ابريل ينهي ايامه بعنف في الجامعات ومقتل طالب من الحزب الحاكم

 ابريل ينهي ايامه بعنف في الجامعات ومقتل طالب من الحزب الحاكم

تقرير : عاين

٢مايو٢٠١٥

انهى شهر ابريل ايامه بمقتل طالب من ابناء دارفور ينتمي الى الحزب الحاكم في اعمال االعنف الى الجامعات السودانية من جديد مع انتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في المجلس الوطني ومجالس الولايات ، وتم اعلان الرئيس الجديد رئيساً لفترة اخرى ، وشهدت جامعات ( النيلين ، الزعيم الازهري ، ام درمان الاهلية ، نيالا ، شرق النيل ، كليتي الطب والهندسة في جامعة الامام المهدي في كوستي، وكريمة في الولاية الشمالية ) اعمال عنف بين الطلاب المؤدين للنظام الحاكم والمعارضين قتل فيها طالب يعتقد انه ينتمي الى الطلاب الاسلاميين ، الى جانب حرق مقر رابطة دارفور في كلية شرق النيل ، واضحت اعمال العنف امراً معهوداً بين طلاب الجامعات .

الاسلاميون ومحاولة ايقاف النشاط الطلابي

يقول الطالب احمد كولا ان ما دار في يومي الاربعاء والخميس ليس بجديد من حزب المؤتمر الوطني الحاكم، متهماً اياه باستهداف النشاط الطلابي في كل الجامعات ومحاولة العمل علي  ايقافه ، ويضيف( حدثت مشادة كلامية بين طلاب حزب المؤتمر الوطني وحركة العدل والمساواة في نشاط الجامعة ما ادي الي لمقتل احد الطلاب الذي يعتقد انه ينتمي الى المؤتمر الوطني ) .

وعادة ما تشهد الجامعات السودانية منذ السبعينيات احداث عنف بين الطلاب الذين ينتمون الى الحركة الاسلامية وبقية التنيظمات الطلابية ، ويستخدم فيها ادوات مختلفة من ” سيخ ، مديات ، سكاكين وعصي ” الى الاسلحة النارية ، وقتل العديد من الطلاب اما بالاسلحة التي يحملها الطلاب او باطلاق نار من الاجهزة الامنية والشرطة التي تتدخل لصالح طلاب الحزب الحاكم ، ويدون البلاغ ضد مجهول حيث يفلت الجاني من العقاب .

ويقول كولا لـ (عاين) ان جامعة الامام المهدي شهدت احداث عنف في كليتي الهندسة والطب في كوستي ، ويشير الى ان استهداف المؤتمر الوطني للطلاب هذه المرة سببه الفشل في اقناع المواطنين في التصويت في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي والتي حظيت بمقاطعة واسعة ، ويقول (وقد كشفت هذه الانتخابات حقيقة وضع الحزب ولذلك هو في خوف ) .

استهداف ابناء دارفور في الجامعات مرة اخرى

وذكر كولا ان الاستهداف بدأ من بيان صدر من طلاب المؤتمر الوطني  يتوعد فيه طلاب دارفور ، ويقول ( هذه الخطوات تقود الى اتجاه ، اغلاق الجامعات هي منابر للوعي وقيادة الجماهير ولذلك يعمل طلاب المؤتمر الوطني على زعزعة استقرار الجامعات ) ،  ويشير طلاب من الخرطوم ان طلاب الحركة الاسلامية  اصدروا بيانا توعدوا فيه طلاب الذين ينتمون الى تنظيمات تحالف الجبهة الثورية الذي يضم الحركات المسلحة ( العدل والمساواة ، فصيلي تحرير السودان والشعبية لتحرير السودان )، وبصورة اخص طلاب دارفور في الجامعات السودانية ، ومن جانب اخر يشير اخرون ان مقتل الطالب محمد عوض الذي يعتقد انه ينتمي الى المؤتمر الوطني الحاكم وراءه غموض كبير، ومن المحتمل – بحسب رايهم – قد قام الحزب الحاكم باغتياله ليجد ذريعة لمنع النشاط السياسي في الجامعات بصورة نهائية ، ويعيد ذلك الى الاذهان ما حدث في العام 1985 في جامعة القاهرة فرع الخرطوم سابقا جامعة (النيلين ) حالياً ، عندما قتل الطالبان ( بلل والاقرع ) على يد طلاب الحركة الاسلامية واتهموا فيها الطالب وقتها ياسر عرمان ثم تحول الاتهام للطالب وقتها عادل عبد العاطي وسجن في كوبر وبرأته المحكمة لعدم وجود ادلة .

