خبير في الجماعات الاسلامية لـ(عاين): أوضاع السودان محفزة لنمو الارهاب

خبير في الجماعات الاسلامية لـ(عاين): أوضاع السودان محفزة لنمو الارهاب

الخرطوم: عاين

خلال منتصف فبراير الجاري، أعلنت وزارة الداخلية السودانية ضبط خلية ارهابية في ضاحية الحاج يوسف تتبع لجماعة الإخوان المسلمين المصرية بحوزتها عبوات وأحزمة ناسفة ومواد كيمائية وأجهزة إلكترونية، وخرائط لبعض المدن السودانية، واوقفت السلطات متهماً مصري الجنسية قبل ان يعلن نهاية الأسبوع الماضي ضبط 7 آخرين.

وهذه المرة ليست الاولى التي يتم فيها ضبط اسلحة تتبع لمجموعات ارهابية في العاصمة السودانية بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وقالت قوات الدعم السريع في السادس من مايو الماضي، انها اوقفت داهمت منزلا في حي الطائف بالخرطوم وأوقفت متهمين بحوزتهم اسلحة ومتفجرات.  

ويثير نشاط هذه المجموعات قلقاً في الساحة السياسية السودانية، سيما وان التحالف الحاكم- اعلان الحرية والتغيير- قال في اعقاب ضبط الخلية الارهابية، ان الارهابيين كانوا يستهدفون قيادات في الحكومة والتحالف الحرية والتغيير. (عاين) طرحت العديد من الاسئلة على الخبير في الجماعات الاسلامية بالسودان، الهادي محمد الأمين، حول طبيعة هذه المجموعات وتاريخ تواجدها في السودان وتكثيف نشاطها بعد نجاح الثورة السودانية باقتلاع النظام السابق.   

  •   بماذا تفسر نشاط هذه المجموعات فى هذا التوقيت؟

مؤكد، ظروف السودان مواتية لزيادة هذه المجموعات الارهابية وتيرة نشاطها وتوسيع دائرة أعمالها لأن المنظمات الارهابية تعمل في المناخات الملغومة والبيئات المتأزمة مثل ما يجري في عدد من البلدان لأن الاستقرار السياسي واستتباب الأمن وهدوء الأحوال يصعب معه نشاط اي اعمال معادية او نشاط تخريبي أو افعال تهدد الأمن القومي فاجواء الحريات تفضح وتعري المخربين والمتطرفين والإرهابيين والعكس صحيح الحكم الشمولي والسلطة الدكتاتورية والكبت والقمع والتضييق يشكل ارضية خصبة ومناخ مواتي لنمو وصعود التطرف الديني والإرهاب والانشطة التخريبية والهدامة.

  •   السودان يشهد تحولاً سياسياً ما بعد ثورة 19 ديسمبر وفي مرحلة انتقال، هل ترى ان المشهد العام في البلاد خصباً لنشاط هذه المجموعات؟

الاوضاع الراهنة تفح شهية المتطرفين لفرض وجودهم وحضورهم في المشهد العام، لجهة ان البلاد تمر بظروف انتقالية علاوة على هشاشة الاوضاع وسيولتها وعدم صلابتها بجانب عدم وجود استقرار سياسي وازدياد حالة التجاذب والاستقطاب وضعف مؤسسات الحكم بالاضافة الى الحروب التي دارت في البلاد وما خلفته من آثار بجانب الحمولة او التركة الثقيلة التي خلّفها النظام البائد ونشاط عناصره حتى الآن في الساحة السياسية، كل هذه الظروف – غير الطبيعية – تفتح الباب واسعاً لحضور مشروع الارهابيين، ووجود مثل هذه المناشط الهدامة ووارد جداً وجود خلايا نائمة عديدة تنتظر ساعة الصفر والزمن المناسب وجاهزة ربما للانقضاض، فمثل هذه التحولات التي يمر بها السودان ستفرز العديد من التداعيات التي ستلقى بذيولها على جملة الأوضاع بالبلاد.

خبير في الجماعات الاسلامية لـ(عاين): أوضاع السودان محفزة لنمو الارهاب

  •   هل من الممكن الوقوف على طبيعة هذه المجموعات..ولأي المجموعات الدينية المتطرفة يمكن انتمائها وماهو تاريخها في السودان وعلاقتها بالمشروع الإسلامي بالبلاد؟

من الصعب تحديد هوية هذه المجموعات لانها تعمل في جزر معزولة، ولا يوجد بينها تنسيق رغم ان ظروف ظهور وبروزها على السطح عطفاً على نموها وتطورها اسبابه واحدة، لكن اجندتها وجدول اعمالها مختلف. فهناك مجموعات مرتبطة بالقاعدة واذرعها ومجموعات متصلة بداعش واخرى ذات صلة بالمجموعات الاخوانية المتفلتة وقد يضاف اليها الكوادر الشبابية الحركية ذات الولاء السابق للحركة الاسلامية السودانية وكوادر تنتمي للتيارات السرورية او تيار الصحوة الذي كان متسيداً المشهد في عدد من البلدان العربية في اعقاب اندلاع حرب الخليج الثانية ونهاية حقبة الجهاد الأفغاني وظهور ما يطلق عليهم وقتها بالافغان العرب.

 وقد تكون خليط وهجين من كل ما سبق  فكل هذه المجموعات ذات اجندة حربية وموجودة في بلدان الشرق الاوسط وتوسع نشاطها في عدد من الأقطار الآسيوية والافريقية ولها خارطة انتشار جغرافي واسع بحسب تطورات الأوضاع فكلما كانت البلدان في حالة توتر ظهرت هذه الفصائل وفرضت وجودها في الساحة.

  •   هل لدى هذه المجموعات تشبيك مع منظومات إقليمية ودولية؟

في الأصل هي شبكات طبيعة أعمالها التنظيمية والهيكلية تتم عبر التشبيك والارتباطات ما بين (المكون المحلي) و (المكون الخارجي) واتصال الداخل بالخارج بمستوياته الإقليمية والدولية فبالتالي كل الدول تعتبر ان الارهاب والتطرف الديني ليس مهدداً محلياً وانما هو مهدد اقليمي ودولي نظراً لانتشاره في غالب بلدان العالم، فالارهاب يصنف كجريمة عابرة للقارات والحدود كالجريمة المنظمة مثل غسل الاموال، وتجارة وتهريب البشر ، تجارة المخدرات والسلاح وغيرها، فمثل ان هذه الجرائم تعمل كشبكات ومنظومات متراصة ومترابطة ففي المقابل مكافحة هذه الجرائم تتم عبر تعاون إقليمي ودولي نظرا لطبيعة وجودها الجغرافي.