(ود مدني) توقع في “دفتر انتفاضة مدن السودان” وتتأهب لتصعيد جديد   

29 يناير 2020

ضاعفت قوات الأمن من انتشارها  في شوارع مدينة ود مدني بولاية الجزيرة أواسط السودان مع استمرار التصعيد الشعبي المناوئ للسلطة الانقلابية في البلاد.

وتجوب شاحنات عسكرية تحمل جنودا مسلحين شوارع المدينة وتنتشر عناصر ترتدي الزي المدني في السوق الرئيسي للحد من الاحتجاجات الشعبية التي تصاعدت عقب مقتل متظاهر على يد قوات الأمن أثناء مشاركته في مظاهرات 17 يناير الجاري.

ودخلت هذه المدينة إلى خط الاحتجاجات الشعبية مستندة على سنوات طويلة من من حركة احتجاجات المزارعين في أكبر مشروع في السودان ويقول قادة الحراك إن السكان دفعوا تكلفة عالية في حقبة الرئيس المخلوع عمر البشير ولا يملكون استعدادا لمنح الفرصة لعهد الحكم العسكري.

ويُتهم نظام الرئيس المخلوع عمر البشير بتدمير المشروع الزراعي وبيع مصانع الغزل والنسيج واصول السكك الحديدية التي كانت تربط بين المشروع والعاصمة السودانية إلى جانب تدمير البنية التحتية لقنوات الري وسرقة بوابات حديدية تحكم في هذه القنوات التي تغذي المشروع الزراعي.

وفي الرابع والعشرين من يناير الجاري قٌتل المتظاهر قاسم محمد بالرصاص في شارع رئيسي أثناء عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي فضت بالقوة تجمع الآلاف أمام منزل قتيل المدينة الاول محمد فيصل الملقب بـ شعيرية.

وكانت قوات الأمن اطلقت الرصاص على المتظاهرين في احتجاجات جرت في 13 يناير الماضي أدت إلى اصابة المتظاهر “محمد فيصل شعيرية” الذي مكث في العناية المركزة خمسة أيام قبل وفاته في السابع عشر من يناير الجاري.

تجمع الآلاف في مدينة ود مدني أواسط السودان- 24 يناير 2022- الصورة من مواقع التواصل الاجتماعي

وعزز مقتل “شعيرية” الاستجابة الشعبية الواسعة لمليونية 24 يناير بالتزامن مع مليونيات دعت إليها لجان المقاومة في أنحاء السودان.

ويقول عضو لجان مقاومة مدينة ودمدني مجاهد رفيع في تصريحات لـ(عاين) أن القوات الأمنية بلغت “ذروة الانتهاكات” في 24 يناير الماضي  وحاليا تجوب الشوارع وتلاحق المتظاهرين ونشطاء المقاومة.

ويثير مقتل اثنين من المتظاهرين غضبا شعبيا في هذه المدينة التي تعد عاصمة ولاية الجزيرة وهي تضم أكبر مشروع زراعي في السودان.

وكان حاكم ولاية الجزيرة المكلف غادر منصبه احتجاجا على مقتل متظاهرين وأعادت السلطات العسكرية تعيين الأمين العام الأسبق لحكومة ولاية الجزيرة اسماعيل العاقب ويقول متظاهرون انه ينتمي الى المؤتمر الوطني المحلول وعمل مسؤولا محليا “معتمد” في عهد المخلوع بين عامي 2017 و 2018.

تأهب لاحتجاج جديد

وأشار مجاهد رفيع، إلى أن لجان مقاومة ودمدني تعتزم نشر مسارات مليونية الـ 30 يناير غدا الأحد وتركز على تنظيم تأبين على الشهداء. مشيرا الى أن اللجنة الميدانية تعمل على اختيار ساحة رئيسية لأنها تتوقع مشاركة واسعة.

وكانت لجان مقاومة مدينة ودمدني طرحت ميثاقاً سياسياً الأسبوع الماضي بالتزامن مع صعود حركة الاحتجاجات في الشوارع. وقال مقدمو الميثاق على حساب لجان مقاومة ودمدني في في “فيسبوك” إن الميثاق بمثابة مقترحات تقبل الحذف والاضافة والتطوير.

وحظي الميثاق بردود أفعال واسعة في السودان خاصة على المنصات الاجتماعية وسارع رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال فولكر بيرتس الى ارسال دعوة للقاء لجان مقاومة مدينة ودمدني لكن الأخيرة دعوة المبعوث الأممي.

ويقول مجاهد رفيع ردا على دعوة فولكر : “يعد رئيس بعثة يونتاميس جزءً من الأزمة فهو لم يسارع الى ادانة الانقلاب في 25 أكتوبر ولم  يذكر عبارة انقلاب عسكري إلا بعد مرور فترة”.

وتابع رفيع : “نحن لا نجلس مع طرف لا يناقش الميثاق السياسي الذي طرحناه نريد أن نصنع الحل من الداخل لا الخارج”.