كيف أشعلت “قدرة” فول شرارة الانتفاضة في عطبرة
تقرير عاين :2فبراير 2019
مثلت انتفاضة جماهير عطبرة الشرارة الأكبر في مسيرة الانتفاضة السودانية الراهنة التي عمت معظم مدن بل وقري السودان بعد أن التقطت شعلة المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية من مواطني مدينة الدمازين. وتحت شعار تسقط بس التي دشنت مرحلة جديدة في تاريخ السودان منذ قدوم حكومة الإنقاذ للسلطة في 1989. شبكة عاين، كانت في شوارع وحواري عطبرة وجلست إلى العديد من الثوار والمصابين والأسر، وتابعت قصة الثورة التي انطلقت حينما ركل أحد تلاميذ المدارس “قدرة” الفول عندما لم يجد هو وزملائه طريقا لتناول وجبة الإفطار بسبب انعدام الرغيف وتضاعف أسعار الساندوتشات. انضم آلاف المسحوقين في المدينة بعدها لمسيرة التلميذ الثائر وعانق ذلك الفعل الغاضب مظالم الملايين من السودانيين الذين ما زالوا يخرجون إلى الشوارع منذ أكثر من ستة أسابيع مطالبين بسقوط النظام.
تلاميذ المدرسة الصناعية
في الباحة الخارجية لمدرسة الصناعية عطبرة، التقى الطالب “اسامة عبد القيوم” عدد من اصدقائه الطلاب الذين اعتادوا الإفطار معا في كافتيريا المدرسة، لكن صاحبها أوصد أبوابها أمام الطلاب وأبلغهم يومها في 18- ديسمبر من العام 2018 انه لا يوجد لديه خبز وعليهم بالتوجه الى السوق عسى ان يجدوا الخبز متوفرا لتناول إفطارهم.
توجه أسامة مع اصدقائه الى مطعم قريب في السوق، وكان المبلغ المتوفر لديهم وكما اعتادوا أن يتناول كل واحدا منهم “ساندويتش” من الفول بمبلغ 7 جنيهات، لكنهم تفاجأوا وهم جمع كبير من الطلاب أن سعر الساندويتش بلغ 15 جنيها، وأيقنوا هنا أن لا طريق لهم اليوم لتناول وجبة الإفطار.
حالة الغضب التي تملكت “اسامة” كانت كبيرة وترجمها على الفور بركله وبكل ما أوتي من قوة لـ”قدرة” الفول الضخمة في المطعم والتي اندلقت على الأرض ما أحدث حالة من الفوضى سرعان ما قادها اسامة بنفسه لتتحول إلى حركة احتجاجية بعد ترديده هتاف “جوعت الناس يا رقاص” وغيرها من الهتافات التي رددها معه زملائه الطلاب الذين كانوا متواجدين معه لتناول وجبة إفطارهم.
الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المدينة وحتى اللحظة، ساعدت اسامة وزملائه لقيادة مظاهرة من المدرسة الصناعية مرورا بالمدرسة الجديدة والمدارس الثانوية الاخرى القريبة من المنطقة واتجهوا في موكب واحد الى قلب السوق الكبير في وسط المدينة.
على طول الطريق، أخذ أعداد المشاركون في التظاهرة يزداد شيئا فشيئا كما بدأـ في تنظيم صفوفهم بعد أن انضم إليهم الآلاف من المواطنين في شارع رئيس يشق سوق المدينة شرقا وغربا. قبل ان يتجه موكب المحتجين إلى الشوارع المؤدية الى كبري الحرية وفي مكان قريب من هناك يقبع مقر كلية الهندسة عطبرة التي انضم طلابها الي الموكب، لتأخذ المسيرة منحي أوسع.
