تحذيرات من عمليات تسليح واسعة للمدنيين في ثاني أكبر مدن السودان

 25 أبريل 2023

مع تمدد عمليات القتال في السودان، انتظمت مجموعات في أحياء مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور- ثاني أكبر المدن السودانية-، في عمليات تسليح بحجة حماية المدنيين وتأمين ممتلكاتهم داخل الأحياء السكنية بجانب حماية مواقع الخدمات العامة وسط الأحياء وسط تحذيرات من أن يؤدي تسليح المدنيين إلى تفاقم الأوضاع الأمنية.

وتأتي عملية حمل السلاح من قبل المدنيين في أعقاب عمليات نهب ونشاط واسع للمليشيات المسلحة داخل المدينة صاحبت العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع.  

وشهدت أحياء مدينة نيالا  بناء حواجز “متاريس” لإغلاق الطرق الداخلية للأحياء السكنية للحد من دخول السيارات و الدراجات التي يستغلها مجرمين في عمليات النهب.

مصدر أمني: حصل سكان حي عريق وسط نيالا على نحو (50) قطع سلاح من نوع “كلاشنكوف” عُهد من أجهزة أمنية لاستخدامها في حراسة الأحياء

ونقل سكان في المدينة لـ(عاين)، أن مجموعات طلبت من قيادة الفرقة السادسة عشر مشاة التابعة للجيش بتسليحهم لحماية المدنيين وممتلكاتهم من عمليات النهب الواسعة التي شملت أحياء ومؤسسات حكومية ومنظمات انسانية.

وأفاد مصدر أمني (عاين) بحصول مواطني حي عريق وسط المدينة على نحو (50) قطع سلاح من نوع “كلاشنكوف” عُهد من أجهزة أمنية لاستخدامها في حراسة الأحياء والدفاع عن أنفسهم مشترطة أن يكون مستلم السلاح سبق أن عمل بأحد القوات النظامية.

وجاءت عملية تسليح المواطنين في أعقاب تمكن مواطنين من حي الوادي وسط المدينة من القبض على افراد مليشيات مسلحة أثناء قيامهم بنهب مركز للتأمين الصحي بالحي.

اغلاق عدد من طرقات مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور

وفي عملية مماثلة تمكن سكان حي السكة الحديد وعباد الرحمان شرق مدينة “نيالا” من اعتراض مسلحين يستغلون الدراجات النارية أثناء تنفيذهم عملية نهب داخل الحي وحفزت محاولات سكان حي الوادي والسكة حديد سكان أحياء أخرى للحصول على الأسلحة لمواجهة عمليات النهب.

وتشهد أحياء مدينة نيالا عمليات إطلاق نار ليلاً بين المسلحين من المواطنين وأفراد المليشيات المسلحة أثناء محاولة الأخير دخول الأحياء لأغراض النهب وترويع المدنيين

تحذيرات

ويحذر الخبير العسكري المتقاعد اللواء شرطة علي محمد إيدام من تكرار عملية تسليح الأهالي لجهة أنه قد يؤدي إلى إندلاع شرارة حرب أهلية شاملة حال استخدام الأسلحة في الحرب بين المجموعات السكانية كما فعل جهاز أمن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير عندما قام بتسليح مجموعات سكانية لمواجهة التمرد في إقليم دارفور غربي السودان.

وشدد ايدام في مقابلة مع (عاين) على ضرورة عدم تكرار أخطاء التسليح العشوائي للمدنيين على خلفية حماية أنفسهم متهما عناصر نظام الرئيس المخلوع عمر البشير داخل الأجهزة النظامية بمحاولة تسليح منسوبيهم في اللجان الشعبية والشرطة المجتمعية.

وكانت المواجهات المسلحة العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمدينة نيالا خلّفت نحو (51) قتيلا و (395) جريحا بحسب إحصائية وزارة الصحة الولائية بجانب خروج كل المستشفيات الخاصة عن الخدمة وتراجع الخدمة بمستشفى نيالا التعليمي ومستشفى الشرطة والمستشفى العسكري.