعدادهم 6 ملايين نسمة وفقاً لإحصائيات العام 2004، وقد وردت هذه النسبة في التقرير الذي أفادت به لجنة حقوق المعاقين فى معسكري أبو شوك والسلام. ثلثهم من كبار السن، فيما يشكل النساء والأطفال ما يفوق الثلث، والباقي من الرجال، وقال رئيس اللجنة أن الأعداد قد استقرت بعد أن قلل الجنجويد من حدة حملاتهم الهجومية، ولكن لا يزال أغلبهم يعيش في معسكرات النازحين منذ العام 2004 حيث تلقى الكثير منهم بعض التدريبات لإعادة التأهيل من بعض المنظمات خصوصاً اليوناميد، وفي 2011 أجريت دورات تدريبية متخصصة في كيفة التعامل مع الأجسام المتفجرة وغيرها، وكيفية إجراء الاحتياطات اللازمة لتجنب المزيد من الأضرار، ولكن يبدو أن هذه الجهود ليست كافية بالنسبة للمعاقين، يقول أحدهم مفضلاً حجب هويته : “نحن نعيش محنتين، الأولى هي الإعاقة، والثانية هي الإهمال من جهات الاختصاص“.

إضافة إلى ذلك يواجه بعض المعاقين الشباب من الجنسين في سن التعليم غياب الإهتمام فيما يتعلق بالتعليم. يقول علي محمد، ذو الـ 14عاماً أنه كان يحلم بالدخول إلى المدرسة آملاً بأن يواصل تعليمه ليصبح طبيباً. إلا أن آماله هذه قد تبخرتموضحاً أنه في السنوات الماضية كانت هنالك بعض الإسهامات من وزارة التربية والتعليم تشمل إعفاء ذوي الإحتياجات الخاصة من الرسوم الدراسية. لكن الوزارة لم توفر الإحتياجات الأساسية للتلاميذ من كتب وكراسات. يعلق علي : “نحن ما عارفين من وين نجيب حق الكتب والكراسات!“.