أسر الطلاب المفصولين يحملون البشير مسؤولية اعتقالهم

أسر الطلاب المفصولين يحملون البشير مسؤولية اعتقالهم

أسر الطلاب المفصولين يأخذون إعتقال أبناءهم “كثأر شخصي ضد جهاز الأمن” في حال حدوث مكروه لهم

– شبكة عاين – ٦ مايو ٢٠١٦ –

داهم أفراد من جهاز الامن والمخابرات السوداني ظهر الخميس مكتب المحامي نبيل أديب، وتم إعتقال عدد من طلاب جامعة الخرطوم تم فصلهم مؤخراً من قبل إدارة الجامعة، وكان المفصولون في أجتماع مع أديب وهو جزء من هيئة الدفاع لتقديم طعن إداري في قرار الفصل التعسفي من الجامعة. وحذرت أسر الطلاب المفصولين جهاز الأمن من المساس بأبناءهم وبناتهم المعتقلين.

ضرب الطلاب بأعقاب البنادق داخل مكتب المحامي

وقال المحامي نبيل أديب في تعميم صحفي، ان (15) شخصاً يحملون اسلحة في زي مدني عرفوا انفسهم بانهم يتبعون إلى جهاز الامن والمخابرات الوطني. وقاموا بتفتيش مكتبه ومنزله جوار المكتب، وأوضح أن المسلحين أمروا موكليه من الطلاب بالجلوس على الأرض ومن ثم إنهالوا عليهم بالضرب وهم في حالة هياج. ووصف أديب الذي يعد من اكبر المدافعين عن حقوق الإنسان في السودان إقتحام رجال الأمن لمكتبه بالسابقة الخطيرة وإعتداء صارخ على مهنة المحاماة وحقوق موكليه من المحاكمة العادلة، وقال إنه أخطر نقيب المحامين بما حدث.>

وقالت زينب بدر الدين والدة الطالب بدر الدين صلاح لـ (عاين) أن الطلاب الذين تم فصلهم قرروا رفع طعن إداري ضد قرار إدارة الجامعة وتم التواصل مع هيئة من المحامين، وأضافت “تم تحديد مكتب المحامي نبيل أديب وهو أحد أعضاء الهيئة لعقد الإجتماع“. وقالت بدر الدين انها تلقت إتصالاً هاتفياً من أحد معارفها وأبلغها بأن مكتب نبيل أديب محاصر من قبل عناصر من جهاز الأمن وأن الطلاب المفصولين بداخل المكتب، وذكرت انها بعد وصولها إلى المكتب لم تجد أثراً لحصار الأمن. وتابعت بدر الدين “لكن علمنا أن عناصر من جهاز الأمن إقتحمت المكتب وعند دخولنا للمكتب وجدنا المحامين في حالة هلع بسبب أستخدام أفراد الأمن للقنابل الصوتية“، وأوضحت أن عناصر الأمن إعتدوا على الطلاب بأعقاب البنادق في منطقة الصدر.

وكشفت بدر الدين أن الاسر ستقوم بتقديم دعوى قضائية، وقالت “مدير الجامعة يبدو أنه اكتشف خطأه الفادح بفصل الطلاب دون تشكيل لجنة تحقيق أو مجلس محاسبة كما تنص لائحة محاسبة الطلاب ولانه خشي من تصعيد القضية إتجه لهذا الطريق“. وذكرت أن الإتجاه الثاني سيتم فيه إخطار وكالات الأنباء ومنظمات حقوق الإنسان فوراً لما تعرض له الطلاب داخل مكتب محامي، وتابعت “ما حدث يدل أن حياة أبناءنا في خطر كبير“.

وأمهلت أسرة أحد الطالبات المعتقلات الأجهزة الرسمية فترة 24 ساعة للكشف عن مكان ابنتهم وتحديد الإتهامات التي تم على إثرها الإعتقال، وترى أن الهدف من الإعتقالات عرقلة قضية فصل الطلاب والطالبات. وأشارت الأسرة إلى إبنتها تم إعتقالها لأكثر من أسبوع وتم فصلها من الجامعة لعامين. وذهب في ذات الإتجاه ولي أمر الطالب حسن ابو زرقة قائلاً لـ(عاين) ان قضية الطلاب لها أبعاد سياسية أكثر من كونها قضية تخص الطالب مروان، متهماً السلطات الأمنية بالسعي لابعاد القضية عن مسارها القانوني بإعتقال الاطراف الاساسية ومن ثم فتح بلاغات اخرى ضدهم للالتفاف حول الموضوع، معلناً عن خطوات عملية ستتخذها الأسر قد تصل الى تبني إضراب عن الطعام أمام مكاتب جهاز الأمن وبوابة جامعة الخرطوم في حال رفضت السلطات الأمن إطلاق سراح الطلاب.

