تأهب أمني وآليات حربية في طرقات الخرطوم قبل ذكرى (6) أبريل

5 أبريل 2023

شهدت العاصمة السودانية اليوم الأربعاء، انتشارا عسكريا ملحوظا بوصول “قطع حربية ثقيلة” إلى وسط الخرطوم قادمة من شمال العاصمة وشوهدت الدبابات وهي محملة على شاحنات تشق طريقها إلى مناطق تمركز جديدة قرب القيادة العامة للجيش.

في وقت حددت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم “شارع أفريقيا” (المطار) بالخرطوم ومقر البرلمان في أم درمان وجهة لتظاهرات السادس من أبريل غدا الخميس وقالت إنها ليست “جزءًا من التسوية السياسية”.

وقال شهود عيان من الخرطوم بحري، إن أكثر من خمسة شاحنات نقلت “قطع حربية” إلى وسط العاصمة السودانية قرب مناطق القيادة العامة صباح اليوم الأربعاء.

تأتي هذه التطورات العسكرية في ظل تقدم في عمل اللجنة المشتركة بين الجيش والدعم حول الدمج والإصلاح. وقال مصدر من قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” في حديث لـ(عاين)، إن اللجنة الفنية توصلت إلى نقاط اتفاق بين الجيش والدعم السريع حول المصفوفة الزمنية أي أن الطرفين اتفقا على أن الزمن قد يستغرق عشرة سنوات إلى ستة سنوات.

تبعية القوات

وقال المصدر إن الخلاف انحصر بين الجيش والدعم السريع حول تبعية قوات الدعم السريع خلال الفترة الانتقالية هل إلى القائد العام للجيش أم رأس الدولة المدني.

وأردف: “الدعم السريع يطالب بالتبعية إلى رأس الدولة المدني هو القائد العام حسب ما جاء في دستور نقابة المحامين بينما الجيش يتمسك بأن يكون القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان هو المسؤول عن قيادة هذه القوات خلال الفترة الانتقالية”.

ويوضح المصدر، أن الجيش يخشى من موالاة قوات الدعم السريع للحكومة المدنية خاصة وأن العسكريين درجوا في الاعتماد على المشكلات الأمنية لإضعاف الحكومة المدنية هناك مخاوف غير معلنة من جانبهم في هذا الصدد.

 وفي خضم هذه الأحداث أحرزت المحادثات بين الآلية الثلاثية والكتلة الديمقراطية التي تضم حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان تقدما في النقاط الخلافية بطرح نسبة التمثيل للكتلة الديمقراطية في هياكل السلطة الانتقالية والائتلاف السياسي الحاكم إلى 7% تطرحها الآلية الثلاثية و50% تتمسك بها الكتلة الديمقراطية.

وذكر مصدر من الآلية الثلاثية تحدث لـ(عاين)، أن الحديث عن النسب والخلاف حولها لن يعطل إنهاء هذه الأزمة والكتلة الديمقراطية ستمثل في الهياكل الانتقالية بصيغة تطرحها الآلية الثلاثية أي عدم التمثيل الكلي للكتلة.

ذكرى أبريل

وبالتزامن مع هذه التطورات السياسية حددت تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم “شارع المطار” في الخرطوم ومقر البرلمان في أم درمان وجهة لمليونية السادس من أبريل غدا الخميس للتظاهر ضد الانقلاب العسكري.

واستبقت القوات الأمنية هذه الاحتجاجات بانتشار واسع قرب القيادة العامة من الناحية الشمالية حسب ما قال شهود لـ(عاين).

ومنذ التصريح الذي أطلقه القائد الثاني لقوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو منذ مطلع مارس الماضي بحماية المتظاهرين يخشى الجيش من انحيار الدعم السريع للمتظاهرين حسب ما يقول المحلل السياسي أحمد مختار.

ويرى مختار أن الإجراءات العسكرية والانتشار الأمني المكثف مخاوف جدية لدى الجيش من انحياز الدعم السريع للمتظاهرين وفتح الطرق نحو القصر الجمهوري وسط العاصمة السودانية.

بينما يطالب قادة الحراك السلمي في السودان بتنحي البرهان وحميدتي ومحاكمتهما على قتل المتظاهرين في مجزرة القيادة العامة وبعد انقلاب 25 أكتوبر.

وقالت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم في تصريح صحفي اليوم الأربعاء إنها لن تقف من مقاومة الانقلاب حتى ترى العسكريين “يعلقون على المشانق”.

وكان مجلس الوزراء المكلف أعلن غدا الخميس عطلة بمناسبة ذكرى “انتفاضة أبريل 1985” في تعميم صحفي نشره اليوم الأربعاء.

فيما استقبل السودانيون صباح اليوم الأربعاء بـ”إغلاقات محدودة” أثرت على حركة المرور في بعض طرق المرور السريع بين النيل الأبيض والعاصمة السودانية وولاية الجزيرة والخرطوم بواسطة الإدارات الأهلية.

وكانت الإدارات الأهلية توعدت بإغلاق العاصمة السودانية رفضا للاتفاق الإطاري وشوهد عشرات المحتجين وهم يضرمون النار في طرقات رئيسية تربط بين العاصمة السودانية والولايات.

ويقول الباحث في الديمقراطية والسلام مجاهد أحمد في حديث لـ(عاين)، أن المكون العسكري درج على صناعة السيناريوهات مع كل عملية سياسية وجميعها لا تصمد طويلا.

وأضاف: “كل ما يحدث من توتر هو متعمد لإضعاف مطالب المدنيين بالديمقراطية والسلام والجيش هنا يستغل الانقسام الحاد بين القوى المدنية التي عجزت عن اعادة الوحدة كما كانت قبل سقوط البشير”.

ويشدد مجاهد أحمد، على أن جميع “تكتيكات العسكريين” ستنتهي حال توحد القوى المدنية والعمل بالوسائل السلمية لتحقيق الديمقراطية والانتقال الآمن.