معارك (اليرموك).. هل تتغير مجريات حرب السودان؟
7 يونيو 2023
على مدى يومين، تدور معارك عنيفة في منطقة الشجرة العسكرية أحد أهم المواقع الاستراتيجية للجيش السوداني، بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من كسر تحصينها واقتحامها، وسط تضارب في المعلومات بشأن السيطرة عليها.
وتضم المنطقة هيئة التصنيع الحربي، ومصنع اليرموك – أكبر مصانع الأسلحة والذخائر في السودان، بجانب مستودعات كبرى لتخزين المواد البترولية والغاز، فضلاً عن قوات المدرعات أحد أهم تشكيلات الجيش السوداني.
وتطرح أهمية المنطقة التساؤلات بشأن مدى تأثير إحكام السيطرة عليها على مجريات الحرب التي اقتربت من الدخول في شهرها الثالث.
وأثارت الاشتباكات العنيفة ذعر سكان المناطق المجاورة الذين بدأوا عمليات فرار جماعي، وبحسب شهود تحدثوا مع (عاين) إن نيران كثيفة اندلعت في إحدى خزانات الغاز في منطقة الشجرة وصاحبتها أصوات انفجارات ضخمة ليل الثلاثاء، ونهار اليوم الأربعاء، وتبع ذلك اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في سباق عنيف للسيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية.
وبث منسوبون لقوات الدعم السريع مقاطع مصورة موثقة صوتيا بتاريخ السابع من يونيو 2023م يقولون إنهم من داخل مصنع اليرموك، وتضمنت الفيديوهات أشلاء سيارات عسكرية ودبابات محترقة، فيما لم يعلق الجيش السوداني على المعارك الجارية حول أهم قواعده العسكرية.
وحتى وقت متأخر من اليوم الأربعاء، تستمر المعارك الضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة وسط منطقة الشجرة العسكرية مترامية الأطراف، بينما كان الطيران الحربي يحلق وينفذ في غارات جوية على تجمعات الدعم السريع في شارع الهواء وضاحية جبرة جنوبي العاصمة الخرطوم في محاولة لإسناد القوات المسلحة التي تقاتل على الأرض.
ما أهمية المنطقة للجيش؟
يقول مصدر عسكري لـ(عاين) فإن معارك الشجرة سيكون لها تأثير كبير على مجريات الحرب، فسقوطها في يد الدعم السريع سيخلف مردود نفسي سيء على الجيش وربما انهيار تام في الروح المعنوية، فضلا عن أنه سيقطع إمداد القوات المسلحة تماماً من الأسلحة والوقود وقوات المدرعات كواحدة من أهم تشكيلات الجيش الرادعة.
“أما إذا تمكن الجيش السوداني من الحفاظ على منطقة الشجرة بكامل مكوناتها وصد الهجوم، سيكون ذلك بمثابة خسارة كبيرة لقوات الدعم السريع وسوف تنتهي أحلامها في السيطرة على مواقع الجيش الاستراتيجية وحسم الحرب”، يضيف المصدر العسكري.
وفرضت أهمية منطقة المستودعات ومصنع اليرموك على الجيش تحصينها وتبني إجراءات امنية مشددة لحمايتها حتى في الوقت السابق لاندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع، وكان يمنع العبور بالقرب مصنع اليرموك المحاط بسرية تامة منذ التأسيس في نهاية تسعينيات القرن الماضي، ولم يبرز الى دائرة الاضوء إلا بعد قصفه بواسطة غارات إسرائيلية في أكتوبر من العام 2012م.
وبعد الهجوم الإسرائيلي سرت كثير من التقارير حول المصنع إذ ذكرت بأنه ينتج الأسلحة الثقيلة والمدرعات وناقلات الجنود ويضم العديد من المستودعات المليئة بالأسلحة والذخائر والمتفجرات، وتحدثت تقارير عن احتمالية وجود أسلحة محرمة دولياً “كيماوية” يرجح ان يكون قد استخدمها الجيش السوداني في جبل مرة قبل سنوات، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية في العام 2016، و فندها نظام الرئيس المعزول عمر البشير وقتها.
ويشير الخبير العسكري، الأمين مجذوب في مقابلة مع (عاين)، إلى أن منطقة الشجرة تمثل أهمية اقتصادية قبل الأمنية نظراً لوجود مخزون البلاد من الوقود والغاز الى جانب موارد أخرى ذات قيمة اقتصادية كبيرة.
الطيران العسكري يقتل 12 مدنياً بأمدرمان
ويتسع نطاق المعارك في العاصمة السودانية مع فشل الوساطة الامريكية السعودية في دفع ممثلي الجيش وقوات الدعم السريع المتواجدين في جدة للتوقيع على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، بعد تعليق المحادثات إثر انسحاب مؤقت للجيش السوداني.
وتعيش الخرطوم على مدار 4 أيام تحت رعب المدفعية الثقيلة والطيران الحربي وسط استمرار سقوط ضحايا من المدنيين.
قالت لجان مقاومة أحياء الصالحة غربي العاصمة السودانية، أن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني قصف صباح اليوم الأربعاء منطقة المويلح ما أسفر عن مقتل 12 مدنياً 4 منهم من عائلة واحدة.
وقال بيان للجان مقاومة صالحة اطلعت عليه (عاين) أن طيران الجيش السوداني كان يستهدف جزءا من تجمعات قوات الدعم السريع، ما ادى لمقتل المدنيين وجرح آخرين، كما وقع الكثير من الضرر على ممتلكات المواطنين ونفوق كميات كبيرة جداً من الإبل و الأبقار و الضأن داخل المحاجر جراء القصف.
تم استلام مصنع اليرموك للجيش السوداني، الذي كان قد انسحب تكتيكيا، و بدخول قوات الدعم السريع تم ضربهم طيران و برا، ولم ينجو منهم احد، اما عن ال اثني عشر مدنيا فقد كانوا يمدون قوات الدعم الريع بالمواد البتروليه و الذخيره و الاخبار، علمت الاستخبارات بذلك و قاموا بضربهم.
رائع
سبحان الله نسأل الله السلامة والعافية