وذكر بيان للحزب الحاكم انه يحتفظ بحق الرد علي من اسماءهم ( البرابرة في الحركات المسلحة )  ، فيما ذكر بيان للشرطة ان مجموعتين من الطلاب دخلتا في اشتباكات داخل حرم جامعة ( شرق النيل ) في مدينة بحري ، ويشير بيان الشرطة ان الطالب محمد عوض قد اصيب خلال الاشتباكات وتم نقله الى المستشفى لكنه فارق الحياة متأثراً بجراحه ، ويؤكد البيان ان الشرطة فتحت بلاغاً (بالقتل العمد ) وشكلت فريق للبحث عن الجناة واتخاذ الاجراءات اللازمة .

اعتقالات وسط الطلاب

يقول احد المحامين فضل ان يحجب اسمه لـ (عاين ) ان هناك عدد من الطلاب تم اعتقالهم الاسبوع الماضي لكن لم يتم تحديد عددهم، ويشير الى ان ما حدث هو   امتداد  للعنف في اكثر من جامعة  احدث ربكة ، وكشف ان الشرطة عندما تلقي القبض علي الطلاب في تظاهرات تقودهم الي اقسام الشرطة وتدون ضدهم بلاغات ، ويضيف ( يمكن للمحامي ان يلعب دور في اطلاق السراح بالضمان في اطار القانون ويكون الطلاب في امان في اقسام الشرطة ) ، لكنه يحذر قائلاً ( اما اعتقال جهاز الامن والمخابرات الوطني هو الاسوأ  حيث لديهم زنازين وبيوت خاصة  والمحامون يفشلون في التعرف عليها ، ولم يستبعد اعتقال العشرات من الطلاب في الايام القادمة في عدد من الجامعات .

 واوضح عدد من الطلاب تحدثوا لـ (عاين ) ان العنف  في اخر يومين لشهر ابريل الماضي من كلية شرق النيل الي جامعة الزعيم الازهري وام درمان الاهلية والنيلين ناتج عن غياب المنابر الطلابية واستفزاز طلاب الحزب الحاكم لزملاءهم  في المؤسسات التعليمية هي من الاسباب الحقيقية للعنف في الجامعة ، فيما يعتقد اخرون ان غياب المنابر  الطلابية والنشاط السياسي  في الجامعة هو السبب الحقيقي ، وقد وقع صدام في الجامعة الاهلية بين طلاب الحزب الحاكم وطلاب دارفور وكان عنيفاً، وما يحدث في اعتقاد الكثيرين انعكاس للمشهد السياسي او ما يمكن يؤول اليه في المستقبل القريب عقب التمديد الجديد للحزب الحاكم ورئيس النظام عمر البشير .

شهر ابريل والتصعيد في الجامعات

وينظر الكثيرون الى ان المؤتمر الوطني الحاكم سيقوم بحملة انتقامية يبدأها الطلاب الاسلاميون في الجامعات تحت دعاوى الانتقام لمقتل الطالب الذي ينتمي اليهم محمد عوض الكريم من جامعة شرق النيل ، ليمتد الى الشارع العام وسط القوى السياسية ، ويقول الطالب في  جامعة الزعيم الازهري محمد احمد ادم لـ(عاين)  ان طلاب المؤتمر الوطني تعدوا علي حفل تخريج اقامه رابطة طلاب دارفور في الجامعة، وان طلاب الحركة الاسلامية اعتدوا علي الطلاب بالمدى ، وان الشرطة التي قال انها دائماً ما تقف الى جانب الاسلاميين قامت بتطويق كل مداخل ومخارج جامعة الزعيم الازهري يوم في اخر يوم لشهر ابريل ، وذكر الطلاب اصيب الكثير من الطلاب في الجامعة ، لكن لم يتم حصر عددهم ، ويضيف ان رقعة العنف لم تقف عند العنف الجسدي بل شملت حرق عدد من مرافق الجامعة ، ويقول ( مجمع ود نوباوي التابع لجامعة بحري تحاصره قوة شرطية و امنية كبيرة بتعاون من مليشيات تحمل في يدها (العصي) ، واغلب جامعات الخرطوم مع نهاية شهر ابريل في حالة عنف وتوتر .

 في ذات السياق تقول الطالبة انصاف يحي لـ (عاين ) ان احداث عنف جامعة الزعيم الازهري يأتي علي خلفية احداث كلية شرق النيل التي ادت الي مقتل طالب المؤتمر الوطني ، واكدت ان ان طلاب المؤتمر الوطني وعناصر مدعومة من الاجهزة الامنية يحملون ادوات العنف والاسلحة النارية قاموا بارهاب طلاب جامعة ام درمان الاهلية ، وقاموا باقتحام الحرم الجامعي وضرب الطلاب بعنف مفرط وطردهم الي خارج الجامعة ،وتضيف ( في جامعة النيلين حدثت اشتباكات بين طلاب الحزب الحاكم من طلاب كليتي الاداب والقانون ) ، وذكرت انصاف ان التوتر يسود مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور التي اندلعت فيها مظاهرات رافضة للانتخابات .

