مياه الشرب السلعة الأغلى في مناطق عديدة بشمال دارفور

مياه الشرب السلعة الأغلى في مناطق عديدة بشمال دارفور

الفاشر- 8 فبراير 2020م

 يقطع السكان القرويون في بعض القرى بالمناطق الشمالية لولاية شمال دارفور، غربي السودان، عشرات الكيلومترات وسط الكثبان الرملية والصخور الحجرية على ظهور الدواب للحصول على مياه صالحة للشرب.

وتعتبر أزمة المياه وصعوبة الحصول عليها بوحدة الصياح الإدارية أكبر الوحدات بمحلية مليط، نحو 40 كلم شرق مدينة مليط والتي تبعد بدورها 60 كلم شمال الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أزمة سنوية تؤرق السكان بتلك المناطق . ويصبح همهم هو كيفية الحصول على المياه الذي تعتبر السلعة الأغلى في تلك المناطق.

ويعتاد صبية ونساء هذه القرى قطع مسافات طويلة على ظهور الدواب في المنطقة الصحراوية التي تحيطها بعض الكثبان الرملية وسلاسل من الصخور الجبلية وتتخللها مجارٍ مائية، ويحمل الصغار حاويات المياه الفارغة يوميا ويقطعون مسافة كيلومترات عديدة لجلب الماء. عند مصدر المياه تسحب الأم “سعديه” وهي تحمل طفلتها ذات الأربعة أشهر ، وتقول لـ(عاين)، “الحصول على الماء أكبر المشكلات التي نعاني منها.. الآبار القديمة قد جفت وأصبحت بلا مياه كما أن معظم المضخات اليدوية تعطلت ولا يوجد وسيلة لنا لجلب الماء إلا عن طريق هذه الآبار”.

بينما يقول سليمان آدم، احد شباب المنطقة استاذ بالمرحلة الاساسية لـ (عاين)، “منطقة الصياح تشهد أزمة حادة في المياه حولت حياة معظم السكان الى معاناة ومكابدة مستمرة.. الهم الأول والأخير وهاجس الأهالي هو البحث المتواصل عن الماء”. ويتابع : “هناك عدد من المواطنين يقطنون في قرية بعيدة تسمى (ود توتو) يخرج الشخص فيهم من الصباح الباكر ثم ينام الليل في منتصف الطريق ليعود في اليوم التالي بالماء”. وأعلنت الحكومة السودانية في وقت سابق هن مشروع “زيرو عطش” للقضاء على نقص مياه الشرب في الإقليم، لكن المشروع لم ينشأ في عدد من أرياف دارفور حتى الآن، وما زال المواطنين في دوامة البحث اليومي عن الماء الذي تتفاقم أزمته في فصل الصيف.

ويقدر القيادي الاهلي في المنطقة، الشيخ علي سليمان، بان هناك مواطنون يسافرون على ظهر الدواب مسافة 8 ساعات حتى يحصلون على مصدر لمياه الشرب، ويقول لـ(عاين)، “البعض ربما لا يصدق لكنها حقيقة نعيشها.. العطش بالمحلية مشكلة أساسية للمواطنين وان الحل الجذري لمشكلة المياه بالمحلية يكمن في نقلها من منطقة “ساني حياة” الى مليط حيث أن المحلية تقع في منطقة الصخور الأساسية ونسبة المياه فيها ضئيلة.