الشرطة تهاجم مصلين بمسجد في الخرطوم انتقد امامه قتل المتظاهرين

8 يوليو 2022
أطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع داخل فناء مسجد في منطقة “أم عشر” جنوبي العاصمة السودانية اليوم أثناء صلاة الجمعة وذلك بعد دقائق قليلة من خطبة تحدث فيها إمام المسجد محرما قتل المتظاهرين السلميين في الاحتجاجات ضد الحكم العسكري.
وذكر شهود عيان من منطقة “أم عشر” الواقعة جنوبي العاصمة السودانية في محلية جبل أولياء أن قوة من الشرطة وصلت المسجد وأطلقت الغاز المسيل للدموع ودخل بعض المصلين في حالة إغماء بسبب الغاز.
وقالت فاطمة التي تسكن في الحي لـ(عاين)، إن المنطقة قريبة من مركز شرطة الاحتياطي المركزي ووصلت القوة بالتزامن مع خطبة الجمعة وأثناء حديث إمام المسجد أطلقت الغاز المسيل للدموع.
واندلعت احتجاجات واسعة في 30 يونيو ضد الانقلاب العسكري وتحولت الى اعتصامات في مدن العاصمة للمطالبة برحيل العسكريين عن السلطة بعد ثمانية أشهر شهدت انتهاكات واسعة بمقتل 114 من المتظاهريين حسب لجنة الأطباء واصابة أكثر من 4 آلاف شخص.
وشاية
وأشارت إلى أن إمام المسجد حمل مسؤولية قتل المتظاهرين للمسؤولين في الدولة وقادة الأجهزة الأمنية ودعا إلى الكف عن قتل المتظاهرين بالرصاص الحي. وبحسب فاطمة فان امام المسجد قال إن “استباحة دماء المسلمين أمر محرم في الدين الإسلامي” .
وفور إطلاق الغاز المسيل للدموع غادر المصلون المسجد خاصة مع انتشار الدخان في المسجد ردد بعض المصلين هتافات مناهضة للحكم العسكري وطالبوا بإسقاط الانقلابيين تقول فاطمة.
وتعتقد فاطمة أن جهات وشت بإمام المسجد لدى السلطات الأمنية خاصة وأن المنطقة معروفة بانتشار المراكز الأمنية وعائلات ضباط الأمن وشرطة الاحتياطي المركزي جنوبي العاصمة السودانية.
إخفاء قسري
من جهتها أدانت هيئة محامي الطوارئ إطلاق الغاز المسيل للدموع في المسجد أثناء صلاة الجمعة وقالت إن “الانقلابيين يصرون على الحلول الأمنية”.
إلى ذلك أعلنت هيئة محامي الطوارئ أن السلطات أطلقت سراح جميع المتظاهرين على ذمة بلاغ قسم الرياض شرق العاصمة السودانية اليوم الجمعة بالضمانة العادية بعد معركة قانونية.
وعبر البيان عن قلق هيئة محاميي الطوارئ من استمرار اعتقال متظاهري مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة و تعرضهم للظلم الفادح و العنف والانتهاكات و الضمانات المالية التعجيزية لإذلالهم.
واتهم البيان السلطات بإخفاء عدد من المتظاهرين قسريا منذ “مليونية 30 يونيو” لأغرض إخفاء الجريمة وابعادهم عن الحراك السلمي و منذ أسبوع أطلقنا حملة لجمع بيانات المفقودين قسريا على حد قول البيان.
في الأثناء تستمر التجمعات الداعمة للديمقراطية والتي انتظمت في اعتصامات في مدن العاصمة الثلاث منذ 30 يونيو الماضي وزادت من وتيرتها مقتل تسعة متظاهرين برصاص قوات الأمن حسب لجنة الأطباء.

الشرطة تهاجم مصليين بمسجد في الخرطوم انتقد امامه قتل المتظاهرين

الاعتصامات والعيد
وأعلنت تنسيقات لجان مقاومة مدينة الخرطوم إنهاء “اعتصام الجودة” مساء اليوم الجمعة وقالت إنها قررت ذلك لتسهيل طقوس عيد الأضحى لسكان حي الديوم الشرقية وتسهيل العمل في مستشفى الجودة المعروف بتقديم الخدمات الصحية للمصابين في التظاهرات.
وذكرت تنسيقيات مدينة الخرطوم في بيان اطلعت عليه (عاين)، أنها قررت إنهاء “اعتصام الجودة” وهي أكثر ثقة بالعودة إلى سلاح الاعتصامات في أي وقت.
ويستمر اعتصام مدينة أم درمان في أجواء أعادت ذكريات إعتصام القيادة حيث ينوي المحتجون أداء صلاة العيد غدا السبت في ساحة الاعتصام وبدأوا منذ صباح اليوم في تجهيزات للساحة وطلاء الجدران المحيطة بالاعتصام.
وقال خالد عبود وهو متظاهر ومنظم للحراك في اعتصام ام درمان لـ(عاين)، سنصلي هنا صلاة العيد ونتذكر شهداء الانقلاب والقيادة العامة لن ننساهم سنعيد الذكرى مرة أخرى قائلا إن الاعتصام شهد نقاشات عن ميثاق سلطة الشعب مساء الخميس حتى تتمكن التنسيقيات من التوقيع النهائي بعد تجاوز بعض البنود الخلافية.
بينما في مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة السودانية بعد ليلة مع موسيقى الجاز التي أحييتها فرقة شبابية بدأ المتظاهرون السلميون يستعدون لتنظيم صلاة العيد في الساحة الرئيسية.

الشرطة تهاجم مصليين بمسجد في الخرطوم انتقد امامه قتل المتظاهرين
وشاركت الفرقة الشبابية في اعتصام المؤسسة بالخرطوم بحري مساء أدت بعض الأعمال الخاصة والعامة وتصعد هذه الفرق بقوة على السطح في السودان بعد ثلاثين عاما من سيطرة الإسلاميين على المجتمعات والتضييق على المغنين.
ولم تعلن لجان بحري عن توقيت انتهاء “اعتصام المؤسسة” خاصة وأن هناك تقييما تجريها اللجان لتحديد الخيارات القادمة حول الاعتصام وفق ما نقل مصدر لـ(عاين).
والسبت الماضي أصدر قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بيانا ذكر فيه أن الجيش سيغادر العملية السياسية على أن يتوافق المدنيون لتشكيل حكومة دون تقديم تفاصيل حول هذه العملية.
وقال قادة من إئتلاف الحرية والتغيير المناهض للانقلاب العسكري ان الجيش يريد السيطرة على العلاقات الخارجية والبنك المركزي والقطاع الأمني والعسكري ولم يترك شيئا للمدنين.