السودان: طائرة حربية وتعزيزات للحد من قتال أهلى بغرب دارفور

23 أبريل 2022

دفعت السلطات الحكومية بتعزيزات عسكرية لولاية غرب دارفور، ووصلت إلى المنطقة طائرة حربية قادمة من القيادة العسكرية بالخرطوم للتدخل والحد من القتال الأهلي الذي شهدته بلدة كرينك أمس الجمعة. في وقت ابلغت مصادر محلية (عاين) اليوم السبت، حشد مئات المقاتلين من الطرفين بمشاركة مليشيات وحركات مسلحة ما ينذر بتجدد القتال.

ويتجدد الصراع الأهلي المسلح التاريخي بين القبائل العربية وقبيلة المساليت بغرب دارفور ويحصد مئات الأرواح سنويا دون التوصل الى صيغة التعايش السلمي في المنطقة، ويحاول كل طرف فرض سيطرته على مناطق ولاية غرب دارفور الحدودية مع دولة تشاد المجاورة.

واندلع قتال أهلي مميت في بلدة “كرينك” شرق مدينة الجنينة بين مجموعات رعوية وأهالي بلدة “كرينك” مما أسفر عن مقتل (21) شخصا على الأقل وجرح نحو (19) آخرين من الطرفين في احصائية اولية تحصلت عليها (عاين).

وتفجرت الأوضاع بعد مقتل إثنين من الرعاة صباح الجمعة في باديتهم واتهم اهالي الضحايا المزارعين بتنفيذ الهجوم بعد تتبع آثار الجناة الى داخل بلدة “كرينك”.

وعلى إثر ذلك هاجم مسلحون من الرعاة بمشاركة عناصر من قوات الدعم السريع الرعاة في بلدة “كرينك” التي تبعد نحو (80) كيلومتر شرق مدينة الجنينة واستمرت المعارك حتى وقت متأخر من مساء الجمعة.

(جبل مون).. نيران السطح عينها على ثروات باطن الجبل
مسلحون يحتشدون في منطقة جبل مون بالتي شهدت قتالا اهليا ولاية غرب دارفور

وكان الرعاة أمهلوا لجنة أمن محلية “كرينك” ساعات للقبض على الجناة وتسليمهم شرطة مدينة الجنينة، في وقت فشلت كل مساعي حكومة المحلية في القبض على الجناة وجاء الهجوم على البلدة بعد ساعة من انقضاء المهلة.

وقال حسن خميس، وهو أحد سكان منطقة كرينك، لـ(عاين)، أنهم تفاجأوا بهجوم مسلح عنيف على بلدتهم يوم الجمعة أدى إلى مقتل (8) مدنيا في الحال بينهم إمرأة وطفل وجرح عدد( 17) آخرين بينهم ثلاثة حالات خطرة، وأشار الى أن الهجوم تسبب في حريق عشرات منازل النازحين في مخيم “أم دوين” جنوب البلدة ونزوح جماعي للنازحين الى الناحية الشمالية خوفا من تجدد القتال.

فيما أشار  أحد قيادات الرعاة- علي حمدان، إلى أن القتال اندلع بعد من زيارة حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي للولاية وانخراطه في اجتماعات أهلية مع قادة الحركات المسلحة والادارات الاهلية. وأضاف حمدان لـ(عاين)، أن الوعود التي يطلقها قادة الحركات المسلحة سبب رئيسي في خلق التنافس الأهلي بين المكونات الاجتماعية في الولاية.

في وقت أكد ممثل والي غرب دارفور محمد زكريا محمد إستقرار الأوضاع الأمنية بمحلية “كرينك” بعد الأحداث الدامية إلا أن مصادر محلية تؤكد تجميع مئات المقاتلين من الطرفين بمشاركة مليشيات وحركات مسلحة ما ينذر بتجدد القتال.

تعزيزات عسكرية

وأشار محمد زكريا، الى اجتماع طارئ للجنة امن الولاية اليوم السبت، برئاسة شرطة الولاية إتخذت جملة من التدابير الأمنية خاصة فيما يتعلق بإرسال تعزيزات عسكرية اضافية إلى رئاسة محلية “كرينك” بجانب تحريك قوات أخرى لتمشيط الطرق المؤدية إلى المحليات والعمل على محاربة الظواهر السالبة لاسيما منع إستخدام الدراجات النارية.

واتهم تجمع شباب الرحل بولاية غرب دارفور في بيان اطلعت عليه “عاين” حركة التحالف السوداني التي يقودها والي ولاية غرب دارفور الحالي خميس أبكر بأنها وراء الأحداث القبلية التي تشهدها مدينة “كرينك” ويتهم التجمع عناصر من الحركة بالتخطيط وإدارة المعارك مطالبين لجنة أمن الولاية بالقبض على المتهمين وتسليمهم للعدالة كشرط أول بحسب البيان.

وبالمقابل طالب تجمع معسكرات النازحين واللاجئين بدار مساليت حكومة الولاية بفرض سيادة القانون والتعايش السلمي بين مكونات الولاية القبلية، وقال التجمع في بيان اطلعت عليه (عاين)، إن الأمور لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل الفوضوي ويسقط فيها مئات الأبرياء بين قتيل وجريح.