السودان: “خريف يُنذر بخطر”.. والسلطات تدعو للحذر
14 يوليو 2022
دعت الهيئة العامة للارصاد الجوية في السودان، إلى توخي الحيطة و الحذر لجهة الهطول الغزير المتوقع للامطار في عدد من ولايات البلاد وارتفاع مناسيب نهر النيل الازرق بسبب هطول أمطار غزيرة جدا في الهضبة الإثيوبية.
وقالت الهيئة العامة للارصاد الجوية في نشرة أحوال الطقس لـ 24 ساعة القادمة: من المتوقع هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة في أجزاء متفرقة من ولايات: كسلا والقضارف والخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق وكردفان الكبرى ودارفور الكبرى.
وفي نهاية مايو الفائت توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية زيادة في معدلات الأمطار للموسم من يونيو وحتى سبتمبر 2022 بصورة فوق الطبيعية.
وشهدت مناطق متفرقة من الخرطوم العاصمة والولايات هطول أمطار تترواح ما بين الخفيفة والمتوسطة، مع إستمرار التوقعات بزيادة هطول الأمطار في البلاد.
ولعقود ظلت الخرطوم العاصمة تعاني من التدهور نتيجة لعدم تأهيل البنية التحتية الأمر الذي قاد طوال سنوات إلى تجمع مياه الأمطار في الميادين والشوارع الرئيسية والجانبية دون تصريف طوال موسم الأمطار.
كما أن ضعف أداء محليات الولايات، خاصة في الشهور الأخيرة، أدى لعدم فتح قنوات التصريف، مما يفتح باب التوقعات بأن تؤدي الأمطار إلى نشوء برك آسنة، تؤدي للتلوث البيئي وإنتشار الكثير من الأمراض بما في ذلك الملاريا.
وإمتلأ شارع المطار وهو أحد أهم الشوارع الرئيسية في مدينة الخرطوم بالمياه المختلطة بالأوساخ، الأمر الذي أدى لتعطل جزئي لحركة سير المرور بشكل نسبي.
وقال أحمد سليمان، وهو سائق حافلة أثناء جولة لـ(عاين): من المؤسف أن تؤدي أمطار “قليلة” لإغلاق الطريق، مشيراً إلى أن فصل الخريف لا يزال في بدايته. وناشد سليمان السلطات بالاهتمام بالشوارع الرئيسية وفتح قنوات تصريف المياه لضمان إنسياب حركة المرور أمام المركبات.
وأدت الأمطار الكثيفة في مناطق عديدة بمدينة بحري إلى إنقطاع التيار الكهربائي لساعات خلال الأيام السابقة.
وقالت سوسن عبد الله، التي تقطن بمنطقة الخوجلاب ريفي بحري، لـ(عاين) أن الأمطار الشديدة المصحوبة بالرياح أدت لانقطاع التيار الكهربائي، وأشارت إلى إمتلاء الشوارع بمياه الأمطار نسبة لضعف التصريف وانسداد المجاري.
فيما شهدت مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض هطول أمطار غزيرة اليوميين الماضيين الأمر الذي أدى لنشوء برك من المياه المتراكمة في الشوارع الرئيسية والأحياء.
وقال ياسر أحمد وهو أحد مواطني مدينة كوستي، أن قنوات تصريف المياه لا تزال مغلقة، خاصة أن المحلية لم تقم بفتح المجاري، لافتاً إلى أن ذلك ينطبق على بقية محليات الولاية.
كما شهدت الأيام الماضية أمطار غزيرة بدرجات متفاوتة بشرق النيل، تحديداً في منطقتي العليفون وأم ضوبان.
وقال أحمد وهو مواطن يقطن بالعيلفون، في حديث لـ(عاين): “أن الأمطار خلفت مياه راكدة، بسبب إنسداد المجاري داخل الحي” لافتا إلى أن السلطات المحلية لم تقم بالاستعداد المبكر لخريف هذا العام رغم التحذيرات، ولفت إلى أن المواطنين يقومون بأنفسهم بتسوية الشوارع الرئيسية والجانبية عبر جمع المساهمات من سكان المنطقة للحد من تجمع المياه وتحولها لبرك من المياه الراكدة.
والعام السابق أثرت الأمطار الغزيرة والفيضانات على أكثر من 88 ألف شخص في 13 ولاية من أصل 18 ولاية سودانية.
وبحسب تقرير مفوضية العون الانساني فقد تتضرر أكثر من 1700 منزل في حين تدمر 4800.
وشهد خريف العام الماضي تسجيل هطول أمطار غزيرة وفيضانات في 13 ولاية بينها ولايات الجزيرة والنيل الأزرق والقضارف والخرطوم وشمال وجنوب وغرب كردفان والنيل الأبيض وغرب كل من دارفور وكردفان.
ونهاية الشهر الماضي دعا والي ولاية الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة منظمات العمل الطوعي إلى التواجد في ميدان الخريف مبكراً من أجل درء آثار وسلبيات الخريف الصحية والبيئية.
ونقلاً عن وكالة السودان للأنباء فإن الوالي المكلف وجه بتكوين غرف طوارئ الخريف بالمحليات والوزارات ذات الصلة بأعمال الخريف لتباشر أعمالها إعتباراً من الأول من يوليو وربطها بالغرفة المركزية بالولاية لتلقي البيانات والشكاوى لتفادي حدوث أضرار.