تشديد أمني في العاصمة السودانية يسبق دعوات واسعة للتظاهر بالثلاثاء
عاين :28-يونيو2020
استفاقت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الاحد، على اجراءات أمنية مشددة سبقت الدعوات الواسعة للتظاهر بعد غد الثلاثاء لإحياء ذكرى 30 يونيو من العام 2019 وللمطالبة باستكمال مهام الثورة السودانية بتسريع عملية السلام واستكمال هياكل السلطة المدنية بتعيين حكام الولايات المدنيين وتشكيل البرلمان.
وخرج آلاف السودانيين في الثلاثين من يونيو من العام الماضي، بعد فض اعتصام القيادة العامة وتعليق قادة المجلس العسكري الانتقالي وقتها للمفاوضات مع قوى اعلان الحرية والتغيير وإلغاء ما تم الاتفاق عليه، قبل ان يضر العسكريون للعودة للتفاوض بعد تظاهر آلاف السودانيين في العاصمة والولايات.
وقبل يومين من الموعد المعلن سارعت السلطات السودانية لعزل مدن العاصمة الثلاثة وإغلاق كافة الجسور أمام حركة السيارات وتعليق تصاريح المرور التي فرضتها جائحة كورونا، وأجرت لجنة أمن ولاية الخرطوم عمليات اخلاء واسعة لأماكن التجمعات وسط العاصمة وإفراغ الفنادق والمنازل المستاجرة من ساكنيها مع حملات في محيط المستشفيات وإبعاد الأعداد الكبيرة من مرافقي المرضى بها.
ونقل شهود لـ(عاين)، ان السلطات أمرت ايضاً اصحاب المحلات التجارية في منطقة السوق العربي وبعض الأسواق الرئيسية باغلاقها، فيما اضطر المئات صباح اليوم إلى قطع الجسور راجلين إلى أماكن عملهم.
فيما شهدت الاسواق الفرعية في أحياء المدينة إقبالا كبيرا على شراء المستلزمات الضرورية، وقالت فاطمة عبد المجيد التي تسكن حي جبرة جنوبي الخرطوم، انها مضطرة اليوم لشراء ما يكفيها وعائلتها من المواد الغذائية الضرورية على الأقل لمدة ثلاثة ايام نظراً لحالة الترقب الكبيرة في أوساط السودانيين لمليونية 30 يونيو والارهاصات باستغلالها من قبل عناصر النظام البائد باحداث فوضى عبر كتائب ظلهم التي ما زالت موجودة”.
وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب بيان للجنة أمن ولاية الخرطوم، عن توفر معلومات عن مخططات لـ”المتربصين والمندسين” لاحداث فوضى وتخريب يوم 30 يونيو، وأعلنت عن قفل الكباري والمعابر دخولا وخروجا وإلغاء الاستثناءات يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، وتجميد إصدار تصاريح مرور جديدة لحين إشعار آخر، وأكدت اللجنة تصديها بقوة وحسم لأي مظاهر تفلت.
وقال والي ولاية الخرطوم، رئيس لجنة تنسيق أمن الولاية، يوسف آدم الضي، ان الولاية وضعت خطة أمنية محكمة اشتملت على عدة محاور أكدت من خلالها على التنسيق التام بين كافة الأجهزة الأمنية والنظامية، وتخدم الخطة بشكل أساسى تحقيق أمن وسلامة الوطن والمواطن.
وناشدت اللجنة الثوار والمواطنين بضرورة التعاون مع الاجهزة الامنية فى الحفاظ على السلمية وعدم التعدى على المقار الحكومية وممتلكات المواطنين والابتعاد عن المواقع والمناطق العسكرية، بجانب اليقظة بالتبليغ الفوري عن المندسين وإبلاغ القوات النظامية بوجودهم وعدم الدخول معهم في مواجهات مباشرة وذلك إفشالاً لمخططهم الساعي إلى جر الاحتفالات إلى مستنقع العنف.
القيادة السياسية
من جهتها سارعت القيادة السياسية في البلاد، لعقد اجتماع مشترك بين مجلسي السيادة والوزراء وقوى الحرية والتغيير بالقصر الرئاسي امس السبت، واكد عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا عقب الاجتماع التزام المؤسسة العسكرية بحماية مسيرات ومواكب الثلاثين من يونيو. وقال،” نؤكد أن المؤسسة العسكرية وضعت من الخطط ما هو كفيل بحماية شباب الثورة في كل مكان من أرض الوطن في مظاهر احتفالاتهم” .
من جهته، لفت القيادي في قوى اعلان الحرية والتغيير، صديق يوسف إلى ان الاجتماع، ناقش الترتيبات لانطلاقة الاحتفالات بذكرى الثورة السودانية التي مهرت بدماء الشهداء مؤكدا أن دماء شهداء ثورة ديسمبر لن تذهب سدى باعتبار ان كل الوقت والطاقات مكرسة لتحقيق أهداف الثورة التي ضحوا بأرواحهم من أجلها، وقال ان الاحتفال بهذا اليوم العظيم يؤكد ان الجميع يسير في المسار المؤدي لتحقيق كل أهداف الثورة التي ناضل من أجلها الشعب السوداني لمدة ٣٠ عاما.
واوضح يوسف، انه بالرغم من ان الظروف الصحية الصعبة بسبب فيروس كورونا والتي تحول دون احتفالات جماهيرية واسعة الا اننا نتمنى ان تقام الاحتفالات مع المراعاة الكاملة للظروف الصحية، واضاف ان الاجتماع ناقش ايضا كل المذكرات التي تم تسليمها لمجلسي السيادة والوزراء ولقوي الحرية والتغيير والتي تتعلق بتحقيق كل المطالب المضمنة في هذه المذكرات.
إلى ذلك كشفت القيادية بالتحالف، مريم الصادق، عن تشكيل غرفة مشتركة لمتابعة مليونية 30 يونيو من جميع النواحي السياسية والاعلامية من كل شركاء الحكومة . وأضافت “تقرر أن يكون هنالك خطاب مهم من رئيس الوزراء بهذه المناسبة تخاطب القضايا التي رفعت عبر المذكرات المهمة التي تقدمت بها قطاعات لجان المقاومة واسر الشهداء وغيرهم من الثوار ” .