اسر الطلاب تحمل البشير ومدير الجامعة المسؤولية

من جهة أخرى حملت أسر الطلاب المفصولين من جامعة الخرطوم والذين تم إعتقالهم الخميس من مكتب المحامي نبيل أديب الرئيس السوداني عمر البشير ومدير جامعة الخرطوم احمد محمد سليمان وعميد شؤون الطلاب الرشيد حسن سيد مسؤولية حياة وسلامة أبناءهم وبناتهم ومستقبلهم الأكاديمي. وحذر البيان جهاز الأمن من أن يمس أبناءهم مكروه، وقالت الاسر “نأخذ القضية كثأر شخصي ضد جهاز الأمن في حال مس أبناءنا أي مكروه“. وإعتبر البيان ان طريقة الإعتقال إنتهكت كافة الأعراف والقوانين وانها تعكس نوايا سيئة من جهاز الامن تجاه ابناءهم.

وأكدت اسر الطلاب المعتقلين في تعميم صحفي انها لن تصمت أو تترك أبناءنا وحدهم في مواجهة إدارة جامعة الخرطوم وجهاز الأمن والمخابرات. وقال البيان “نؤكد إننا لن نصمت وليست لدينا أي حدود وخطوط حمراء الآن في سبيل ضمانة سلامة أبناءنا“، وأشار إلى أن الإدارة بعد إغلاقها الجامعة “مجمع الوسط” في الثالث من مايو الجاري أصدرت قراراً بفصل (17) طالباً وطالبة منهم (6) فصلاً نهائياً من الجامعة، و(11) آخرين فصل لمدة عامين دون عرض أياً منهم على مجلس تحقيق أو منحه حق الدفاع عن نفسه. وشدد البيان على أن عملية الفصل فيه تجاوز لدستور وقوانين الجامعة ولوائحها ونظامها الاساسي وان مدير الجامعة “لم يكن محايداً والقرار كان جاهزاً من جهات أخرى“.

وناشدت أسر الطلاب أساتذة الجامعة والطلاب والشعب السوداني والأحزاب السياسية بمساندتها في قضيتها التي وصفتها بالعادلة. ومن جهتها طالبت رابطة طلاب دارفور بجامعة الخرطوم بالإفراج عن الطلاب المعتقلين، متهمة في بيان صحفي جهاز الأمن بمحاولة تقويض الحراك الطلابي الذي تشهده كافة الجامعات. وأوضح البيان عدم استلام أي من أعضاءها خطاب فصل من قبل ادارة الجامعة، والجدير بالذكر أن الطلاب الذين تم فصلهم من الجامعة (6) من بينهم رئيس الرابطة حسين يحي حران.

وتضم قائمة بأسماء الذين تم إعتقالهم من مكتب الاستاذ نبيل اديب المحامي:

 

  • بدرالدين صلاح ( كلية الاقتصاد)
  • وفاق قرشي ( كلية الآداب)
  • حسين يحيي حران ( كلية العلوم)
  • مي عادل ( كلية الهندسة)
  • مدثر تيسير ( كلية العلوم)
  • حامد عمر دقنو (شقيق الطالب المفصول محمد عمر حامد دقنو (كلية الهندسة)
  • محمد محجوب عتيبة (كلية القانون)
  • حسن الضي محمد ( كلية القانون)
  • احمد عبدالحكم ( كلية القانون)
  • محمد أدم حسن أبو زرقة ( كلية الجغرافيا و العلوم البيئية)

 

وكان مدير جامعة الخرطوم قد أصدر الثلاثاء الماضي قراراً بفصل (6) طلاب نهائيا إلى جانب (11) آخرين لعامين، عقب ساعات من تعليق الدراسة بكليات مجمع “الوسط” بعد صدامات بين الطلاب وقوات الشرطة التي بدأت منذ منتصف أبريل الماضي إثر أنباء عن بيع مقر الجامعة العريقة ونقلها إلى منطقة “سوبا” جنوب الخرطوم. وهذا ما رفضه طلاب وخريجو الجامعة التي تأسست في العام 1902، واغلقت الادارة عدد من الكليات وطرد الطالبات والطلاب من الداخليات.

وأبدت العديد من البيوتات في ولاية الخرطوم استعدادها لاستضافة طلاب جامعة الخرطوم بعد أن تم إغلاق مجمع الوسط وإخلاء داخليات الطلاب. وإستضاف منزل الزعيم التاريخي إسماعيل الأزهري نحو (80) طالباً من جامعة الخرطوم الذين طردوا من الداخليات.

 

وقد شهد الأسبوعين الماضيين إحتجاجات طلابية في عدة جامعات، خاصة بعد مقتل الطالب محمد الصادق ويو من جامعة ام درمان الأهلية، والطالب ابو بكر الصديق من جامعة كردفان.