مشروع مياه يعيد الحياة لـ(6) آلاف شخص في دارفور بعد سنين من العطش
عاين –29مارس 2020
أعاد مشروع لمياه الشرب في بلدة (أم داشو) بولاية جنوب دارفور غربي السودان، أمل الحياة لأكثر من (6) آلاف مواطن كانوا على وشك الرحيل من المنطقة بسبب انعدام المياه في موسم الجفاف.
وعلى الرغم من خصوبة الأرض الزراعية المتجددة بفعل فيضان الأودية الموسمية المتدفقة من قمم جبل مرة، إلا أن المعاناة بسبب العطش ظلت اكبر مهدد للحياة المنطقة.
ويعتبر رئيس اللجنة الأهلية لإدارة مشروع مياه البلدة الذي أقيم حديثا، محمد حسين عبيد، إن مشكلة الحصول على مياه الشرب ببلدة (أم داشو) بريفي الملم شمال نيالا ظل هاجساً يؤرق سكان البلدة لأكثر من مائة عام، وهو عمر وجود البلدة التي تعتبر زراعية من الدرجة الاولى، مشيرا إلى أن السكان متمسكون بالبقاء في بلدتهم رغم بعدهم من مصادر مياه الشرب، وقال عبيد لـ(عاين)، “الدراسات الجيولوجية التي أجريت للمنطقة اثبتت أن المياه توجد في أعماق بعيدة في جوف الأرض مغطاة بطبقات صخرية سميكة لقربها من سلسلة جبل مرة”.
وأضاف ان “كل الجهود فشلت في حفر آبار مياه جوفية لحل المشكلة، الا أن محاولة أخيرة بادرت بها منظمة الملم دارفور للسلام والتنمية استخرجوا المياه من عمق نحو ٣٠٠قدم ليعيدوا أمل الحياة بالمنطقة التي قرر سكانها الرحيل جراء العطش”، وزاد “إقامة مشروع مياه أم داشو الذي يعتبر أول مشروع توفير مياه عن طريق الطاقة الشمسية بدارفور جاء ليضع حلا لمعاناة (٦٠٠٠) الف مواطن علاوة على عودة نازحين من مناطق مجاورة فروا بسبب الحرب التي شهدها اقليم دارفور”.
المهندس الجيولوجي حافظ إدريس، يرى أن نموذج مشروع مياه أم داشو جدير بان يكون نموذجاً لولايات دارفور لجهة انه يعتمد على الطاقة الشمسية صديقة للبيئة وبتكلفة قليلة. “كان للمشروع اثرا كبيرا على حياة المواطنين خاصة الاطفال الذين تركوا فصول الدراسة لمساعدة اسرهم في توفير المياه”، وفقاً للمعلمة بمدرسة البلدة الاساسية، عائشة ابراهيم، التي تضيف لـ(عاين)، “المشروع حقق استقرارا كبيرا في العملية التعليمية بالمنطقة لجهة أن التلاميذ في السابق يقضون أكثر من ثمان ساعات يوميا في عملية جلب المياه بالدواب من مدينة الملم التي تبعد نحو (٤٠)كبلومتر”
إلى ذلك، أشار “ابراهيم آدم” أحد سكان المنطقة، إلى أن المشروع وفر له فرصة زراعة شتوية من خلال الاستفادة من فائض المياه في زراعة الخضروات الى جانب إدخال زراعة محاصيل جديدة مثل العدس لأول مرة في المنطقة، لافتا أن المشروع أضاف بعدا جديدا في حياة المواطنين وفتح آفاق جديدة والتفكير في بدائل غير تقليدية علاوة على التفكير في إقامة مشاريع أخرى مماثلة في ولايات دارفور.