فيضانات غير معتادة تهدد مدن وقرى ولاية سودانية
عاين- 22 ديسمبر 2024
غمرت مياه فيضان غير معتاد للنيل الأبيض عدد من المدن وقرى ولاية النيل الأبيض وسط تأثر العمليات الفنية لوزارة الري؛ بسبب الحرب وتوقفت عشرات المحطات المعنية برصد حركة المياه والعمليات المعتادة في خزان جبل أولياء الذي يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
وتهدد فيضانات النيل الأبيض عشرات القرى والمدن لاسيما مدينة كوستي ومنطقة الجزيرة أبا، بينما يواجه نصف مليون شخص تهديدا مباشرا إلى جانب فقدان النشاط الزراعي جراء هذا النشاط غير المعتاد للنيل الأبيض.
أوقفت العمليات العسكرية عمل محطات رصد حركة المياه والتنسيق في النيل الأبيض
وذكر مصدر مسؤول من وزارة الري السودانية في حديث لـ(عاين) أن الفيضانات في النيل الأبيض غرب البلاد غير معتادة في هذا الوقت من كل عام، لكن هناك أشياء غير منظورة مثل توقف عشرات المحطات النيلية المعنية برصد تدفق المياه؛ بسبب الحرب ووقوع الأغلب تحت سيطرة قوات الدعم السريع التي لا تسمح بالمرور الآمن للفرق الفنية التابعة لوزارة الري ووحدة تنفيذ السدود.
وقد تمتد المياه إلى مئات القرى في النيل الأبيض متأثرة بتوقف الاندفاع نحو العاصمة السودانية، إذ تسيطر قوات الدعم السريع على محطة جبل أولياء وجسر حيوي تستخدمه للإمداد العسكري كما هجر مئات الصيادين العمل قرب هذا المرفق الحيوي، وفقدوا مصادر كسب العيش.
ويمتد النيل الأبيض على مسافة بين الولاية الواقعة غرب العاصمة السودانية حوالي 150 كيلو مترا جميع هذه المناطق مأهولة بالقرى الصغيرة والمدن التي يعيش فيها مئات الآلاف من المواطنين الذين يتعرضون للفيضانات سنويا، وهذا العام مع الأزمة الاقتصادية، فإن الغالبية مهددون بالفقر المدقع وفقدان مصادر الزراعة والصيد الأسماك.
وسط المياه التي اندفعت بقوة في ليلة متأخرة الأحد 22 ديسمبر 2024 وجد المواطنون في قرى ود النجومي وشبشبة محاطين بكارثة لم تكن في الحسبان لم يعثروا على أكياس لملئ الرمل وسد الفيضانات إلى حين وصول المساعدات من السلطات المحلية والمنظمات.
سكان القرى المنكوبة لم يعثروا على أكياس الرمل لصد الفيضان
مواطن
يقول محمد النعيم وهو من سكان الجزيرة أبا، أن “المواطنين صاروا مشردين في غضون ساعات لم يتمكنوا من الحصول على أكياس الرمل لصنع تروس وقائية من الفيضانات والمساعدات لم تصل إلى المتضررين حتى حلول المساء الأحد 22 ديسمبر الجاري.
وأضاف: “عشرات القرى مهددة بالفيضانات، ومن المفاجئ أن تحدث هذا العام خلال هذا الوقت، لكن مع مجريات المعارك العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع من المهم الوضع في الاعتبار أن المحطات النيلية خارج الخدمة”.
ويقول محمد النعيم: إن “آلاف من المواطنين اضطروا للبقاء في العراء بالقرى المنكوبة في الجزيرة أبا أكبر المناطق تضررا من الفيضانات صباح الأحد 22 ديسمبر الجاري، ولا زالوا ينتظرون المساعدات الإنسانية وفي هذا الوضع من الصعب حصول المنظمات على تصاريح العمل بسبب العمليات العسكرية”.
ويقول الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي عبد الوهاب جمعة لـ(عاين): إن “عدم التحكم في بوابات خزان جبل أولياء أدى إلى ارتداد المياه كما ارتفع منسوب النيل الأبيض، وغمر عدة قرى على جانبي النيل، وصعدت المياه على الشاطئ قرب مدينة كوستي أكبر مدن ولاية النيل الأبيض”.
الفيضانات تهدد 145 مشروعاً زراعياً بالغرق في ولاية النيل الأبيض
صحفي متخصص في الاقتصاد
ويقول جمعة: إن “الفيضانات النيل الأبيض عادة تفيض ثلاثة أضعاف حجم المياه الجارية بالتالي نشأت مشاريع زراعية على ضفتي النيل وامتدت حولها مئات القرى والبلدات التي تعتمد على الزراعة.
وأضاف: “145 مشروعاً زراعياً إعاشي معرضة لخطر الفيضانات وحولها آلاف القرى والبلدات حال عدم فتح بوابات خزان جبل أولياء جنوب العاصمة السودانية”.
الكارثة قادمة
ويشير مسؤول فني بوزارة الري السودانية إلى أن مجرد العمل في خزان جبل أولياء أو المناطق المطلة على النيل الأبيض والتي تنتشر فيها قوات الدعم السريع لا يمكن الحديث عنه مع مجموعة محمد حمدان دقلو “حميدتي” الإجراءات الفنية متوقفة تماما والفيضانات كانت متوقعة.
وتابع: “عندما تجري المياه من النيل الأبيض وصولا إلى جنوب العاصمة السودانية الطبيعي عندما تكون البوابات مغلقة قرب خزان جبل أولياء ستعود أدراجها إلى الخلف بالتالي تغمر المناطق اليابسة والجزيرة أبا ضمن صدارة المناطق التي استقبلت الكارثة”.