قرية بدارفور تودع حياة النزوح وتعود للإنتاج بعد (16) عاماً من الحرب
عاين – 2مارس 2020م
مضى عام ونصف على عودة أهالي بلدة (تربا) بدافور غربي السودان إلى قريتهم التي نزحوا منها بسبب الحرب ويقرروا زراعة أراضيهم وسط واقع اقتصادي معقد وتحديات أمنية كبيرة صمد السكان في مواجهتها ليتحولوا إلى منتجين بدلاً من انتظار الغذاء في مخيمات النزوح.
“نايرة عبدالرحمن”، أول النساء العائدات للمنطقة، تقول ان حياتها تبدلت للأحسن بعد زراعتها موسم واحد وحصاده الذي مكنها من الاستعداد لزراعة مساحة أكبر حتى تتمكن في المستقبل من توفير مصروفات اثنتين من بناتها الجامعيات. وتقول نايرة لـ(عاين)، ” كنت في السابق اعتمد على جني ثمار أشجار الحراز وبيعها في أسواق مدينتي الفاشر ونيالا لاستخدامها علف للحيوانات، الى جانب الحطب والفحم النباتي”.
وهذا التحول الايجابي، ما يذهب اليه ايضاً، “احمد طاهر” وهو أحد القيادات الأهلية في بلدة تربا بمحلية الملم بولاية جنوب دارفور، ويقول “احياة العائدين تحولت بشكل كبير للأفضل وتمكنوا من زراعة مساحات كبيرة من الفول السوداني والسمسم لأول مرة عكس فترة قبل الحرب”، وأبان طاهر في حديثه لـ(عاين)، بإن السبب الأساسي في استقرار المنطقة خلقهم تواصل اجتماعي مع جتمعات الرُحل الذين استغلوا المنطقة للرعي خلال فترة الحرب ومشاركتهم في الحياة العامة في المياه والتعليم والأسواق علاوة التواصل الاجتماعي.
ويشير طاهر، إلى ان التحول في المشهد السياسي السوداني بعد التغيير والاطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير حفز إعداد كبيرة من النازحين خاصة في معسكرات شمال وجنوب دارفور في العودة لمنطقتهم الأصلية مما أدى الى زيادة كبيرة في عدد الأسر العائدة.
تدفق العائدين للبلدة شكا منه مدير مدرسة تربا الأساسية يوسف احمد، والذي قال لـ(عاين)، “هناك تزايد في إعداد التلاميذ مقابل السعة الاستيعابية الضعيفة للمدرسة ذات الخمسة فصول”. مشيرا الى حاجتهم ايضا الى مضخات مياه في القرية التي اكتظت بالسكان. وقال لـ(عاين)، “نعتمد على مياه الشرب المستجلبة من الآبار التقليدية في الأودية الى جانب اثنين من مضخات المياه اليدوية التي لا تفي بحاجة المواطنين من المياه”.