كان لانضمام كليتي الهندسة والتربية في جامعة وادي النيل الى الموكب الطلابي، دوره في ترتيب المسارات والإجماع على سلمية المظاهرات بحيث رددت هتافات “سلمية.. سلمية.. ضد الحرامية” وغيرها من الهتافات المناوئة للحكومة والتي تندد ايضا بحالة الغلاء التي ضربت الولاية في مقابل تدهور اقتصادي شامل عم ساكني المدينة وبات ضنك العيش السمة الملازمة لحياتهم.
الحركة الاحتجاجية التي حافظت على سلميتها طوال النهار ودون تدخل للاجهزة الامنية التي اكتفت بالمتابعة، الأمر الذي شجع المتظاهرين لأخذ مواعيد اخرى للتظاهر في اليوم التالي بعد مخاطبات قادها نشطاء وطلاب ولاقت تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين.
19 ديسمبر.. عطبرة والمواعيد الكبيرة
في صباح 19 ديسمبر جاء أسامة ورفاقه الطلاب الى مدرستهم الصناعية والمعروف عنها انها من المدارس الكبيرة وبها سكن داخلي للطلاب. بموجب الرسوم التي يدفعها هؤلاء الطلاب سنويا فالمدرسة مسؤولة عن توفير وجباتهم، وهذا ما دفع مدير المدرسة لإخلاء مسئوليته بعد أن جمع إليه الطلاب في وقت مبكر من الصباح وأبلغهم بفشل مفاوضات قادها مع وزارة التربية والتعليم وغيرها من الجهات الحكومة بما فيها جهاز الأمن والمخابرات في الولاية الذي أصبح مسؤولا بشكل مفاجئ عن توزيع حصص الدقيق الشحيح في الولاية للافران وتخزينها في مخازن تتبع اليه.
ابلغ مدير المدرسة الطلاب بأنه فشل في توفير اي كوتة من الدقيق للمدرسة وعليه اخلاء مسؤوليته امامهم وانه لم يعد مسؤولا من أي تصرفات تنتج عن طلاب جوعى هتف الطلاب داخل اسوار المدرسة وبادروا ايضا بالخروج للشارع المعبأ وقتها نظير الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها المدينة اليوم السابق.
طلاب الثانويات الذين انضمت لهم جماهير غفيرة صباح يوم 19 ديسمبر كان مقصدهم مبنى محلية عطبرة الواقع في الناحية الشرقية للمدينة، وطوال الطريق الى مقر المحلية أخذ عدد المتظاهرين في تزايد كبير وبدأ مختلفا هذه المرة عن اليوم الفائت بعد أن أغلقت جميع المحلات التجارية أبوابها ونزل معظم أصحابها للمشاركة في التظاهرات.
“احمد السعيد” أحد المشاركين في المظاهرات وصاحب محل تجاري في سوق المدينة يقول لـ(عاين)، ” سكان مدينة عطبرة ولوقت طويل ظلوا يعيشون أوضاعا حياتية قاسية.. مضيفا “شاركت في المظاهرة بيقين أن هذه الحكومة لم يعد لديها ما تقدمه لمواطنيها.. لا يعقل ان نشترى قطعة الخبز بخمسة الى ثلاثة جنيهات”.. ويتساءل السعيد، “ماذا قدموا لنا من اضافات في مرتبات الموظفين وتسهيل حركة البيع والشراء بالنسبة لنا نحن أصحاب الأعمال التجارية الحرة.. بالعكس الحكومة تفرض رسوم وجبايات وتنهب يوميا المليارات دون مردود لهذه الجبايات على حياتنا جميعا في المدينة او بقية مدن الولاية المختلفة”.
المشهد في مبنى المحلية
تناقلت احاديث المدينة وعلى الفور ان مظاهرات ضخمة تجوب الآن شوارع السوق الكبير، على إثر ذلك تزايد التنادي للمشاركة بين شباب الأحياء ونسائها الذين سارعوا الى السوق والالتحام مع المواطنين وفق ما يروى شهود عيان لـ(عاين).
