السودان يقيد “واتساب”.. ما هي الدوافع؟
عاين- 25 يوليو 2025
بدأت شركات الاتصالات في السودان إيقاف خدمة المكالمات الصوتية والمرئية لمستخدمي تطبيق التراسل الفوري “واتساب”. وبرر جهاز تنظيم الاتصالات “هيئة حكومية” القرار بالحفاظ على الأمن القومي.
وأخطرت شركة زين للاتصالات في السودان المستخدمين بتطبيق القرار اعتبارا من اليوم الجمعة 25 يوليو 2025 بناءً على أوامر السلطات السودانية في جهاز تنظيم الاتصالات.
وأدى القرار إلى ردود أفعال واسعة وسط السودانيين الذين أبدوا رفضهم للقيود التقنية خاصة أولئك الذين يقيمون خارج البلاد وهم الغالبية في استخدام المحادثات المرئية والصوتية في تطبيق التراسل الفوري “واتس آب“.
قيود على التواصل
من مدينة كيغالي عاصمة رواندا الدولة الواقعة في شرق أفريقيا تسرد الطالبة الجامعية مي كيف أن حجب المكالمات في السودان على تطبيق “واتساب” قد يحرمها من التواصل مع عائلتها بالعاصمة السودانية. وتضيف مي التي لجأت إلى رواندا للدراسة الجامعية بسبب الحرب في السودان:”هذا الإجراء يحرمني من التواصل مع عائلتي في أم درمان“.
وتصاعد الاعتماد على المحادثات الصوتية والمرئية لتطبيق التواصل الاجتماعي “واتساب” وسط السودانيين خلال الحرب ولجوء قرابة 5 ملايين شخص إلى خارج البلاد.
وحال مواجهة السودانيين خارج البلاد قيود تقنية على المكالمات المتاحة عبر التطبيقات سيضطرون إلى دفع أموال نظير استخدام المحادثات عبر الهواتف المحمولة بالطرق التقليدية.
مجموعات الضغط
ويرى الباحث الحقوقي أحمد عثمان، أن قرار محادثات الصوت والفيديو في تطبيق “واتساب” في السودان يحرم قطاعا واسعا من المواطنين خارج البلاد من التواصل مع العائلات والأصدقاء والمعارف في هذا الوقت الحرج.
ويقول عثمان لـ(عاين): إن “حجب المكالمات الصوتية والمرئية على تطبيق (واتساب) يحرم قرابة عشرة ملايين شخص يقيمون خارج البلاد من التواصل مع عائلاتهم”. وتابع: “لم يتح حتى لرئيس مجلس الوزراء دراسة القرار، وصدر بشكل أحادي من جهاز تنظيم الاتصالات“.
وكان جهاز تنظيم الاتصالات “هيئة حكومية” قال إن حجب هذه الخدمة سيستمر حتى إشعار آخر دون تقديم المزيد من التفاصيل مبررا اتخاذ الإجراء لحماية الأمن القومي السوداني.

ويقول الخبير في هندسة الاتصالات أيمن المبارك لـ(عاين): إن “قرار حجب المحادثات الصوتية والمرئية في تطبيق واتساب داخل السودان ذي أبعاد اقتصادية؛ لأن الشركات تحاول البحث عن تعويض خسائرها الناتجة عن الحرب”. وأضاف: “من الواضح أن الشركات الثلاث المستحوذة على سوق الاتصالات في السودان نسقت بصورة جماعية لممارسة الضغوط على هيئة الاتصالات الحكومية لإصدار هذا القرار“.
وأردف الخبير في هندسة الاتصالات أيمن المبارك: “من الناحية التقنية يمكن التحايل على الحجب بوضع برامج خاصة على الهواتف تمكن الشخص من استخدام المكالمات والفيديو دون التأثر بالإجراء داخل السودان، لكنه يستهلك الإنترنت بالتالي سيضطر المواطن إلى دفع أموال إضافية، وهذا بند أيضا لصالح شركات الاتصال“.
أبعاد اقتصادية وسياسية
وطالبت مبادرة استعادة نقابة المهندسين السودانيين السلطات في بورتسودان بالتراجع فورا عن قرار حجب المكالمات في تطبيق “واتساب” وشددت في بيان أصدرته على عدم المساس بالحقوق الأساسية المكفولة للمواطنين.
وتقول الباحثة الاقتصادية رحاب حسين لـ(عاين): إن “حجب المحادثات على تطبيق واتساب داخل السودان يحقق للحكومة عددا من الفوائد أبرزها الاستجابة لضغوط شركات الاتصال التي تكبدت خسائر هائلة خلال الحرب بفقدان الأصول المكتبية ومقارها بالعاصمة السودانية إلى جانب حجب حرية التواصل بالنسبة للسودانيين في هذا الوقت.