الإنقاذ تكشف عن آخر خططها لردع الثورة : الرصاص الحي
الإنقاذ تكشف عن آخر خططها الرصاص الحي في الخرطوم وهارون يشارك في القمع بالابيض
تقرير عاين 31 ديسمبر 2018
استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين، الذي يقود معركة التظاهرات الحالية من أجل اسقاط نظام الرئيس عمر البشير، اندفع الالاف لوسط الخرطوم، أو المكان الذي احتل العلامة الأبرز في أحاديث السودانيون اليوم “صينية القندول” . في المقابل تبنت الخرطوم وبصورة سافرة ، العنف وقتل المتظاهرين الأمر الذي برز في دعوة الرئيس البشير المباشرة للشرطة لممارسة القتل، محذرا من تحويل السودان لسوريا واليمن وغيرها من دول المنطقة التي حدث فيها انفلات أمني كامل. في غضون ذلك كشف مواطنون وشهود عيان عن انضمام أحمد هارون والي ولاية شمال كردفان الي القوات التي تقمع التظاهرات بنفسه وسط تكتيكات وخداع مورس من أجل قتل ومحاصرة واعتقال المتظاهرون.
وترى مصادر تجمع المهنيين أن أجهزة النظام أعلنت خطتها البديلة (ب) وربما النهائية التي لاتقوم على شئ سوي قتل المتظاهرين تحت رعاية وأشراف الرئيس البشير.
ثكنة عسكرية
احتشد المئات في منطقة السوق العربي وسط الخرطوم لمواصلة المطالبة بإسقاط النظام السوداني. وقد قابلته الحكومة السودانية بعنف مفرط سقط على اثره مواطن وأظهرت متابعة شبكة (عاين) ثلاثة حالات لاستخدام الرصاص الحي الذي أصاب المتظاهرين في رؤوسهم وفي ذات الأثناء أكدت متابعات عاين اعتقال ما لا يقل عن 30 مواطن خلال ساعات التظاهر بجانب عدد من المفقودين . هذا وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد استبق الاحتجاجات السلمية بخطاب للشرطة السودانية تلى من خلاله آيات قرآنية تحض على القتل ( ولكم في القصاص حياة يا اولى الالباب). و أفاد مراسلوا الشبكة من على الأرض أن حضور المتظاهرين كان في الزمان والمكان المحددين ( صينية القندول) لكنهم وجدوا الميدان محاطا بالقوات الامنية والشرطية والمليشيات من كافة أطرافه.
ووصفهم أحد مراسلوا (عاين) الميدانيين بالثكنة العسكرية حيث تم احتلال جميع الأركان، فيما انتشرت بالمحيط سيارات تحمل قوات بزي شرطة الاحتياطي المركزي اضافة الى تاتشرات مسلحة ومدرعات في كافة الأركان. بينما غطى الجانب الآخر بكاسي تتبع لجهاز الأمن بزي رسمي وآخرون بزي ملكي يحملون اسلحة مختلفة موضحاً انه رغم الكثافة الامنية الا ان الحركة كانت متاحة خاصة للسيارات. بينما اختفى كوادر الحركة الاسلامية الذين شكلوا ظهورا مكثفا في موكب يوم الثلاثاء 25 ديسمبر المنصرم
من جهته قال احد المتظاهرين لـ(عاين) ” في الساعة واحدة تماماً ظهرت الحشود البشرية وكأنها خرجت من بنيات السوق العربي ومتجهة ناحية شارع القصر الجمهوري بهتافات مختلفة . “سلمية سلمية ضد الحرامية، يا عنصري المغرور كل البلد دارفور” وكشف ذات المصدر في بادئ الأمر ظهور قوات الشرطة مسالمة مع الناس إلا أنها تعاملت بقسوة عندما اقترب المتظاهرين ناحية القصر الجمهوري حيث بدأ الضرب بالهراوات والغاز المسيل للدموع الذي اسقط عدد من الناس ارضاً وآخرون أغمي عليهم تماماً.
ضد العنصرية
وشهدت الشوارع المحيطة بالصينية ووسط الخرطوم عموما مواقف باسلة وتاريخية تصدي فيها الثوار للرصاص الحي الذي استخدمته أجهزة النظام من أمن وميليشيات وقوات الامن الشعبي وغيرهم.
