3 فبراير 2021
أثار اكتشاف (168) جثة مجهولة الهوية بمستشفى ود مدني في ولاية الجزيرة وسط السودان، ردود أفعال واسعة لجهة أن تاريخ الجثامين في المشرحة يعود بعضها لعام 2019 الذي شهد مجزرة فض اعتصام السودانيين امام القيادة العامة للجيش السوداني وسط العاصمة بالتزامن مع فض اعتصامات مماثلة أمام مقرات الجيش والحكومة بعدد من الولايات بينها مدينة ود مدني 89 كيلو متر جنوبي الخرطوم.
وقاد توقف جهاز التكييف في المشرحة قبل يومين لإكتشاف هذا العدد الكبير من الجثث داخلها الأمر الذي بدا مستغربا لمصادر طبية تحدثت إليها (عاين) بمستشفى ود مدني. وقالت المصادر الطبية، ان الغرفة المخصصة لجثمان واحد وضع بها أكثر من ثلاثة جثامين وبعضها تحلل.
واكد مصدر بوزارة الصحة ولاية الجزيرة لـ(عاين)، ان عدد الجثث يفوق الرقم الرسمي الذي أعلنت سلطات الولاية.
ولفت إلى ان حكومة الولاية تخطط لدفن المتوفيين في مقبرة خاصة بالجثث مجهولة الهوية بعد اخذ عينات الحمض النووي، بجانب إنشاء متحف او معرض يتم فيه عرض متعلقات الجثث من ازياء واشياء اخرى يرتدونها لتسهيل عملية التعرف عليهم في حال ظهور ذويهم.
وأوضح ، بان جزء من هذه الجثث يتواجد بالمشرحة منذ العام 2017، وقال ان الجثث تحللت وتعفنت نسبة لرداءة المشرحة وعدم وجود الثلاجات الكافية.
ولفت المصدر الحكومي إلى أن ادراة المشرحة لم تؤكد أو تنفي اذا كان بين الجثث مفقودين من فض اعتصام القيادة العامة”.
وفي يونيو 2019 فض مسلحون يرتدون زياً عسكرياً، اعتصاماً اقامه محتجون سودانيون اطاح بنظام الرئيس السابق عمر البشير أمام القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم والمدن الاخرى راح ضحيته قتلى ومفقودين.
تقرير حول الجثث السبت المقبل:
وقالت لجنة المفقودين أنها ستتلقى تقريراً السبت المقبل بشأن (168) جثة مجهولة الهوية بمشرحة مدينة ودمدني وسط السودان للتأكد اذا كان بينهم مفقودي فض إعتصام الآف السودانيين أمام مقرات القيادة العامة للجيش بالمدن في ذات التوقيت.
وقال رئيس لجنة المفقودين، الطيب العباسي، لـ(عاين)، “تم تكوين لجنة تتضمن النيابة وثلاثة اطباء شرعيين تقوم بالعمل على هذه الجثث وتستسلم لجنته تقريراً مفصلاً يوم السبت المقبل”.
واكد العباسي، ان من بين هذه الجثث مرضى مجهولي الهوية ماتوا داخل المستشفيات، وستدفن هذه الجثث بالطريقة المتعارف عليها بعد أخذ عينات من الحمض النووي .
واصدر النائب العام في السودان قراراً بتشكيل لجنة التحقيق حول مفقودي فض اعتصام القيادة العامة للجيش وتختص بالتحري والتحقيق حول اختفاء أشخاصٍ قبل الاعتصام وبعده.
وطالبت النيابة العامة في السودان يناير الماضي الأسر التى لم تبلغ عن مفقودين خلال أحداث ثورة ديسمبر إلى سحب وملء الاستمارة الخاصة بهذا الغرض لاستكمال التحقيق واخذ البصمة الوراثية ، وفي نوفمبر الماضي قررت النيابة نبش مقابر جماعية تم العثور عليها قبلها بعشرة أيام، ورجحت أنها تضم جثامين مفقودين مجزرة القيادة العامة .
وكانت سلطات ولاية الجزيرة أعلنت عن تواصل أعمال اللجنة الاستشارية للطب العدلي الاتحادي في تجهيز ودفن جثث مجهولي الهوية والبالغ عددها 168 جثة حسب البروتوكولات الصحية العالمية.
وأكدت التزامها بتوفير كافة المعينات المطلوبة لعمل اللجنة بدعم كامل وتقوم اللجنة الخاصة بالدفن بعمل ملفات كامله تحدد فيها كل المعلومات عن الموتى واخذ البصمة الوراثية وصورة لكل المتوفيين وإعطائهم ارقام ودفنهم عبر الطرق القانونية وفي مقابر مخصصة تم اعدادها لهذا الغرض.