الالتحام الأضخم كان أمام مقر المحلية، وعند لحظة غليان الشارع صعدت شابة على أكتاف رفاقها المتظاهرين الذين تمكن بعضهم الدخول الى مقر المحلية وخطبت في الحاضرين مؤكدة على سلمية التظاهرة وتشديدها على.. “سنجوب اليوم شوارع عطبرة التي جابها من قبل آبائنا منتفضين ضد حكم العسكر وجبروت السلطان في مرات سابقة.. سنطوف هذه الشوراع لنشعل جذوة انتفاضة شاملة تعم ارجاء السودان” انهت الشابة التي لم يتعرف عليها الكثيرون من الذين نقلوا لـ(عاين) خطبتها العصماء التي ألهبت حماس المتظاهرين الذين قابلوها بتصفيق وهتاف داوي، منطلقين من مقر المحلية التي لم يكن مسؤوليها يتواجدون بداخلها وقتها، الى سوح عديدة في المدينة، وهنا وبحسب شهود، ومع تقدم النهار انتظمت واتسعت التظاهرات والمواكب في أحياء المدينة والقرى المجاورة وسط مشاركة كبيرة ومتزايدة.
مولوتوف:
لم يحتاج الشبان الذين صعدوا الى مبنى مكون من ثلاثة طوابق وقريب من دار حزب المؤتمر الوطني الفخيم شرقي مدينة عطبرة جهدا في إعداد زجاجات المولوتوف الحارقة لإلقائها على الدار من الناحية الخلفية. ورغم شح البنزين في المدينة والذي يتطلب قضاء ليلة كاملة لصاحب الركشة في الظلمة حتى يحصل على حصته والتي في الغالب ما يفرقها في عبوات بلاستيكية ويلقى بها على ظهر العربة الصغيرة، لم يكن يدري الكثيرون من سائقى الركشات ان زادهم من البنزين سيتحول الى سلاحا يوجهونه الى رمزية الفساد التي أجبرتهم على التوقف ليلة كاملة أمام محطات الوقود ومن ثم المخابز وغيرها من صفوف الازمات التي تحاصر المدينة فكان تبرعا سخيا من البنزين لإعداد زجاج المولوتوف.
هذا المشهد كان من الناحية الخلفية لدار حزب المؤتمر الوطني وفي الامام كانت الجموع تقف في مواجهة البمبان الذي تطلقه قوة من الشرطة حاولت حماية المبنى لكنها فشلت بعد أن وقفت الرياح ضدها أيضا وجلبت لها دخان القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها قبل أن ينفد مخزونها وتغادر المنطقة تماما، ووقتها كانت السنة اللهب بدأت في الصعود من داخل المبنى أثر العمل الذي قام به شاب من اعلى مبنى خلفى يجاور دار الوطنى الذى تحول الى رماد في غضون ساعات بعد أن منعت الجماهير سيارات الإطفاء من الاقتراب.
خدعة انحياز الجيش
واصل الآلاف في المدينة ولليوم الثالث، احتجاجاتهم السلمية والتي امتدت الى مدن بربر والدامر وشندي والعبيدية والباوقة وغيرها من قرى ولاية نهر النيل، لكن أحياء مدينة عطبرة الكبرى كانت الاكثر حشدا بعد أن انضمت اليها قرى كنور و خليوه الذين عبروا كيلومترات عدة راجلين في الصباح الباكر الى قلب المدينة.
حتى انتصاف نهار اليوم الثالث لانتفاضة مدينة عطبرة وبحسب ما روى شهود العيان لـ(عاين)، كانت القوات الامنية في المنطقة تقف مكتوفة الايدي امام المد الجماهيري المتدفق في شوارع المدينة. صادف يوم 20 ديسمبر الفائت يوم جمعة، وبعد انتهاء الصلاة في المساجد وانطلاق الدعوات منها ، خرج آلاف المواطنين يرددون هتافات الحرية ويجوبون الشوارع مع قيادات ميدانية للتظاهرات تمنع اي عمليات لجوء للتخريب بقصد أو دونه.
