حرب الجيش السوداني والدعم السريع تدفع غرب دارفور لحرب أهلية

27 أبريل 2023 

 تدور منذ يومين اشتباكات أهلية عنيفة بمدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور عقب القتال المستعر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ السبت قبل الماضي في البلاد.

واليوم الخميس، احتمى الجيش السوداني في قاعدته العسكرية البعيدة نسبياً عن المدينة، كما لم تنشر قوات الدعم السريع قواتها في المدينة وتمركزت في قاعدتها العسكرية القريبة من سوق الجمارك، الأمر الذي مهّد الطريق لمواجهات أهلية عنيفة.     

ويأتي تصاعد حدة العنف الأهلي بين القبائل العربية والمساليت في ظل إنهيار كامل للمؤسسات الأمنية بعد أن أصبحت قوات المسلحة السودانية تدافع عن نفسها داخل قيادة الفرقة “15” مشاة، بينما نأت قوات الدعم السريع بنفسها في موقعها دون تدخل لحماية المدنيين.

وأدى القتال الاهلي بين الطرفين إلى سقوط العشرات وإصابة المئات في ظل توقف جميع المستشفيات عن الخدمة وانتشار الجثث في الأحياء والطرق العامة.

ووصف عضو لجنة أطباء السودان بمدينة الجنينة محمد إسحق في تصريح لـ(عاين)، الأوضاع داخل المدينة بـ المأساوية بعد الانهيار التام للنظام الصحي وخروج المستشفيات عن الخدمة خاصة بعد انسحاب جميع الأطباء والكوادر الطبية حفاظاً على أرواحهم لجهة أنهم مستهدفون بحكم الانتماء الأهلي.

وأشار  عضو لجنة الأطباء، إلى صعوبة احصاء عدد القتلى والجرحى في الوقت الحالي إلا أنه توقع تزايد عددهم نتيجة لعدم قدرتهم على إسعاف الحالات المصابة .

وأفاد شهود، أن مظاهر الفوضى والرعب سادت أحياء المدنية التي تعاني من الهشاشة الأمنية جراء الصراع الاهلي الذي يتجدد كل مرة بصورة مأساوية بين الطرفين لاسيما أحداث مخيم كرينك 1ـ و2 والذي تحوّلت على اثره مؤسسات المدينة إلى تجمعات للنازحين الفارين.

وأكد موسى هرون، وهو أحد قيادات النازحين بمخيم أبو ذر، أن المسلحين هاجموا (5) تجمعات للنازحين وسط المدينة وقاموا بحرقها تماما واجبروا آلاف المدنيين على الفرار لدولة تشاد المجاورة.

وأشار موسى في مقابلة مع (عاين)، إلى أن غياب المؤسسات الأمنية حفّز المليشيات المسلحة على اجتياح سوق المدينة والمؤسسات الحكومية ونهب ممتلكات المواطنين والدولة بصورة لم تشهدها الولاية من قبل.

ويكشف مسؤول حكومي في تصريح لـ(عاين)، عن تورط عناصر في قوات عسكرية بمساعدت طرفي الصراع في الوصول لمخازن السلاح وجرى تسليح المدنيين مما زاد حد القتال في اليوم الثاني.

وأضاف المسؤول الحكومي، أن ضباط الشرطة من أصول عربية احتموا بالقبائل خاصة بعد مقتل العميد عبدالباقي الحسن محمد نائب مدير شرطة ولاية غرب دارفور داخل منزله من قبل مجهولين الأربعاء.

وعلى الرغم من صدور بيان من القبائل العربية بوقف القتال الا أن المعارك دارت بصورة أعنف صباح اليوم الخميس في أحياء الجمارك، والثورة، والأحياء الشرقية والغربية من المدينة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة مما أضطر المدنيين لمغادرة منازلهم وإجلاء أسرهم الى أحياء أخرى.

وبالمقابل اتهم أعيان قبيلة “المساليت” القبائل العربية بتحول قتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى عنف أهلي بين المجموعتين، وأشارت إلى أن ما يجري في مدينة الجنينة أمر مخطط له ضمن المؤامرات التي تحاك ضد انسان هذه المنطقة بدليل نقل صراع الجيش والدعم السريع الى صراع أهلي.