اوضاع انسانية صعبة في المنطقة الغربية في جنوب كردفان

 

اوضاع انسانية صعبة في المنطقة الغربية في جنوب كردفان٧ يناير ٢٠١٥

تعيش المنطقة الغربية لولاية جنوب كردفان والتي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية شمال في محلية الدلنج وتضم مقاطعات ( هبيلا ، السنوط ، كجورية ، القوز واجزاء من لقاوة ) اوضاعاً انسانية صعبة للغاية بسبب المعارك العسكرية الشرسة بين قوات الجبهة الثورية والجيش الحكومي ، وقد ادى ذلك الى اغلاق الطرق مما صعب من عملية توصيل الغذاء ، الى جانب انتشار الامراض وشح الادوية مما خلف وفيات كثيرة خاصة وسط الاطفال والعجزة .

حصار … جوع … ووفيات

ويقول المواطن أرضحال ضحية من منطقة كجورية،  إن الأوضاع الإنسانية في المنطقة أصبحت  تتدهور يوماً بعد يوم، منذ معارك هبيلا في شهر مارس العام الماضي ، التي دارت بين قوات الجبهة الثورية والحكومة السودانية ، تبعتها أسراب من الطيران قصفت المواطنين، وخلفت عدد من الوفيات ، ويضيف ان القصف ادى الى تشريد اعداد كبيرة من المواطنين ، ويشير الى ان المواطنين فروا الى اتجاهات مختلفة الى جنوب شرق مناطق سيطرة الحركة الشعبية واخرون الى الشمال حيث مناطق سيطرة الحكومة ، ويقول ان الأزمة الحقيقة الأن هي شح الأدوية خاصة بعد إنتشار مرض الحمى النزفية الذي اودى بحياة عدد من المواطنين أبرزهم الطفل” الفكي علي إبره. والحاجة كوشي كربوس” وعدد اخر من الوفيات في جهات متفرقة من المنطقة.

وتمضي في ذات الإتجاة إكرام محمد فُنقر في قولها لـ (عاين ) ان القصف الحكومي استهدف المواطنين العزل ، وتضيف ” لاعلاقة لنا باي من أطراف الصراع. الحكومة تضييق علينا الخناق وتقوم بعمليات قصف جوي مكثف وهو ما يمنع وصول السلع الإستهلاكية الى المنطقة ” ، مناشدة الأطراف المتحاربة بوقف الاعمال العدائية ، وتقول  إن الشعب قد سئم هذه الحرب التي لاطائل منها سوي ضياع المواطن، وتضيف (عليكم وضع السلاح وإعادة الامن، فنحن طوال حياتنا لم نعيش في سلام سوى سنوات قلائل) .

اوضاع انسانية صعبة في المنطقة الغربية في جنوب كردفان

سياسية الارض المحروقة

 ومن جانبه يقول السكرتير العام للحركة الشعبية في اقليم جنوب كردفان عمار امون لـ (عاين ) انه قام بزيارة الى المنطقة الغربية في خمس مقاطعات بالتزامن مع الحملة الصيفية التي شنتها مليشيات الدعم السريع غير المنظمة ، ويضيف ” الحملة استهدفت المنطقة الغربية من الشريط الرملي الى كجورية والكارقو ادت الى تدمير شامل للقرى والمحاصيل الزراعية ” ويشير الى ان قوات الدعم السريع نهبت محاصيل المواطنين الى جانب تشريدهم بٌغية الإستيلاء على الأراضي خاوية ، ويتابع ” هذه هي سياسة الارض المحروقة لان الحكومة تسعي للسيطرة على الارض بعد تشريد السكان ” .

وينوه آمون الى ان المنطقة تعيش مجاعة شبه كاملة بعد استهداف القوات الحكومية ومليشيات الدعم السريع المناطق الزراعية ، ويقول ” هنالك مناطق اخرى بها فجوات غذائية  بسبب غلاء السلع الإستهلاكية في المنطقة ” ، ووجه نداءاً للاتحادين الأفريقي والأوربي ، جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، بالضغط على النظام لإيصال الغذاء الى شعب المنطقتين في جنوب كرفان وجنوب النيل الازرق ، ويشير الى أن الحرب في جنوب السودان ولم تتم اعاقة وصول الغذاء للمواطنين في كافة المناطق ، ويضيف ” الغذاء مقابل نزع السلاح بالنسبة لنا امر مرفوض جملة وتفصيلاً لاننا حينما رفعنا السلاح لم نكن جوعى وانما اصحاب حق ولن يضيع حق وراءه مطالب ” .

اوضاع انسانية صعبة في المنطقة الغربية في جنوب كردفان

حرب من اجل الحرية والكرامة

ويصف آمون الحرب الدائرة في مناطق السودان المختلفة بانها اصبحت حرب أيديولوجيا ، ويقول ان الحركة الشعبية أصبحت لديها مناهج تُدرس في مناطقها لتمكين المواطن من معرفة أسباب الحرب بانها ليست لأجل قضية الاكل والشرب وانما هي لعدة اسباب اهمها الحرية والكرامة ، ويضيف أن هنالك أزمات متراكمة منذ إستقلال السودان في العام 1956 أدت الى إنفصال الجنوب وهي ذات الأسباب التي أشعلت الحرب في كافة بقاع السودان المحتربة لذلك لن تتوقف الحرب مالم تتم ازالة اسبابها ومخاطبة جذروها .

دعوة لوحدة قوى التغيير لاسقاط النظام

وطالب آمون القوى السياسية السودانية بالإصطفاف والوحدة خلف شعار واحد هو إسقاط النظام ، محذراً من ان التشتت سيؤدي الى خيار تقرير المصير وحق الإنفصال ، ويقول ” لأن الدولة تعاني من تصدعات تصعب معالجتها في ظل وجود هذا النظام على دفة الحكم ” ، ويقول ” لابديل الان غير الحركة الشعبية التي تحمل رؤية متكاملة لمعالجة أزمات البلاد بمشورعها الوطني الحقيقي الذي لا يقصي أحد على أساس اللون او العرق او العقيدة ” ، متهماً المؤتمر الوطني  بإذكاء نار القبلية بين مكونات السودان المختلفة ودق اسفين بينهم مما ادى الى ان تفقد البلاد جزءاً عزيزاً بانفصال جنوب السودان ، ويقول ” ومازال النظام يطرق علي ذات الأدوات الحادة التي قد تخترق ماتبقي من السودان فيتفرق الى أشلاء ” .

ويضيف ان  الحكومة السودانية أصبحت تراهن بشكل واضح علي قاعدة السلاح مقابل الغذاء وهو ما ادى الى فشل الجولة الجولة الأخيرة من مفاوضات أديس أبابا بعد ان كانت وجهات النظر متقاربة ، ويقول ” من غير المقبول هو التمسك بالغذاء والدواء ومنع إقامة معسكرات نازحين في الولايتين وإستهداف معسكرات اللاجئين بالإختطاف مثل ما حدث في (معكسر اصوصا باثيوبيا ) الى جانب زعزعة الامن كما يحدث في معسكرات المابان بجنوب السودان ، وينوه الى ان الحكومة السودانية تسعى بكافة الوسائل لافقاد الحركة الشعبية ملف القضايا الإنسانية  وإيصال الإعانة الى المدنين في مناطق الحرب ، منتقداً صمت المجتمع الدولي امام الكارثة الانسانية في المنطقتين .