نازحو الحرب بدارفور يواجهون قسوة الحياة بمخيم زمزم
عاين- 26 سبتمبر 2024
في رحلات نزوح قاسية من بلدات عديدة في ولاية شمال دارفور، وصل مؤخرا آلاف النازحين إلى مخيم زمزم بعد اشتداد المعارك على عدة جبهات بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه من جهة، وقوات الدعم السريع.
ويروي النازحون الجدد إلى مخيم زمزم عن معاناة حقيقية تواجههم في المعسكر، في ظل غياب واضح للعيان للمنظمات الإنسانية، قبل أن يطلقوا نداءات لكل المنظمات الإنسانية والقيام بواجبها تجاههم، لا سيما وأن الحرب الدائرة دمرت كل ما يملكون.
وتقول النازحة رانيا أحمد هارون في مقابلة مع (عاين): أن “الحرب كانت ضارية، وعانى منها سكان منطقة كتم. وتابعت: “في كتم كنا نسمع أصوات الذخائر في الصباح، وصلتنا معلومات أن قوات الدعم السريع اقتحمت المنطقة، ودارت اشتباكات مع الجيش، وسيطروا بعدها على القيادة، وبدأوا في اقتحام البيوت، وسرقة المواطنين، وكنا مختبئين في غرفة في البيت لمدة 3 أيام، بعد ازدياد حالات النهب، والاعتداء، قررنا الخروج ليلا ‘‘.
وتضيف رانيا: “وقتها، كنت حاملاً في الشهر السابع، ورغم ذلك بدأنا رحلة نزوح قاسية، واتجهنا إلى منطقة كركاوي، ومنها إلى جمبلي، و ديمبيتنق، مكثنا فيها 10 أيام، وبعد هدوء الأوضاع، قررت العودة إلى كتم، لكن الوضع تدهور مرة أخرى، قوات الدعم السريع كانوا يبحثون عن جنود الجيش السوداني، وزوجي جندي، هددوني بالسلاح، كي أخبرهم بمكانه، وسرقوا المقتنيات كلها من المنزل‘‘.
وتابعت رانيا: “بعد هذا الحادث، قررت الذهاب إلى مدينة الفاشر من أجل البحث عن الأمان، وحتى الفاشر الآن تدور فيها معارك، كل يوم نسمع أصوات إطلاق النيران، والدانات تسقط على البيوت، وهدمت عدداً كبيراً منها، وقتلت أعداد كبيرة من المواطنين”.
وتتابع: ’’قررنا الذهاب إلى معسكر زمزم للنازحين والسكن في مدرسة النهضة لإيواء النازحين‘‘.
بينما تشير النازحة بمخيم زمزم فاطمة سليمان يوسف عبد الدائم، إلى أنها خرجت من مقر سكنها في حي المصانع في الفاشر؛ لأن أغلب البيوت في المنطقة احترقت نتيجة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتقول لـ(عاين): ’’ فقدنا كل شيء في المنزل منذ شهر رمضان المنصرم، وقررنا بعدها القدوم إلى مركز إيواء مدرسة الزعيم الأزهري بمعسكر زمزم مع أولادي للبحث عن الأمان‘‘.
في ذات السياق، تقول النازحة فاطمة سليمان، أن إطلاق النيران الكثيفة جعلها تهرب من منطقتها إلى مركز الإيواء من أجل الأمان لها ولأولادها، وتتابع إنه من “شدة إطلاق نيران الأسلحة، أصبحت لا تستطيع السمع جيدا”، وأوضحت أن ابنها أيضا أصيب بشظية قذيفة في رجله، وما يزال يعاني الجروح قرابة أشهر، ولا يستطيع الحركة.
أضافت فاطمة حتى الآن لم تجد أي جهة تساعدها كي تعالج ابنها المصاب، وتقول لـ(عاين): إن “الأعباء عليها كثيرة للغاية، بعد وفاة عائل الأسرة”.
يشكو النازحون في مخيم زمزم من صعوبات حياتية عديدة وتقول رانيا: “في مدرسة النهضة، يعاني النازحون من مشاكل نقص مياه الشرب، وارتفاع سعر الجركانة الواحدة حوالي أربعمئة جنيه، وكورة العيش ستة آلاف جنيه”،
وتشير إلى غياب المنظمات الإنسانية، وتناشدهم بمساعدة المحتاجين، ومخاطبة مشاكلهم.
فيما يقدر يحيى عبدالله علي وهو رئيس مركز إيواء خريفنا بمعسكر زمزم للنازحين، عدد الأسر بالمركز بـ 350 أسرة، والجهات التي تقدم المساعدات نادرة جدا، قبل أن يطالب المنظمات بتوفير الغذاء، والمياه وغيرها من الضروريات.