اتساع رقعة الحرب في كردفان
23-11-2013
كان عمر كندكلة (48 عاماً) قد وصل إلى قرية كجورية غربي الدلنج بجنوب كردفان قادماً من النيل الأبيض برفقة أسرته بعد أن وصله نبأ وفاة والده. كان جميع من في بيت العزاء نياماً عندما استيقظوا فزعين بصوت طائرة الأنتونوف صباح الخميس 14 نوفمبر الجاري. لحق عمر بوالده المتوفي فوراً، برفقة شقيقتيه فاطمة (38 عاماً) وجندايا (27 عاماً)، بينما نقل كل من المصابين : عثمان بيتر عمر، وخميس وخرطوم كندكلة إلى المستشفى حيث توفي لاحقاً كل من فاطمة كرتكيلا (62 عاماً) وحسين كرجم (35 عاماً) متأثرين بجراحمها.
هذا ما صرح به مصدر من داخل قرية كجورية لـ(عاين) بعد أن استهدف سلاح الجو السوداني المناطق الواقعة في حزام سيطرة الجبهة الثورية وبعض مناطق سيطرة النظام أمثال منطقة كجورية. نتيجة للمعارك التي فقد فيها الجيش السوداني السيطرة على محيط مدينة الدلنج في الليلة السابقة، وصرح جمعة الوكيل، القيادي بحركة تحرير السودان (جناح مني أركو مناوي) والذي تربطه صلة قرابة بأسرة كندكلة أن عملية القصف هي الأولى من نوعها على كجورية، وجاءت في توقيت باكر قبل استيقاظ الناس من النوم، في حين أضاف المصدر من داخل كجورية أن القصف أحدث رعباً لدى المواطنين نجمت عنه صدمة نفسية للعديد منهم.
وكانت الدلنج قد شهدت معركة هي الأولى في محيطها منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الجبهة الثورية منذ عامين. حيث تمكنت الأخيرة من الدخول إلى الدلنج ووصلت حتى حي المطار. وفقاً للناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة د. جبريل آدم بلال، الذي أفاد (عاين) بتفاصيل المعركة التي دارت جنوب شرق الدلنج في منطقة كرتالا، وقال بلال أن الحكومة السودانية حشدت 3000 مقاتل من جنسيات مختلفة مستخدماً لفظ “جنجويد” في إشارة منه إلى أن القوات التي قاتلت ريفي الدلنج ليست بالقوات النظامية، وأضاف بأن قواته رصدت تحركات مليشيات النظام من تجميعها إلى عتادها وقوامها العسكري، وتم استدراج هذه القوات إلى أن وقعت في الكمين الذي نصبته قوات الجبهة الثورية بالقرب من منطقة كرتالا.
وأفادت متابعات (عاين) أن المعركة دارت بالقرب من الدلنج بعد أن شكلت الجبهة الثورية كميناً من ثلاثة سرايا تتألف الواحدة منها من 270 مقاتل من خلفيات عسكرية مختلفة في القتال الممزوج بالمشاه والقتال بالمركبات (باستخدام عربات التاتشر) مما أدى إلى مقتل ما يفوق الستين من قوات النظام وفقاً للمصادر، وانسحبت القوات الباقية إلى ناحية الشمال الشرقي حيث لاحقتها قوات الجبهة الثورية، فدارت معركة أخرى في منطقة الضليمة الواقعة بالقرب من الدبيبات في الطريق المؤدي إلى مدينة الأبيض٫ مما أدى إلى تعطيل حركة النقل 3 أيام متتالية.
وأضاف الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحريرالسودان – شمال (أحد فصائل الجبهة الثورية) أرنو نقلتو لودي، بأن قوات الجبهة الثورية مكونةً من كافة فصائلها تحاصر الدلنج حالياً من الجهات الأربعة. حيث تتواجد قوات الجيش الشعبي من ناحية الغرب في منطقة سلارا والتي تمت السيطرة عليها منذ بداية الحرب في 2011 ومن ناحية الجنوب الشرقي توجد قوات الجبهة الثورية في منطقة كرتالا، وفي الضليمة من الناحية الشمالية الشرقية للدلنج. بالإضافة إلى الطريق الجنوبي المؤدي إلى كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.
وعلق لودي فى تصريحه لـ(عاين) أن هذا الصيف سيكون هو الأهم للجبهة الثورية في تقدمها نحو مناطق استراتجية. حيث شهدت ولاية شمال كردفان هجوماً آخر هو أيضاً الأول من نوعه على بلدة أبو زبد بعد يومين من معركة الدلنج. حيث قام مقاتلوا حركة العدل والمساواة بدخول المنطقة قبل أن تنسحب منها حسب تصريح الناطق الرسمي باسمها جبريل آدم بلال الذي قال : “الحركة مكثت في المدينة لأكثر من سبع ساعات … بعد ذلك انسحبت قوات حركة العدل والمساواة السودانية طواعيةً من المدينة.. الحكومة بدأت في استخدام الطيران والضرب العشوائي.. توقعنا يكون خسائر كبيرة بين المدنيين في أبو زبد ولهذه الأسباب انسحبنا”. حيث أعلنت حركة العدل والمساواة عن مقتل قائد ثاني عملياتها العسكرية فضيل محمد رحوم، في تلك المعركة.
بدوره قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد، في مؤتمر صحفي عقد بعد معركة أبو زبد أن القوات المسلحة كبدت حركة العدل والمساواة خسائر كبيرة في الأرواح لم تعددها على رأسهم فضيل محمد رحوم والذي وصفه “بالمتمرد” إضافة إلى تدمير 18 عربة مستولية على العديد من الأسلحة المختلفة.