الضعين تحت وطأة إرتفاع الأسعار

 

تقرير شبكة عاين – 31 يناير 2018

انعكست زيادات أسعار السلع الاستهلاكية على حياة الناس  بشكل مباشر. ادى الى تذمرهم، خاصة في المناطق التي تبعد عن العاصمة القومية المثلثة. حيث  تترواح زيادة الاسعار في السودان حسب بعد المنطقة؛ فكل ما ابتعدت عن الخرطوم وجدت تفاوت مضطرد في الأسعار. وفقاً لجولة قامت بها (عاين) في اسواق مدينة الضعين شرق دارفور ابدى المواطنين تذمرهم علي ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية في المدينة.

إرتفاع جنوني
تقول المواطنة ام الحسن عثمان  (اي شيء ارتفع سعره، لم يحدث ان وصلت الاسعار الى هذا الحد، اليوم كان عندك 200 جنيه ما تكفي لمتطلبات الاسرة؛ الحياة صارت صعبة، مصروفات اليوم حوالي 50 الي 60 جنيه) كاشفة عن ارتفاع  الاسعار الجنوني  بالقول(كان رطل السمك ب 7 جنيه الان ب 80 جنيه، و200 جنيه لا تكفي ليوم واحد اما اللحمة ليس لدينا نية لأكلها).

اما عاملة المنسوجات اليدوية سلوي زكريا قالت لـ(عاين): (كل المواد الاستهلاكية متوفرة، لكن غالية جدا، كيس الخضار سلطة مكتملة ب 15 جنيه، اذا كانت الأسرة كبيرة يكلف 30 جنيه، 8 قطعات رغيف ب 10 جنيه، لا تكفي لفطور الصباح، و الرغيف ب 15 جنيه، مابكفي؛  وكان قلنا نعمل كسرة أو عصيدة ملوة العيش بـ60 جنيه ما بتقعد يومين).

تأثير الدولار الجمركي 
من جهته اوضح رئيس الغرفة التجارية بولاية شرق دارفور الحسن المكي لـ(عاين) الفوارق بين الاسعار قبل وبعد زيادة  الدولار الجمركي، (ارتفع جوال الدقيق من 450 جنيه الي 500، وبعد ذلك اصبح سعر الدقيق التجاري 600 جنيه، سعر جوال السكر كان 700 جنيه، وبعدها  صار 850، وفي الضعين الان سعر جوال السكر 1050 جنيه، ارتفاع الاسعار أجبر التجار ان يسيروا في نفس اتجاه الزيادة الجارية في السوق مثلاً، اسعار الابقار كانت منخفضة التاجر يزيد السعر يزيد السعر لتغطية الفارق في اسعار السوق لكن على التجار ان لا يحتكروا البضائع، حتى لا تكون الاسعار أسعار ندرة).

ويتفق معه  التاجر حامد اسماعيل الذي قارن فروقات الاسعار بين العام الماضي والجاري قائلاً: (في شهر يونيو الماضي شوال الفحم كان ما بين 50 الي 60 جنيه، الان شوال الفحم ما بين 170 إلى 180 جنيه  شوال العيش في نوفمبر وديسمبر من العام الماضي 750 جنيه، الان 1250 جنيه  الويكة ارتفع سعرها في الفترات السابقة تباع بـ 15 و 20 جنيه من الموردين، هسي سعرها  30 و 35 جنيه).

مستقبل مقلق
وتشهد  دارفور عمليات نزوح منذ العام .2003 الامر الذي افقد العديد من المواطنين لمصادر دخلهم اليومية، مما شكل صعوبة في الحصول على  الاحتياجات الاساسية؛ قبل ارتفاع الاسعار. يقول المواطن علي احمد محمد من معسكر النيم بولاية شرق دارفور: (انا ماعندي دخل ثابت،  تكلفة الفطور قبل ارتفاع الاسعار كانت 35 – 40 جنيه، والان وصلت الى 70 جنيه. هسه مستقبلنا بقى في كف عفريت خلال سنة بالضبط ان لم تسعى الحكومة لخفض الاسعار سوف تكون هنالك سوء تغذية).

المواد الاستهلاكية متوفرة، لكن غالبة جدا، في السابق 10 جنيه تشتري بها لحمة، اما الان اسعار الخضار عالية، موضحة ان (اقل كيس خضار ب 15 جنيه)، تقول المواطنة سكينة محمود لـ(عاين) ان (ملوة العيش ب60 جنيه، قطعة الخبز بجنيهين، ان الاسرة تستهلك خبز ب 40 جنيه، وتتفق مع سلوي أنها لا تعرف اسباب الزيادة، لكن احتمال ان تكون من الحكومة علي حد تعبيرها، وتضيف (المستقبل مقلق جداً وصعب جداً)، تطالب الدولة ان تخفض الاسعار، تكاليف المعيشة اصبحت مشكلة، شاي الصباح يكلف 50 جنيه، دون الفطور، والغداء يكلف 100 جنيه، الدخل ضعيف، وأردفت قائلة: (الحياة قبل 2004 كان فيها كل شيء رخيص، الان غالية جدا).