الجيش السوداني يكثف غاراته الجوية.. (57) مدنياً قتلوا خلال أسبوع
عاين- 14 مايو 2024
عاود الجيش السوداني مؤخرا، استخدام الطيران الحربي في المناطق المأهولة بالسكان، بوتيرة مشابهة لما كان يقوم به في الأيام الأولى لحربه مع قوات الدعم السريع، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة وسط المدنيين من قتلى وجرحى.
قُتل 57 شخصاً مدنياً وأصيب نحو 200 آخرين في غارات لطيران الجيش على عدة مناطق خلال الاسبوع الماضي-بحسب حصر اجرته (عاين).
وبحسب حصر أجرته (عاين) فإن 57 شخصاً على الأقل من المواطنين قتلوا خلال أسبوع مضى نتيجة غارات جوية نفذها طيران الجيش على مناطق متفرقة في البلاد، وإصابة أكثر من 200 آخرين، إلى جانب تدمير للمنازل ونفوق عدد من الماشية.
وكثف الجيش من غاراته الجوية بالتزامن مع معارك قادها على عدة جبهات مع قوات الدعم السريع في كردفان ومدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، وفي محاور بولاية الجزيرة التي يسعى لاستعادتها من سيطرة قوات الدعم السريع.
إحدى الغارات الجوية لطيران الجيش استهدفت بلدة مريكب الواقعة غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، وأحدثت فيها ما جرى وصفه بـ”المجزرة” إذ سقط 27 شخصاً من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وأصيب 40 آخرين على الأقل، ونفوق عدد كبير من الأغنام والماشية، وفق ما نقلته مصادر متطابقة لـ(عاين).
قصف عشوائي
وجاء قصف منطقة مريكب الواقعة على طريق الأبيض – الخوي، بعد يوم من هجمات شنها الجيش على قوات الدعم السريع بالتزامن من محورين، في جبل كردفان شرقي الأبيض، والآخر في مدينة أم روابة عبر متحرك قادم من ولاية النيل الأبيض ضمن محاولة من الجيش لفك الحصار عن الأبيض وفتح الطريق القومي.
وفي نفس يوم السبت، نفذ طيران الجيش غارات جوية أكثر بشاعة على مناطق مأهولة بالمدنيين وسط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أدى إلى مقتل 30 من المواطنين وإصابة 160 آخرين.
وأتى القصف الجوي على الفاشر صبيحة اشتباكات دامية بين الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه، مع قوات الدعم السريع التي تفرض حصاراً على المدينة في محاولة للسيطرة عليها وهي آخر معاقل القوات المسلحة في إقليم دارفور، وأدت المواجهات إلى سقوط 44 مدنيا بما فيهم الذين توفوا نتيجة الغارة الجوية.
وقاد القصف الجوي إلى خروج مستشفى بابكر نهار للأطفال في مدينة الفاشر، بعد أن تسبب في مقتل طفلين كانا يتلقيان العلاج في وحدة العناية المركزية، بجانب أحد مقدمي الرعاية، وفق بيان صادر عن منظمة أطباء بلا حدود.
وبحسب أطباء بلا حدود، فإن الغارة الجوية التي كانت يوم السبت الماضي، سقطت على بعد 50 متراً من مستشفى الأطفال، مما أدى إلى مقتل الطفلين ومقدم الرعاية وخروج المستشفى عن الخدمة، كما سقط على إثرها 27 مدنياً وإصابة 160 آخرين.
وأبدت منظمة أطباء بلا حدود أسفها على إغلاق مستشفى الأطفال في مدينة الفاشر الذي يعد واحداً من المستشفيات القليلة المتخصصة في علاج الأطفال، كما يتلقى إحالات من جميع أنحاء الإقليم.
ضعف المشاة
ونفذ الطيران الحربي خلال الأسبوع المنصرم غارات جوية على بلدة كبكابية ومدينة ود مدني وعدد من القرى في ولاية الجزيرة التي يسعى الجيش إلى إعادة السيطرة عليها، ولم يتسن لـ(عاين) التحقق من العدد الفعلي للضحايا هذه الغارات من المدنيين.
ويقول الخبير العسكري، عمر أرباب في مقابلة مع (عاين): إن “القصف الجوي والمدفعي هي عمليات تجريبية تسبق دوماً مرحلة الاجتياح البري، سواء بالآليات أو الجنود المشاة، وأن ضعف قوات المشاة في الجيش زاد الاعتماد على الطيران والمدفعية والمسيرات كعنصر حاسم في المعركة مع قوات الدعم السريع”.
خبير عسكري: الطيران الذي يستخدمه الجيش حالياً غير متطور، ولا يملك الدقة الكافية لإصابة أهدافه دون آثار وخسائر جانبية وهناك أخطاء في رفع الإحداثيات من الأرض.
ويضيف: “الطيران الذي يستخدمه الجيش حالياً غير متطور، ولا يملك الدقة الكافية لإصابة أهدافه دون آثار وخسائر جانبية، أيضاً هناك أخطاء في رفع الإحداثيات من الأرض، وإلى جانب ذلك يوجد اختلاف بين نظام الملاحة الأرضي والجوي، فجميع هذه الأسباب تؤثر في عدم إصابة الأهداف العسكرية بدقة”.
ويشير إلى أن وضع القصف الجوي معقد، ويصعب تحديد المسؤوليات أو وضع آلية للمراقبة، فقوات الدعم السريع متحركة، وفي بعض الأحيان تكون في أعيان مدينة؛ مما يعطي ذريعة للاستهداف بالغارات الجوية.
وعلى الدوام يطلق حقوقيون نداءات لطرفي النزاع في السودان بالتوقف عن استهداف المناطق المدنية المأهولة بالسكان، لكونه يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع، لكن ما تزال عمليات القصف العشوائي بما فيها الغارات الجوية تواصل حصد المواطنين في مختلف أنحاء البلاد.