تصعيد ميداني ودبلوماسي بين السودان وإثيوبيا

13 يناير 2020

على نحو متسارع، تتصاعد حدة التوتر بين السودان وإثيوبيا على الشريط الحدودي بينهما وسط انباء عن حشد كل جانب قواته العسكرية على الحدود في اعقاب مواجهات متقطعة بعد استعادة الجيش السوداني الشهر الماضي اراض سودانية في منطقة الفشقة التي تستولى عليها مليشيات الشفتة الاثيوبية بدعم من الجيش الفيدرالي منذ سنوات.

تطورات ميدانية

وميدانياً، وصل القائد العام لجيش السوداني، ورئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان، إلى مناطق العمليات العسكرية في ولاية القضارف في زيارة هي الثالثة من نوعها عقب تطورات الاحداث في المنطقة.

وسبق قائد الجيش إلى المنطقة، رئيس هيئة الاركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين وكبار قادة الجيش السوداني إلى الشريط الحدودي لتفقد الخطوط الأمامية بعد مقتل 6 نساء وطفل في آخر هجوم الاثنين للمليشيات الإثيوبية الاثنين.

تحطم طائرة عسكرية سودانية وإختراق أخرى اثيوبية للحدود

وتزامن تحطم طائرة عسكرية سودانية اليوم الاربعاء تحمل اسلحة وذخائر بمنطقة الشواك القريبة من مناطق العمليات بولاية القضارف. مع بيان لوزارة الخارجية السودانية تدين فيه تصعيد إثيوبيا بعد اختراق طائرة عسكرية الحدودية السودانية الإثيوبية.

وافادت وكالة السودان للانباء الرسمية بتحطم الطائرة العسكرية بمطار ود زايد  بولاية القضارف بعد اقلاعها من المطار، حيث حاول الطاقم الهبوط مرة أخرى إلا أن الطائرة ارتطمت بالأرض واشتعلت النيران فيها ونجا الطاقم المكون من ثلاثة أفراد.

وقالت الخارجية في تعميمٍ صحفي طالعته (عاين)، إنّ “الخطوة تعدّ تصعيدًا خطيرًا وغير مبرّر الأمر الذي يمكن أنّ تكون له عواقب خطيرة، ويتسبّب في المزيد من التوتر في المنطقة الحدودية”.

والثلاثاء، دعت الوزارة، المجتمع الدولي والمنظمات الاقليمية لإدانة ما وصفته بالاعمال الإجرامية من قبل الاثيوبيين والمطالبة بإيقافها فوراً.

اتهامات دبلوماسية

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تبادل السودان واثيوبيا الاتهامات بشأن احقيتهم في اراضي الفشقة، ودعا رئيس المفوضية القومية للحدود، معاذ تنقو، اليوم الاربعاء، السفراء والدبلوماسيين وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية المعتمدين بالسودان لتنوير حضره السفير الإثيوبي الذي تمسك في مداخلة بوجهة نظر بلاده في مسألة الحدود بين البلدين.

وقال تنقو، أن التعديات الإثيوبية على الاراضي السودانية بدأت منذ العام ١٩٥٧ في خرق واضح لاتفاقيات الحدود التاريخية بين البلدين، مشيرا إلى وجود أطماع اثيوبية قديمة في الأراضي الزراعية السودانية .

وأشار المسؤول السوداني، إلى إن التعديات الإثيوبية في البداية كانت من خلال ثلاثة مزارعين ثم زادت التعديات على مر التاريخ حتى وصل  عددهم إلى ما يزيد عن ال١٠ الاف مزارع حاليا.

واتهم رئيس المفوضية القومية للحدود خلال تقديمه تنويراً، اتهم إثيوبيا بالتملص من التزاماتها بخصوص إتفاقيات الحدود المحسوم أمرها منذ العام ١٩٠٣م. وكشف عن امتلاك السودان كل الوثائق والمستندات المؤيدة لموقفه وسيادته على الأراضي التي دخلتها القوات المسلحة السودانية.

وأكد تنقو، إقرار الحكومة الإثيوبية بصحة موقف السودان بشأن ملكية الأراضي المذكورة منوها إلى أن جميع اجتماعات اللجان طوال الفترة الماضية لم يتم التطرق فيها إلى إعادة النظر في إتفاق الحدود وأن الحكومة الإثيوبية مقرة بالحدود التاريخية وفقا لترسيم المجر قوين.