ارتفاع ضحايا أحداث النيل الازرق لـ(80) قتيلاً والعنف يمتد لولاية كسلا

18 يوليو 2022

قُتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في مدينة كسلا شرقي السودان اليوم الاثنين، بعد توسع أعمال العنف التي شهدتها مدن وبلدات إقليم النيل الأزرق اليومين الماضيين. في وقت كشف الأجسام الطبية والصحية بالولاية عن مقتل 80 شخصاً خلال الاحداث بمدينتي الروصيرص والدمازين.

وأضرم محتجون على مقتل العشرات خلال الاحداث التي شهدتها ولاية النيل الازرق النيران في مقر الحكومة المحلية في مدينة كسلا ومقار أخرى تتبع لديوان الضرائب وإدارة التعليم والغرفة التجارية.

وأدى إنحراف التظاهرات التضامنية مع قتلى وجرحى ونازحي النيل الأزرق، لوقوع أحداث عنف وأعمال فوضى أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين.

وعلى إثر ذلك أصدر والي ولاية كسلا المكلف خوجلي حمد عبد الله ، أمراً بمنع وحظر وتقييد التجمهر والمواكب بالطرق والأماكن العامة بأحياء محلية كسلا وأسواقها المختلفة.

وأشار أمر الوالي إلى سريان منع التجمهر منذ اليوم الإثنين وإلى حين صدور أمر آخر. ونوه إلى أن كل من يخالف هذا القرار الصادر يعاقب بموجب أحكام القانون الجنائي لسنة 1991.

والأيام الماضية شهدت ولاية النيل الأزرق أحداث اقتتال قبلي في عدد من المحليات قادت لنشوب هجمات عنيفة بعد تفاقم الأوضاع الناجمة عن تنازع بين مكونات “الهوسا” و الانقسنا الرافضين لمنح قبيلة “الهوسا” إدارة أهلية مستقلة.

وأدت الأحداث لمقتل العشرات مع وجود أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين، فيما بلغ عدد النازحين أكثر من 14 ألف نازح ونازحة.

وقال تحالف الاجسام الطبية والصحية بولاية النيل الأزرق في تقريره الميداني اليوم الاثنين، “بلغ إجمالي الوفيات بمدينتي الدمازين والروصيرص 80 حالة وفاة مسجلة، كما تمت عملية دفن الجثث وإتخاذ الإجراءات الجنائية لمعظم الوفيات”. وأشار إلى أن أن  حالات الوفاة التي وصلت لمستشفى مدينة الدمازين حتى صباح اليوم الاثنين  39 حالة وفاة بينهم 5 اطفال.

جانب من احداث ولاية النيل الازرق 15 يوليو 2022- الصورة من موقع التواصل الاجتماعي ففيس بوك

وبحسب تقرير تحالف الأجسام المطلبية والطبية بالنيل الأزرق، فإن عدد الوفيات بمدينة الروصيرص  41 حالة تم حصرها حتى الآن.

وأوضح التقرير أنه تجري عمليه الحصر للجثث بالروصيرص الحي الجنوبي ومنطقة قنيص شرق .

وبلغت الإصابات بمستشفى الدمازين التعليمي الملكي  144 إصابة مختلفة ، منها 81 إصابة  بالاعيره النارية.

وأشار التقرير إلى وصول عدد من الحالات المصابة لولايتي الجزيرة وسنار وتجري عمليات حصرها. ولفت التقرير إلى وجود 36 حالة حرجة بحاجة إلى تدخلات جراحية عاجلة عن طريق الإحالة الطارئة.

وبعد أيام من تصاعد وتيرة العنف في كل من مدينتي الروصيرص والدمازين، هدأت الأوضاع وعادت الحياة نسبياً لطبيعتها بمدينة الدمازين.

وافاد عدد من مواطني المدينة تحدثوا لـ(عاين)، بأنهم يأملون استقرار الأوضاع وعودة الحياة الطبيعية لإقليمهم الذي كان إنموذجاً  سلمياً فريداً.

تظاهرات كوستي وربك

وفي مدينتي كوستي وربك الواقعتان بولاية النيل الأبيض نظم متظاهرون سلميون تظاهرات تضامنية مع ضحايا أحداث النيل الأزرق.

وقال أيوب إسماعيل، وهو عضو بتنسيقية لجان مقاومة كوستي لـ(عاين): أن المدينة شهدت موكباً سلمياً نظمته إثنية “الهوسا” هدفه التضامن مع أحداث النيل الأزرق المروعة، مشيراً إلى أن المتضامون رددوا شعارات الثورة السودانية المتمثلة في” حرية سلام وعدالة و “يسقط البرهان” حاملين الأعلام البيضاء وعلم السودان.

وأوضح إسماعيل أن أعداد المتظاهرين السلميين كانت كبيرة، مشيراً إلى أنهم تجمعوا من عدة أحياء سكنية مثل حي أزهري والحلة الجديدة والثورة وأبو شريف ومربع 54 وكادقلي.

وبحسب إسماعيل فإن المتظاهرين جابوا شوارع المدينة مروراً بالسوق الكبير وحي النصر جنوب مدينة كوستي وصولاً إلى شارع الأبيض جنوب كوستي، موضحاً أنهم  وصلوا حتى منطقة “اللية” وانطلقوا بعد ذلك إلى مدينة ربك.

وبحسب عماد يحي، وهو مواطن يقطن بمدينة ربك فإن أعداد كبيرة من قبيلة “الهوسا” تجمعوا بميدان المولد في المدينة، لافتاً إلى أن المتظاهرين كانوا سلميين مؤكداً على على عدم وقوع أي نوع من أنواع العنف.