مخاوف بعد تهديدات الدعم السريع بتوسيع القتال والتقدم أواسط السودان

8 أكتوبر 2023

ينتاب القلق ملايين السودانيين الفارين من معارك العاصمة وإقليم دارفور وبعض المناطق الملتهبة الأخرى جراء اتساع رقعة القتال العسكرية لاسيما بعد المعارك التي امتدت لتشمل منطقة “ودعشانا” و”العيلفون” وتهديدات قوات الدعم السريع بالهجوم على مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة أواسط البلاد.

“ندى” شابة سودانية من بين آلاف النازحين الذين وصلوا  إلى مدينة ود مدني بعد اشتداد المعارك في العاصمة الخرطوم، تشعر بالخوف في أعقاب تهديدات قوات الدعم السريع التي وثقتها فيديوهات من بينها فيديو بثه السبت “أبو عاقلة كيكل” الذي يقود قوات درع السودان الموالية للدعم السريع من منطقة العيدج بمحلية ود راوة شرقي ولاية الجزيرة، وهدد فيه بالهجوم على ولاية الجزيرة التي نزح إليها أكثر من 3 ملايين مواطن منذ بدء المعارك العسكرية في 15 أبريل الماضي.

لكن تصريح مقتضب لمكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني اليوم الأحد، “طمأنت فيه القوات المسلحة بأن بلدة العيدج خالية من جيوب قوات الدعم السريع”.

وتشير “ندى” وهي إحدى المتطوعات بمراكز إيواء للنازحين في ولاية الجزيرة إلى أن الناس يتساءلون: إلى أين يذهبون حالة انتقلت الحرب إليهم، مع استمرار التوترات والمعارك العسكرية في معظم الولايات السودانية خاصة في ظل الأوضاع المعيشية القاسية التي تمر بهم.

ولفتت في مقابلة مع (عاين)، إلى أن النازحين من ولاية الخرطوم ومدينتي نيالا والجنينة بغرب السودان الذين فروا إلى خارج السودان وضعهم سيئ. لذا فإن الجميع بولاية الجزيرة يخشون من مواجهة المصير الصعب نفسه.

واعتبرت أن النازحين بولاية الأكثر خوفاً بسبب تجربة قسوة تجربة النزوح التي عاشوا ويلاتها، فضلاً عن أن وضعهم المالي هو الأكثر سوءا مقارنة بالآخرين.

والجمعة الماضية، استباحت قوات الدعم السريع ضاحية “العيلفون شرقي الخرطوم” وأجبرت آلاف المواطنين على الهجرة القسرية.

وتربط منطقة العيلفون التي ظلت آمنة منذ اندلاع المعارك العسكرية في العاصمة الخرطوم في الخامس عشر من أبريل الماضي، بين العاصمة السودانية الخرطوم وولاية الجزيرة.

وقال تجمع العاملين بقطاع النفط في السودان، اليوم الأحد، إن قوات الدعم السريع استولت على محطة نفطية بمنطقة العيلفون بالعاصمة السودانية الخرطوم.

عمليات نزوح بمنطقة العيلفون شرق الخرطوم- الصورة من موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك

بينما أطلقت لجان مقاومة العيلفون نداء استغاثة و مناشدة عاجلة لكل منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والهلال الأحمر وجميع دول العالم والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية للتدخل العاجل لضمان فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من المنطقة بجانب إطلاق سراح المعتقلين و ايصال المساعدات الإنسانية و الماء والطعام للمحتجزين بالقوة من قبل قوات الدعم السريع.

وشكت لجان المقاومة في بيان السبت، من انتهاكات واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع التي شملت القتل والتعذيب والترهيب والاستفزاز والإذلال.

وبينما يواجه المواطنون السودانيون أهوال الحرب والنزوح والوضع الاقتصادي المريع  والنقص الحاد في الغذاء والعلاج وانتشار الأمراض، فإنهم يواجهون الآن أيضاً مخاطر اتساع المعارك العسكرية في المناطق الآمنة بواسطة الدعم السريع.

والأحد الماضي شهدت منطقة “ودعشانا” شرق مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان غرب السودان، اشتباكات عنيفة بين أطراف الاقتتال السوداني، وقتل مدنيين وأصيب آخرين في الاشتباك الدامي الذي وقع هناك.

وتقع “ودعشانا” شرق مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان، على تخوم الحدود الغربية لولاية النيل الأبيض.

وبحسب مفوض العون الإنساني بحكومة ولاية النيل الأبيض فإن الولاية الواقعة جنوب العاصمة السودانية استقبلت أكثر من مليون نازح جراء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وولايات دارفور وكردفان.

وصباح اليوم الأحد، وقعت عن اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الأبيّض بولاية شمال كردفان في الأحياء الغربية للمدينة.

ووصلت عدة إصابات لمستشفى الأبيض التعليمي ومستشفى الضمان، وناشدت منظمات محلية المواطنين بالتبرع بالدم لحاجة المصابين الماسة لعملية نقل دم.

تهديدات

ويقول الخبير العسكري، عمر أرباب لـ(عاين): إن “التهديدات التي تطلقها قوات الدعم السريع والمليشيات الموالية لها يجب أن تؤخذ على محمل الجد”.

"فزع" أهلي مسلح لمواجهة هجمات الدعم السريع بشمال كردفان

وعلى الرغم أن الخبير العسكري يرى أن قوات الدعم السريع قادرة على توسيع الرقعة الجغرافية للحرب إلا أنه يعتقد أن التهديدات التي تطلقها مؤخراً تهدف لإرغام الجيش السوداني على التفاوض.

ويرى أرباب أن تهديدات الدعم السريع بتوسيع الرقعة الجغرافية للحرب بالهجوم إلى ولاية الجزيرة تعتبر تهديدات قابلة للتنفيذ، خاصة إذا لم تتعامل معها القوات المسلحة السودانية كما يجب، عن طريق اتخاذ إجراءات أمنية وعسكرية لمنع أي هجوم متوقع  أو عبر العمل على إيجاد حل سياسى للأزمة السودانية. مشيراً إلى أن تكلفة اتساع رقعة الحرب عالية حتى على الدعم السريع نفسه.