الانتفاضة السودانية في شهرها الثالث…!
تقرير عاين :14 فبراير 2019
في جولة جديدة من الاحتجاجات، المطالبة باسقاط الحكومة السودانية، خرج العشرات من المتظاهرين، في موكب دعت له قوى إعلان التغيير والحرية، بقيادة تجمع المهنيين السودانيين. اختارت قوى الإعلان للموكب اسم موكب ضحايا الحروب والانتهاكات بالمناطق الثلاث دارفور جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. استجاب للدعوة المئات في العاصمة الخرطوم ومناطق النزاع – بجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ومعسكر زمزم بدافور. الذي تعرضن نسائه في الأسبوع المنصرم لحادثة اغتصاب من قبل مجموعة من الرعاة!. وخرج ايضاً مواطنو البراري، ولكن كالعادة واجهة الأجهزة الأمنية الاحتجاجات بعنف مفرط متمثلاً في إطلاق الغاز المسيل للدموع، وحملة اعتقالات عشوائية. كما صحبها حملات تفتيش للعربات الخاصة و طال القصف العشوائي للغاز المسيل للدموع مؤسسات كبنك فيصل الإسلامي وسط السوق العربي.
انتشار أمني كثيف
اصوات قنابل الغاز المسيل للدموع يسمع دويها من مناطق متفرقة في قلب العاصمة الخرطوم . وأخذت الحركة المرورية للراجل والسيارات في الشوارع المحيطة بميدان الأمم المتحدة –مول الواحة- حاليا في إضراب كبير وتشتم رائحة “البمبان” في المكان. سبقت هذه المشاهد في وسط المدينة حالة انتشار أمني كثيف واستخدمت قوات الأمن تكتيكات مختلفة للحد من انطلاق أي مواكب ضخمة في الامكان المعلنة لتجمع المتظاهرين، ومن وقت مبكر في الصباح يحرس جنود مسلحون رصدتهم (عاين) البوابات الرئيسية لعدد من البنايات الضخمة في قلب المدينة كعمارة السلام والضرائب وغيرها من البنيات الكبيرة التي غالبا ما يلجأ المتظاهرون للاحتماء بها في حال تفريق جموعهم.
تكتيك أمني جديد
وبعد أمر غفراء هذه البنايات بإغلاق أبوابها واستبدال حراستها بجنود مدججون بالسلاح كما ومنعوا حركة الدخول والخروج بها، بجانب حملات أخرى يقودها نظاميون لتفريق المتجولين وبائعات الشاي والمأكولات على ارصفة هذه البنايات وأمر اصحاب المحلات التجارية الصغيرة المطله على الشوارع الرئيسية باغلاقها تماما.
هذا الأمر يعده صاحب محل تجاري لبيع الالكترونيات بالقرب من صينية القندول، تكتيك أمني جديد ربما القصد منه تسريب حالة من الاستياء وسط التجار والباعة المتجوليين حتى لا يتعاطفون مع المتظاهرين ويصبون عليهم جام غضبهم. ويقول التاجر الذي فضل حجب اسمه لـ(عاين)، ربما نجح هذا الفعل في خلق حالة من السخط على المتظاهرين من قبل بعض ضعاف النفوس من زملائه التجار، لكن مقارنة مع الحالة العامة وثبات الشابات والشبان المتظاهرين وإصرارهم على مواصلة مشوارهم النضالي والوصول الى غايتهم المعلنة تتدحرج مطالب هذه المجموعات الصغيرة بان التظاهرات لها تاثيرها البالغ على عملهم اليومي، لكن الواقع برمته هو صاحب الأثر الأكبر والسوق الذي نتواجد فيه يكاد يكون معطل تماما بالنظر الى التدهور الكبير والذي يكاد يكون شبه يومي للعملة الوطنية. ويضيف ” هذا الحراك الجماهيري تدعمه عزيمة محتجين مدركة بان البلاد تعيش الآن أزمة كبيرة وفي طريقها للهاوية”.
عنف مفرط
بعد نحو نصف ساعة بعد الواحدة، تجمع عشرات الشباب في تقاطع رئيسي على شارع الحرية، وردد المتظاهرون هتافات “الشعب يريد اسقاط النظام.. يا خرطوم ثوري ثوري ضد الحكم الديكتاتوري.. و حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب” استمر هذا الهتاف لوقت طويل دون تدخل الشرطة او اي جهة امنية اخرى. ومع تزايد أعداد المتظاهرين الذين علت زغاريد المشاركات بينهن ارتكزت سيارة لقوات الشرطة على الجزء الغربي من مول الواحة وأخذت في إطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين استبسلوا في مواجهة هذا القصف، وبادر متظاهرون منهم في ارجع عبوات الغاز الى الشرطة التي اقتربت اكثر واستمرت في إطلاق القنابل المسيلة للدموع ليتفرق جمع المتظاهرين الى فرندات المباني التي اغلقت جميع أبوابها بأوامر رجالات الأمن في وقت مبكر من الصباح.
عزيمة شباب
لم ييأس الشبان والشابات المتمركزين في الساحات الخارجية لهذه المباني والازقة الداخلية، ليعودوا من جديد بِهتافهم بالحرية والعدالة واستمر هتافهم لوقت طويل قبل أن يتجه موكبهم الى الغرب باتجاه محطة مواصلات الاستاد، ولكنه وبعد عبورهم شارع الحرية غربا باغت سيارات شرطة “دفار” المتظاهرين من الخلف وأطلقت عليهم القنابل بكثافة لِيتفرقوا مجددا في المنطقة المحيطة غرب شارع الحرية.
مداهمات الملثمين
بعد تفريق المتظاهرين في الشارع الفرعي المتجه من شارع الحرية في الغرب والى وسط الخرطوم شرقا، شاهد مراسل (عاين) مداهمات لرجالات الأمن الملثمون للبنايات وصعود مدارجها بحثا عن المتظاهرين، ومن هم في الأرض يرفعون رؤوسهم ويصيحون من هم على اسطحها او شرفاتها بان يمنعوا التصوير عبر الهواتف
إعتقالات واسعة
سيارات الشرطة وبكاسي الأمن التي رصدها مراسلنا قرب مول الواحة الذي اغلق ابوابه تماما يفوق عددها الحادي عشر سيارة جاءت محملة بـ المعتقلين والمعتقلات من جهة شارع الحرية وموقفي الاستاد وجاكسون. ونقل شاهد من هناك ان تجمعات متفرقة للمحتجين فرقتهم الشرطة وعمدت على عمليات اعتقال عشوائية، واضخم هذه التجمعات كان بالقرب من مواصلات أم درمان في موقف الاستاد.وشوهد أعداد كبيرة من المعتقلين تم الزج بهم إلى مقر الاعتقال الأمني المكشوف في وسط ساحة ابوجنزير والتي نصب الأمن فيها خيام وتتمركز فيها أعداد كبيرة من رجال الأمن المسلحين. وجرى اعتقال العديد من الصحافيين والصحافيات الذين أفرج عن بعضهم بعد نحو ساعة من الاحتجاز ابو جنزير