“اجتماعات أديس أبابا”.. هل تهزم دعاة الحرب في السودان؟
22 أكتوبر 2023
ابتدرت قوى مدنية سودانية “اجتماعات تحضيرية” في أديس أبابا منذ مساء السبت وتستمر لأربعة أيام لبناء جبهة مدنية مناهضة للحرب واستعادة التحول الديمقراطي، وكان لافتاً حضور رئيس آخر مجلس للوزراء في السودان، عبد الله حمدوك.
جاءت مبادرة تكوين الجبهة المدنية من لجان مقاومة الحاج يوسف بمحلية شرق النيل بالخرطوم في نهاية أبريل الماضي بعد أيام من اندلاع الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع ثم تطور المقترح إلى مرحلة الاجتماعات التحضيرية التي تجرى حاليا في العاصمة الإثيوبية.
لا هيمنة لأي طرف
ويقول عضو المكتب التنفيذي لقوى إعلان الحرية والتغيير “المجلس المركزي“ محمد الفكي إن “مجموعة المجلس المركزي” لا تسيطر على عملية بناء الجبهة المدنية لمناهضة الحرب واستعادة الديمقراطية.
وقال: إن “المجلس المركزي” يمثله سبعة أشخاص بينما هناك 85 إلى 90 شخصية سياسية وهيئات نقابية ولجان مقاومة يشاركون في الاجتماع التحضيري في أديس أبابا وهذا ينفي تماما محاولة التشويش على هذا الحدث المهم.
وقال الفكي لـ(عاين): إن “رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك شارك ممثلا لمجموعة (المنصة) والسفير نور الدين ساتي شارك ممثلا لمجموعة “إعلان (المبادئ)”.
وأضاف: “الحديث عن أن الحرية والتغيير – المجلس المركزي- هي من تعمل على تأسيس الجبهة المدنية غير صحيح فهي منخرطة مثلها مثل بقية الأجسام دون أي هيمنة”.
ويتوقع الفكي انضمام كيانات سياسية وأحزاب ومنظمات المجتمع إلى الجبهة المدنية تباعا عقب الاجتماع التحضيري الذي يختتم أعماله في 25 أكتوبر الجاري بأديس أبابا.
وحسب مصادر شاركت في الاجتماع التحضيري فإن الجبهة المدنية ستشكل على أساس قبول الانتقال المدني ورفض الانقلابات العسكرية وتكوين حكومة مدنية إلى جانب إنشاء صندوق أعمار السودان بما في ذلك تعويض المتضررين من الحرب.
عزل “الوطني”
إلى جانب ذلك تتوقع المصادر إدراج رفض مشاركة حزب المؤتمر الوطني “المحلول” في العملية السياسية التي تؤدي إلى تشكيل حكومة مدنية عقب وقف إطلاق النار خاصة في ظل عرض الاتحاد الاتحاد الأفريقي مقترحا بإشراك حزب المؤتمر الوطني “المحلول” وسط تسريبات تشير إلى أن اجتماع جرى بين القيادي في المؤتمر الوطني “المحلول” إبراهيم غندور مع مسؤولين من الاتحاد الأفريقي قبل شهر.
ويقول عضو الحراك المدني لمناهضة الحرب الطاهر بدر الدين لـ(عاين)، إن “مشاركة عبد الله حمدوك جاءت مبكرة وقد تكون تقديرات غير جيدة في نظري لأنه مشاركته كانت ينبغي أن تكون عقب نجاح الجبهة المدنية في جمع غالبية الأطراف السياسية والحركات المسلحة بما في ذلك حركتي مناوي وجبريل إبراهيم وعبد الواحد نور والحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو”.
وكان رئيس حزب الأمة المكلف برمة ناصر توجه إلى الإمارات مطلع هذا الشهر لتوجيه الدعوة لرئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك بالمشاركة في الاجتماع التحضيري في أديس أبابا.
ويرى بدر الدين، أن الاجتماع التحضيري لبناء الجبهة المدنية خطوة موفقة لكن هناك المزيد من العمل المطلوب في هذا الصدد بتوسيع التحالف والتوافق من الحد الأدنى وهو إيقاف الحرب أولاً.
هيكلة وفعل جديد
وكان رئيس حزب الأمة المكلف برمة ناصر قال في بيان قبيل مشاركته في الاجتماع التحضيري إنه سيتوجه إلى الاجتماع التحضيري في أديس أبابا لوحدة الأحزاب والقوى المدنية وحدة لا تستثني إلا دعاة الحرب.
ومن خلال الاجتماع التحضيري الذي يدخل في يومه الثاني الأحد يطرح بعض المشاركين مقترحات لتكوين هيئة سياسية مدنية تحمل “اسما جديدا” بدلا من حصر العمل المدني السياسي على مجموعات بعينها، كما يقول مصعب عبد الله الباحث في الشؤون السياسية.
يرهن عبد الله في حديث لـ(عاين) نجاح الجبهة المدنية بتذويب التحالفات السابقة في “جسم جديد” و هيكلة الجبهة المدنية ووضع لوائح وأسس وخطة عمل على الأرض مع احتفاظ أي كتلة سياسية أو نقابية بموقفه وجسمه داخل الجبهة والاتفاق وفق الأسس المعروفة على القرارات السياسية.
وتابع: “إذا تمكن المشاركون في الاجتماع من تحقيق تقدم إلى الأمام دون البقاء في خانة الإدانات والبيانات فإنهم ربما يقلبون الطاولة على نظام المخلوع الذي يتحصن به بعض جنرالات الجيش و يعرقلون المفاوضات”.