كيف تنظر قوى الثورة السودانية لدعوة الانتخابات المبكرة؟
8 فبراير 2021
انتقدت قوى سياسية في السودان، الدعوات الواسعة لقيام انتخابات مبكرة في البلاد قبل انقضاء أجل حكومة الفترة الانتقالية المحدد بأربع سنوات في الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية.
ومع اشتداد الأزمات السياسية والاقتصادية في البلاد، دعت مجموعات سياسية محسوبة على الثورة بضرورة التعجيل بقيام انتخابات مبكرة تحسم المشاكسات بين قوى الثورة. لكن قوى سياسية خارج التحالف الحاكم ترى ان الدعوة لقيام انتخابات مبكرة بمثابة ايقاف للتطور السلمي للثورة السودانية.
واعتبر المتحدث الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني، فتحي الفضل، الحديث عن انتخابات مبكرة انقلاب على الثورة، واحتمال قيامها ضعيف. يقول الفضل لـ(عاين)، “من الشروط المطلوبة هو الاتفاق على مسألة الدستور، وكيف يحكم السودان، وقضية التوزيع العادل للسلطة والثروة، بدونها يستحيل الحديث عن الانتخابات، وأن الدستور يضع الإطار العام لكيفية إدارة الدولة”.
بينما يرى القيادي في قوى الحرية والتغيير خالد بحر، أن الدعوة للإنتخابات المبكرة تعني وأد تجربة الانتقال الديمقراطي في السودان وافساح المجال لإحياء تيار الإسلامي السياسي، وهي مدفوعة بُحسن لدى الأحزاب التقليدية التي تُراهن على ذاكرتها الإنتخابية .
عودة الاسلاميين
ويقول خالد لـ(عاين) ان رهان الاحزاب التقليدية- حزب الأمة والاتحادي- مجاني يغالط التحولات التي حدثت في المسار السياسي والإجتماعي في السودان، والمياه الكثيفة التي جرت تحت جسر الواقع السياسي في السودان، ومن جانب آخر مدفوعة بخبث وإدعاء الدهاء السياسي من جانب الحركة الإسلامية، التي رغم سقوطها أمام الثورة إلا إنها تمتلك إلى الأن جهاز الدولة والموارد الاقتصادية الكافية للنهوض من جديد.
ويضيف بحر، إذا ما تم تنظيم إنتخابات مُبكرة، فأن التأريخ السياسي في السودان أثبت في مرات عديدة أن الإسلاميين لديهم خبرة واسعة للدخول إلى الحكم من بوابة المعارضة، هناك طرف آخر مدفوع باليأس وقلة النضج السياسي والوعي الكافي بفترات الإنتقال السياسي يرى في الإنتخابات المبكرة كحل سحري لتجاوز حالة إنسداد الأفق السياسي والإقتصادي.
ويتابع، “الدعوة للإنتخابات المبكرة تصدر من جهات عديدة ولو قُدر لها أن تنجح في ذلك فسوف ينعكس هذا الأمر على مجمل تجربة الإنتقال الواعدة”. من جهته، يشير المحلل السياسي، فتحي حسن عثمان، إلى ضرورة توافر الروط المناسبة لقيام انتخابات من النواحي الفنية وان يكون هناك دستور وقانون ينال رضا المتنافسين السياسيين في العملية السياسية، وهذا لن يتأتى إلا بتكوين مجلس تشريعي قومي، وكذلك مفوضية انتخابات قومية تستمع إلى رؤى المتنافسين السياسيين.
ويقول فتحي لـ(عاين) في ذات الوقت يكون السودان قادر على مخاطبة كل الأزمات البنيوية التي تعاني منها الدولة السودانية، وكافة أشكال الاختلالات، ومن ثم الاتفاق على حلها وفق برامج معروفة ومعلومة، عند اطمئنان الجميع للحاضر ومخاطبة المستقبل وقتها قد تكون البلاد جاهزة لإقامة انتخابات.
يقول القيادي في الحركة الشعبية شمال قيادة مالك عقار، يشير سعد محمد عبدالله، أن البلاد بعد الثورة تمر بازمة اقتصادية وسياسية وامنية، يجب اعطاء اولوية لبرنامج الثورة وقضايا الانتقال الديمقراطي، وكذلك مخاطبة قضايا مجتمعات الهامش في العقود الثلاثة الماضية. ويضيف سعد لـ(عاين)، كل هذه القضايا تحتاج إلى حلول موضوعية، بعدها يمكنك الذهاب الى الانتخابات في الوقت المناسب.
ويصف القيادي بالحركة الشعبية، الاصوات التي تطالب بإجراء انتخابات مبكرة بـ”الظواهر الصوتية”، يقول انها غير مؤثرة لكنها بدأت في التمدد، ويؤكد ” ندعم قيام الانتخابات بشروط تتوفر فيها آليات نزيهة، تضمن للسودانيين ممارسة ديمقراطية تقود إلى التداول السلمي للسلطة، وهذه الاليات لم تتشكل بعد فضلا عن غياب التمويل والتحديات الاقتصادية، وعملية الثورة لم تكتمل بعد”.