واستطاعت شبكة متابعات (عاين) رصد سقوط قتيل وعدد من الضحايا في تظاهرات اليوم في الخرطوم اضافة لاستمرارها في عدد من الولايات. ومن المواقف التاريخية التي سجلت لحظة ثورية فارقة وملحمة وطنية رفيعة تضاف للرصيد الثوري الذي انتهجه الحراك الحالي، التضامن الكبير الذي أبداه الثوار مع طلاب دارفور المعتقلين لدى أمن النظام، بفرية التورط في عمليات تخريب و تخطيط لعمليات قتل وخلافه خلال أيام التظاهر التي تكمل أسبوعها الثاني. وخرجت الأحزاب السياسية والمجموعات الشبابية والنقابات المستقلة والمهنية وغيرهم من طلاب الجامعات علي قلب رجل واحد في شكل يجسد حالة الوحدة الوطنية الوليدة التي دبت في أوصال الشارع السوداني بالتزامن مع التظاهرات.
الرصاص الحي
وأظهرت متابعات شبكة عاين في الخرطوم إصابات لثلاثة متظاهرين بالرصاص الحي في منطقة الرأس مما يؤكد أن هنالك قناصة يحددون الضحية بعناية فائقة. وأصيب أحد أطباء غرفة الطوارئ برصاص في الفخذ بينما تم الاعتداء على مراسلة قناة السي ان ان بتمزيق ملابسها بعد مصادرة هاتفها فضلاً عن الضرب بالعصا
واكد المتظاهرون بان قوات الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع الامر الذي ادى الى اصابات لعشرات من المتظاهرين باختناق البمبان. وقال مراسل شبكة (عاين) ان المظاهرات شهدت أكبر عملية تضامن مع طلاب دارفور الذين اظهرتهم الحكومة السودانية عبر وزير اعلامها بالدولة بأنهم وراء عمليات التخريب واتهمتهم بالتعاون مع الموساد حيث هتف المتظاهرين بـ” يالعنصري المغرور كل البلد دارفور” في أكبر انتصار لضحايا اكاذيب الحكومة
أحمد هارون يشارك بنفسه
وفي مدينة الأبيض حاضرة شمال كردفان يقول مراسل شبكة (عاين) إن المدينة تحولت إلى أرض معركة بعد سيطرت دبابات القوات الامنية على المدينة كاملة. وقامت قوات الأمن بمداهمة ميز الاطباء حيث تم الاعتداء على الأطباء بالضرب المبرح الأمر الذي رد عليه الأطباء بالدخول في إضراب مفتوح احتجاجاً على استهدافهم من قبل السلطات الامنية
من جهته قال مواطن من الابيض لـ(عاين) ” انه شاهد بام عينه والي الولاية يرتدي زي عسكري كاملاً ويحمل مسدساً مطالباً الناس بالطلوع ” هذا وقد اكدت مصادر مختلفة بالابيض بان السلطات مارست معهم خدعة عبر قوات الدفاع المدني التي كان من الواضح أنها ستستخدم الماء لتفريق المتظاهرين إلا أنها استخدمت الرصاص الحي الأمر الذي أفرغ المظاهرات بسرعة حينما أطلق أفراد الدفاع المدني الرصاص الحي، فيما أكد متظاهرون وشهود عيان أن قوات الأمن هي التي كانت تقود سيارات الإسعاف، حتى يتم خديعة المتظاهرين وضربهم من وسط التظاهر الأمر الذي أدى لوقوع إصابات واعتقال العديد من المتظاهرين
تكتيكات جديدة
وفي غضون ذلك، تقول مصادر تجمع المهنيين ان حكومة الانقاذ ليست لديها أي حلول تقدمها للوضع الاقتصادي ولا للخروج من الازمة السياسية الراهنة، بعد أن تخطت مطالب الجماهير الأوضاع الاقتصادية وطالبت بضرورة ذهاب النظام مباشرة
وتمضي المصادر للتأكيد بان الهدف الاساسي من التجمع في صينية القندول قد أدي أغراضه تماماً في رفع حالة التأهب والحماسة للتظاهرات والانخراط في جملة من التكتيكات الجديدة التي أرعبت أجهزة النظام الامنية. وتؤكد المصادر ل (عاين) ان التظاهرات ستستمر وان المسيرة التي بدأت لن تتوقف حتى يتم تتويجها بالاضراب السياسي الشامل ومن ثم الاعتصام الشامل للشعب حتى يتم إسقاط النظام. وحذرت المصادر من استمرار العنف ضد المتظاهرين، مشيرين إلى وجود رصد كامل لما يحدث من انتهاكات ستتم المحاسبة على أساسها عقب إسقاط النظام.