المشاهد التي نقلها حسين بدرالدين لـ(عاين)، وهو يراقب سير التظاهرات، انه وفي اكثر من موكب التحم الجيش بالمواطنين، ويروي بدرالدين ان قوات الجيش اكتفت بالهتافات والتلويح بعلامات النصر فقط ومن بعدها قامت بالانتشار في منطقة استراتيجية في المدينة واكتفت بحراستها فقط دون التدخل في فض التظاهرات.
بدر الدين ومعه التاج عثمان، كانا شهودا على توقف قائد المدفعية بمدينة عطبرة ونزوله مع طاقم حراسته في حوالي الرابعة والنصف عصرا ومخاطبته الجموع الكبيرة المحتشدة في موكب انطلق في اتجاه سوق المدينة من تقاطع احياء الحصايا والشرقي. ويقول التاج وبدرالدين لـ(عاين) ” توقف قائد المدفعية عطبرة وهو برتبة لواء في المنطقة وخطب في المتظاهرين بأن القوات المسلحة لن تسمح بتعرض المتظاهرين السلميين لأي عنف من قبل اي جهة وان عليهم فقط الالتزام بسلمية احتجاجاتهم وأن رسالتهم قد وصلت تماما”.
بعد مضى عشر دقائق على حديث قائد المدفعية للمتظاهرين ومغادرته المكان، قطعت الموكب أكثر من 12 “تاتشر” عليها جنود مسلحين بزي اقرب للبس القوات الامنية، واخذوا في إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، وفق ما نقل بدرالدين وعثمان. ويقول الاخير في أسى “شاهدت بعيني رجل من هذه القوات التي قسمت الموكب يأخذ وضع الارتكاز وكأنه في ارض معركة ويطلق الرصاص بمستوى منخفض جدا”. ويزيد ” انتهت هذه النيران لسقوط أول الشهداء وهو الطالب بكلية الهندسة طارق احمد علي عبد الجليل بعد أن أصيب في طلق ناري في الرأس.هذه القوات بحسب شهادة شهود العيان، تحركت في جميع احياء عطبرة واخذت في اطلاق النار عشوائيا على كل تجمعات المواطنين ليسقط مجددا الشهيد عصام علي حسين في حي الشعبية شرقي المدينة.
وفي المساء اطلقت هذه القوات وابلا من الرصاص تجاه متظاهرين في سوق الشرقي أسفر عن اصابة مريم محمد عبدالله بطلق ناري امام منزلها في كتفها ادى الى اختراق احدى رئتيها ونقلت الى المستشفى التي فارقت فيه الحياة بعد يوم من وصولها.ونقل مصدر طبي في مستشفى عطبرة، لـ(عاين)، ان هناك عدد كبير من الاصابات البالغة والخفيفه وصلت الى حوادث المستشفى في اليوم الثالث من الاحتجاجات وكان مجملها إصابات بطلق ناري.
ذاكرة عطبرة مع الاحتجاجات
ما حدث في الهبة الشعبية بمدينة عطبرة في يوم 19 ديسمبر ، يعده النقابي والقيادي الشيوعي عبدالله القطي، بمثابة احتفال مدينة عطبرة احتفالا حقيقيا باعلان الاستقلال من دخل البرلمان، ويقول لـ(عاين)، “هذه الهبة الشعبية غير المشهودة هي نتاج استخفاف السلطة بالمواطنين، فلا يعقل بعد أن رضى المواطنون شراء قطعة الخبز الواحدة بجنيه ان ترفع سعرها الى ثلاثة جنيها، فاهل عطبرة اعتبروا الأمر بمثابة (حقارة)” علي حد تعبيره.
