اغتصاب فتاة بواسطة الدعم السريع يفجر موجة غضب بجزيرة توتي المحاصرة

عاين- 12 أبريل 2024

كشف محامو الطوارئ في السودان، أن مجموعة من قوات الدعم السريع اقتحمت منزلاً في جزيرة توتي بالعاصمة الخرطوم فجر الثلاثاء الماضي، وارتكبت جريمة اغتصاب بوحشية بحق الفتاة (س.م) تحت تهديد السلاح، واعتدت على المدنيين السلميين الذين اعترضوا على ما وصفته بالفعل الشنيع، مما أسفر عن مقتل أحد المواطنين وإصابة 6 آخرين.

وأعرب محامو الطواري وهم جمعية حقوقية في بيان صحفي تلقته (عاين) عن إدانتهم واستنكارهم بقوة لهذه الجريمة، وقالوا إنهم يحملون قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن حادثة الاغتصاب.

وأضاف البيان: “يأتي هذا الفعل الشائن في سياق الحروب والنزاعات المسلحة، وفقًا للمواثيق والاتفاقيات الدولية، من بينها الاتفاقية الرابعة من جنيف لعام 1949 والبروتوكولين الإضافيين لعام 1977، التي تحظر بشدة الاعتداءات الجنسية والجرائم الجنسية القسرية في أثناء الحروب، مع إعلانها جرائم حرب بموجب القانون الدولي“.

وخلفت حادثة الاغتصاب موجة غضب واسعة وسط السكان العالقين في جزيرة توتي، وتجمع المدنيون في مسجد جزيرة توتي صبيحة العيد لأداء الصلاة والنقاش حول التطورات الخطيرة لقوات الدعم السريع بحقهم وضرورة التصدي لها.

وقال إمام مسجد توتي خلال خطبة صلاة عيد الفطر: إن “أهل الجزيرة صبروا على نهب ممتلكاتهم وسياراتهم والتضييق، لكن الأمر تجاوز الحدود عندما وصل لانتهاك الأعراض والحرمات، ولا ينبغي السكوت عليه“.

حصار الجزيرة

وتحكم قوات الدعم السريع سيطرتها على جزيرة توتي منذ بداية حربها مع الجيش في منتصف أبريل من العام 2023م، وتفرض ما يشبه الحصار الكامل على سكانها بعد إغلاق الجسر الوحيد المؤدي إلى الجزيرة، كما عينت ما أسمته بـ”العمدة” على جزيرة توتي وهو بمثابة حاكم يصدر تصاريح مرور للسكان ويراقب تحركاتهم.

وبحسب مصادر (عاين) في الجزيرة، فإن السكان أوصلوا بلاغاً إلى عمدة الدعم السريع في جزيرة توتي والذي وعد بملاحقة المعتدين، لكن عناصر من قوات الدعم السريع فتحت النار على المواطنين الغاضبين، مما أدى إلى مقتل طفل وإصابة 6 آخرين.

مواطنون محاصرون بجزيرة توتي – ارشيفية

وزادت وتيرة الاعتداءات على المواطنين والتضييق عليهم في جزيرة توتي عقب وصول مجموعة جديدة من قوات الدعم السريع، كانت متمركزة في مقر الإذاعة والتلفزيون، والذي استعاد الجيش السيطرة عليهما مؤخراً، وفق المصادر.

وتحيط المعارك العسكرية بجزيرة توتي التي تقع عند مقرن النيلين الأبيض والأزرق بالعاصمة السودانية الخرطوم، من الاتجاهات كلها، حيث يحدها مقر الإذاعة والتلفاز وسلاح المهندسين من الغرب، والقصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش من الناحية الجنوبية، ومن الشمال بحري وسلاح الإشارة، وجميعها مناطق ملتهبة بالأعمال القتالية.

مأساة عام

وبعد عام من الحصار تمضي الأوضاع الإنسانية في جزيرة توتي إلى مزيد من التدهور، إذ تشهد نقص حاد في المواد الغذائية، ويواجه السكان صعوبات بالغة في الحصول على الأكل والشرب، كما تشهد المنطقة غلاء طاحن في أسعار مجمل السلع الاستهلاكية في ظل شح السيولة النقدية ونفادها من أيدي المواطنين الذين توقفت أعمالهم ومصالحهم، وذلك بحسب ما نقله شهود لـ(عاين).

ووفق الشهود، فإن المركز الصحي الوحيد المتبقي لخدمة سكان جزيرة توتي أصبح بدوره يعاني، في ظل نقص في الأدوية والكوادر الطبية المؤهلة، في حين لا يوجد أي مستشفى قريب يمكن أن يذهب إليه المرضى.

وفي وقت سابق كشفت غرفة طواري توتي لـ(عاين) إن أكثر من 100 شخص مصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط ماتوا منذ اندلاع الحرب، لأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة، في أكبر مأساة إنسانية شهدتها المنطقة وما تزال تداعياتها مستمرة.