 حملة الحركة الاسلامية الانتقامية

وفي بيان من الحزب الحاكم حول احداث كلية شرق النيل تلقت (عاين) نسخة منه ، من امانة الطلاب دائرة التعليم العالي ولاية الخرطوم اتهم فيه طلاب الجبهة الثورية بما اسماه البيان اغتيال الطالب محمد عوض ، ويقول البيان ( اغتالوه بمدية صدئة ظنا منهم ان صعود شهيدنا يثنينا عن مواصلة المسيرة )، ويضيف طلاب الحركة الاسلامية في بيانهم ( اغتالته عناصر الجبهة الثورية ظنا منهم ان ذلك يرد لهم اعتبار الهزائم التي الحقتها بهم قواتنا المسلحة والمجاهدين في ارض المعركة ) .واوضح بيان الحزب الحاكم في رسالة الي جماهيره ، انهم ظلوا طوال فترتهم في الجامعات يدعون ان تظل الجامعات مراكز للحوار الحضاري  الهادف ، وتابع البيان ( لكن تظل خيارات البرابرة والهمجية من اتباع الحركات المسلحة بالداخل تحاول جعل الجامعات معترك وحاضن للعنف .واكد بيان حزب المؤتمر الوطني ان دم الشهيد لن يضيع هدرا ، ويشدد الطلاب الاسلاميون ( سنتابع ذلك عبر المؤسسات العدلية والقانونية حتي نقتص لشهيدنا ،مع الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين ) .

واوضحت صحفية من الخرطوم تحدثت لـ (عاين ) شريطة حجب اسمها ، ان الاوضاع في جامعات الخرطوم اصبحت متوترة وتشير الى ان جامعات ( الزعيم الازهري ، النيلين ، ام درمان الاهلية وكليات اخري ) محاصرة بعدد من سيارات الشرطة وقوات جهاز الامن والمخابرات وجميعها تقف علي مداخل ومخارج الجامعات ، لاحتواء اي عنف يبدر من الطلاب ، وتضيف ان العنف امتد في كل هذه الجامعات، وتوترت العلاقة بين طلاب كلية الزراعة شمبات في بحري مع طلاب الحزب الحاكم ، ويقول مصدر من مدينة كريمة في شمال السودان ان جهاز الامن اعتقل عدداً من الطلاب ، لكن المصدر لم يحدد عدد الذين تم ، غير انه يؤكد ان جميعهم رافضين للانتخابات ونتائجها.

 غموض  حول مقتل الطالب المنتمي للحركة الاسلامية

وحول اغتيال الطالب محمد عوض من كلية شرق النيل والذي ينتمي الى الحزب الحاكم ، تقول الطالبة انصاف ان مقتله فيه نوع من الغموض لسبب بسيط حدوث اشتباكات بين الطلاب والشرطة دخلت الكلية وقامت بهاجمة الطلاب ، وتضيف ( في رأي محتمل ان الشرطة هي من تقف وراء مقتل هذا الطالب ،وهناك احتمال اخر ان الحدث كله تم تدبيره من جهات بعينها قاصدة حدوث ذلك لكي يتم حظر النشاط السياسي الطلابي في الجامعات والمعاهد السودانية في الخرطوم والولايات بصورة نهائية ) ، مع الملاحظة تصاعد العنف في الايام الاخيرة في اغلب الجامعات علي حد قول انصاف يحي، وهذا العنف يتم ابتداره من طلاب الحزب الحاكم .

واصيب عشرات الطلاب من ابناء اقليم دارفور خلال هجوم  قام به طلاب المؤتمر الوطني والحرس الجامعي ( بالسواطير والسيخ والخراطيم ) علي اجتماع لرابطة طلاب دارفور في كلية شرق النيل ، وكشف عدد من الطلاب ان العشرات من زملاءهم المنتمين للحزب الحاكم وبمساندة من الحرس الجامعي هجموا علي طلاب دارفور اثناء اجتماع لرابطتهم ، وان الهجوم اسفر عن اصابة العشرات من الطلاب ، لم يتوقف الامر علي كليات الخرطوم وحدها ، بل انتشر العنف الى مدينة  الدويم في ولاية النيل الابيض حيث اعتدي جهاز الامن على الطلاب في الغابة التي تجاور كلية الزراعة في جامعة بخت الرضا ، وذلك خلال حفل اقامه الطلاب بمناسبة تخريج طلاب يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من ابريل، وفصلت ادارة جامعة بخت الرضا الاربعاء اكثر من عشرين طالبا من الدراسة مع المطالبة بدفع غرامة مالية .

 

 This is debug window. Set define(‘DEBUG’, FALSE) in config.php file to hide it.