“كنت في سوق المدينة وقتها في شارع يعبر السوق من شرقه الى غربه، فجأة وجدت مظاهرة في الاتجاه الشرقي وتتجه الى الغرب، وما لاحظته في هذه المظاهرة يختلف عن كل الاحتجاجات التي شهدتها المدينة في عهد الإنقاذ، ففي السابق تكون المظاهرات تجوب الشوارع وينقسم الناس الى قسمين ، لمعجبين بالمتظاهرين يقابلونهم بالتصفيق وآخرون يلعبون دور المتفرج، لكن المظاهرات التي كنت شاهدا عليها في سوق المدينة شاهدت ان اي شخص مرت من أمامه انخرط فيها بالهتاف وشارك فيها بقوة ورددوا هتافات من اول لحظة بأن الشعب يريد اسقاط النظام”.
غبن 29 عاما يتفجر
ويشير القطي، الى ان هناك امور كثيرة اختلفت بمدينة عطبرة، في الماضي كان من السهل تنظيم مظاهرة لجهة ان نقابة عمال السكة حديد كانت صاحبة الكلمة الاعلى لطبيعة المدينة العمالية، وكان العمال يدركون جيدا ماذا يعملون، فكان خط سيرهم مظاهراتهم واضحا وهو الخروج من ورش السكة حديد الى دار النقابة، وفي طريقهم يشارك معهم المواطنون، وهناك يلتفون حول النقابة وبالداخل يكون هناك اجتماع اللجنة المركزية للنقابة، فكل الهتافات التي تردد خارج مقر النقابة هي بالضبط تكون فيما بعد قرارات اجتماع اللجنة المركزية وواجبة النفاذ.يعزي القيادي النقابي، المواكب التي شهدتها مدينة عطبرة إلى الظلم الذي لحق بالمدينة من نظام الرئيس البشير، واعتقد البعض ان عطبرة بثوارها انتهت الى غير رجعة، مضيفا “لكن الذي شاهدته خلال مظاهرات 19 ديسمبر وما سبقها وما تلاها اكد لي بان عطبرة خلصت حقها من هذه الطغمة الحاكمة بأثر رجعي في أعقاب مجازر الفصل الي الصالح العام التي نفذت في العام 1990 وفي قرارات مثلت حكم الطاغية كما يجب،اذ قام الحاكم محمد الحسن الأمين بمخاطبة العاملين بالسكة حديد وقرر فصل آلاف العاملين وهذا القرار غريب من نوعه على مر تاريخ السكة حديد والتي كان القرار الأول والأخير فيها لمديرها”.
ويشبه القيادي النقابي عبدالله القطي الحراك الأخير بالمدنية بحراك مماثل في العام 1947 الذي تزامن مع حدث تاريخي وهو تأسيس هيئة شئون العمال بالسكة حديد والتي اعقبت إضراب استمر لمدة 33 يوما لم تدو الصافرة العمالية الشهيرة في المدينة ولم يتحرك قطارا واحدا الى اي مدينة سودانية أخرى، وما جرى وقتها هو إضراب عمالي لكن كل سكان مدينة عطبرة وقفوا الى صفهم و ساندهم الشعب السوداني.
احوال الناس:
يقول متحدثوا (عاين) أن الأسباب التي دفعت آلاف المواطنين للاحتجاج ما زالت مستمرة، ضمنها غلاء المعيشة وحالة الضنك التي تعيشها المدينة. ورصدت (عاين) عبر مراسلها في المدينة طوابير الخبز والوقود تتمدد. ويقول أشرف عثمان الذي يقطن حي المطار في المدينة، اذهب يوميا الى شراء الخبز عند الرابعة صباحا. و المخابز في المدينة تشتغل على فترتين فقط فترة صباحية ومسائية وكل فترة عمل مدتها ساعة ونصف لتعاود إغلاق أبوابها أمام طالبي الخبز بسبب نفاد حصتها من الدقيق الذي يشرف على توزيعه جهاز الأمن والمخابرات. ذلك فيما تتواصل معاناة أصحاب المركبات العامة والتجارية ومنقبي الذهب المنتشرين في الولاية بسبب شح الوقود وصعوبة توفير حصص الوقود المطلوبة.