السودان يُبعد قوات سلام اثيوبية.. من اتخذ القرار ؟
29 أغسطس 2021
على وقع التوترات الحدودية وخلافات السودان وإثيوبيا حول ملف سد النهضة الاثيوبي، نشط السودان في دوائر الأمم المتحدة لسحب قوات حفظ السلام الإثيوبية في منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها مع جنوب السودان. الأمر الذي وافقت عليه الأمم المتحدة مؤخرا وأعلن السودان الثلاثاء الماضي موافقتها على سحب القوة الاثيوبية.
ونشر مجلس الأمن بعثة “يونيسفا” عام 2011 لحفظ السلام في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان. وتضم القوات الإثيوبية، حسب موقع بعثة يونيسفا، 3158 جنديا وسبعة أفراد من الشرطة من إجمالي 4190 عدد أفراد البعثة من مدنيين وعسكريين وشرطة ومتطوعين.
وتعود اسباب مطالبة السودان بسحب القوات الاثيوبية من أبيي للتوتر المستمر بين الدولتين منذ نوفمبر الماضي واستعادة الجيش السوداني لاراضي الفشقة. يقول استاذ العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم عمر محمد علي لـ(عاين).
“الحكومة السودانية تتعرض لضغوط من جهات اقليمية لها عداء واضح مع اثيوبيا واتوقع استبدال القوة الإثيوبية بقوات مصرية او اماراتية”. أستاذ علاقات دولية
وتابع ” ما يحدث في الآن ليس في مصلحة السودان الذي يحتاج الى علاقات راسخة مع الجيران، بدلا من خلق توتر من شأنه ان يضعف العلاقات الاخوية التاريخية الاثيوبية –السودانية”.
العسكر اصحاب القرار
“المكون العسكري في الحكومة الانتقالية السودانية وراء قرار سحب القوات الإثيوبية ولا استبعد أن تكون وراءه تفاهمات مع مصر”. كمال كرار.
“رحيل القوات الاثيوبية من السودان معركة في غير معترك” يقول المحلل السياسي كمال كرار لـ(عاين) ويتهم المكون العسكري في الحكومة الانتقالية السودانية بانه وراء هذا القرار الذي لا يستبعد أن تكون وراءه تفاهمات مع مصر في قضية سد النهضة الإثيوبي.
ويعزز كرار قوله، بأن المكون العسكري وبنص الوثيقة الدستورية هو المسؤول عن القوات المسلحة والاحلاف وأن الحكومة التنفيذية نفذت اجندة المكون العسكري من دون ان تفهم هذه الخطوة وطبيعة القوات الموجودة في منطقة أبيي المتنازع عليها. لجهة أن غالبية جنود هذه القوة هم من مكون جبهة تحرير تجراي في اثوبيا والتي تقاتل الآن الجيش الفيدرالي الأثيوبي.
وفي مايو الماضي، طلب جنود إثيوبيون سابقون في قوة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) بعد انتهاء مهمتها في دارفور اللجوء الى السودان خشية تعرضهم للاذى اذا عادوا الى بلادهم بسبب انتمائهم الى إقليم التجراي المناوئ للحكومة الإثيوبية.
ويضيف كرار، أن القوات الاثيوبية الموجودة هي اشبه بالقوة الشرفية، في منطقة لا تشهد اي معارك، ولا توجد اي غضاضة ان تكون القوات
قرار غير موفق
الباحث في العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية من جنوب السودان، إستيفن شانج، يقول ان القوات الإثيوبية التي أوكلت لها الأمم المتحدة مهمة حفظ الأمن والسلم في منطقة أبيي المتنازعة عليها بين السودان وجنوب السودان خلال الفترة الماضية قامت بدورها على أكمل وجه، لجهة أن المنطقة لم تشهد توترات أمنية تذكر كما كانت في السابق.
ويضيف شانج لـ(عاين)، على هذا الأساس كان ينبغي على الأمم المتحدة التريث في قرارها القاضي بإنهاء تكليف هذه القوة، وعدم الخلط بين العلاقات السودانية الإثيوبية غير المستقرة عقب تداعيات دخول الجيش السوداني إلى أراضي الفشقة، أضافة إلى وصول كل من السودان ومصر من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى إلى طريق شبه مسدود، فيما يتعلق بملف سد النهضة الإثيوبي.
ويعتقد استيفن، أن قرار المنظمة الدولية غير موفق في هذا الظرف الدقيق ويزيد مساحة الخلاف بين السودان واثيوبيا، بدلاً من محاولة تقريب وجهات النظر، وتشجيعهما على الجلوس لحل خلافاتهما بالطرق السياسية والدبلوماسية.