“زالنجي”.. مدينة سودانية عاشت الحرب وفوضى العصابات وسط تعتيم تام

10 يونيو 2023

على مدى أسبوعين، استباح رجال المليشيات والعصابات المسلحة مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور بعد أن شهدت معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للسيطرة على المدينة.

واعقبت عمليات القتال العنيفة بين الجيش والدعم السريع في منتصف مايو الماضي، عمليات نهب واسعة وتخريب للمليشيات الحكومية بعد أن عمت الفوضى المدينة وسط تعتيم تام و انقطاع كامل للاتصالات عن المدينة.

” كل جرائم السرقة والنهب يقوم بها المتفلتين المسلحين الذين يمتطون الدراجات النارية بمشاركة مواطنين”.يقول الصحافي الناجي أحمد السلاي من معارك المدينة، ويضيف: ” رجال المليشيات المسلحة يقومون بعملية كسر المحلات ويأخذون الأشياء القيمة ومن ثم يأتي المواطنين لنهب ما تبقى منها أمام مرئى قوات الجيش والدعم السريع”.

ويقول السلاي الذي كان شاهداً على الأحداث في المدينة: قاموا بنهب كل شيء، جميع البنوك التجارية من بينها بنك السودان المركزي فرع زالنجي وما تسبب في أزمة نقدية غير مسبوقة، إضافة إلى نهب جميع مقرات المؤسسات الحكومية بما فيها مخازن الأدوية التابعة لوزارة الصحة، ونهب معظم السيارات الحكومية وسيارات المواطنين بالمدينة إضافة إلى سرقة مقرات جميع المنظمات الأممية والوطنية العاملة في الحقل الإنساني من ضمنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.

وعلى دفعتين،  قام رجال المليشيات بنهب سوق زالنجي بالكامل وعدد من بيوت المواطنين في الأحياء المتاخمة لمسرح العمليات بين الجيش والدعم السريع.وفقاً لـ السلاي الذي يضيف: ” دفعت الفوضى وأعمال النهب والعنف أعداد كبيرة من الأسر للنزوح إلى أحياء أكثر أمنا جراء صعوبة الأوضاع المعيشية التي خلفها القتال وعمليات النهب”.

وما تبقى من سكان المدينة، يعانون من انقطاع تمام لكل شبكات الاتصالات منذ (17) مايو وإلى اليوم، بجانب انقطاع تام للمياه والكهرباء نتيجة تعرض وقود المحطة الرئيسة للكهرباء في المدينة للنهب.

“تفاجأنا بدخول دراجات نارية ومحاصرتنا من كل الاتجاهات وهم يطلقون النار بصورة عشوائية داخل مدينة زالنجي”. تقول الناجية حليمة أبكر لـ(عاين)، وتضيف حليمة وهي أم لستة أطفال: “أنهم يحتاجون للمساعدة العاجلة لأنهم فقدوا كل شيء”.

وتابعت حليمة وهي النازحة للمرة الثانية: “لا خيار أمامنا سوى مواجهة مصيرنا .. جئنا لمدينة زالنجي من مناطق غرب جبل مرة وظلننا بها نازحين منذ خمسة عشر عاماً والآن عادت الحرب بصورة أكثر قسوة”.

وتقوم لجان محلية في ولاية وسط دارفور بالتواصل مع ولايات جنوب وشمال دارفور لإمكانية تقديم مساعدات إنسانية ضرورية بجانب التواصل مع لجنة الطوارئ الاتحادية في ولاية البحر الأحمر لبحث عملية إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية عبر حكومة الإقليم بالتنسيق مع طرفي الصراع.