“نددن بعنف السلطات”.. احتجاج لبائعات الشاي والأطعمة بالخرطوم
عاين 29 نوفمبر 2022
نفذ تجمع تنظيمات لبائعات شاي وأطعمة في الخرطوم، صباح أمس الاثنين، وقفة احتجاجية أمام مقر المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالخرطوم، تنديدا بالعنف الذي تمارسه السلطات المحلية ضدهن بشوارع العاصمة، وسلمت التنظيمات مذكرة للمفوضية تطالب بوقف تصعيد العنف وتقنين وضعهن وحمايتهن من السلطات وحملات المصادرة.
ونفذت قوات مشتركة تتبع لولاية الخرطوم، قبل عشرة أيام، حملات ضد بائعات الشاي والأطعمة في الخرطوم بمناطق مايو وأطراف أم درمان والمناطق المحيطة بساحة الحرية، وصادرت معدات بائعات الشاي وطالبتهن بمبالغ كبيرة مقابل إعادتها. فيما ظلت السلطات تلاحق النساء بائعات الشاي وبائعات الأطعمة منذ سنوات وتمنعهن من العمل وفق الأوامر المحلية.
وتعيش النساء العاملات في بيع الشاي والأطعمة منذ عشرة أيام، أوضاعا مزرية بعد استيلاء قوات نظامية على معدات العمل الخاصة بهن ومصادرة ممتلكاتهن وترحيلها، حيث تعاني النساء من انعدام الدخل الذي كان متوقفا على عملهن اليومي في الشوارع والساحات، وانعكس ذلك على وضع أسرهن التي يعلْنَها بالعمل من أطفال في حاجة للأكل والدراسة وكبار سن يحتاجون للرعاية اليومية.
وطالبت المذكرة التي قدمتها بائعات الشاي والأطعمة وتحصلت (عاين) على نسخة منها، بالوقف الفوري لحملات الكشة والعنف ضد النساء العاملات من قبل الأجهزة النظامية ووضع قوانين تنظم عملهن وتحميهن من عنف السلطات، وتوفير الحماية للعاملات في القطاع غير المنظم من خلال بطاقات حماية حقوقية وإدراج أعمال القطاع غير المنظم في قوانين العمل السودانية وتخصيص أماكن عمل مناسبة للنساء العاملات، كما طالبت توفير مشاريع زيادة الدخل المستديمة ومراعاة الأوضاع التعليمية لأبناء وبنات بائعات الشاي والأطعمة، بجانب إشراكهن في مستويات الحكم القاعدية والمجالس المحلية ودعت مؤسسات الدولة لاحترام حقوق المرأة المنصوص عليها في اتفاقيات حقوق الإنسان، وجاء في نص المذكرة : ” كما نطالب منظمات المجتمع المدني الوطنية ، الإقليمية والدولية بالمساهمة في تخفيف حدة الفقر والعوز لبائعات الشاي والعاملات في القطاع غير المنظم عبر برامجها التنموية المختلفة “.
وقالت بائعة الشاي قسمة علي، لشبكة (عاين)، إنها لم تستطع العمل منذ عشرة أيام بعد مصادرة معداتها بواسطة عربات السلطات المحلية، وأوضحت أنها تعيش أوضاع مأساوية نسبة لعدم العمل حيث تعتمد على الدخل اليومي الناتج من العمل ببيع الشاي، وقالت :” لدي 5 أطفال في المدرسة توقفوا عن الدراسة لعدم قدرتي على إعاشتهم ودفع المصاريف اليومية بجانب انعدام القوت اليومي للأسرة، ولا أملك ثمن شراء معدات وأواني جديدة للاستمرار ببيع الشاي وأصحبت في هذه الأيام العشرة أعيش على السلف والاستدانة”.
ومن جانبها قالت الرئيسة السابقة لاتحاد بائعات الأطعمة والشاي، عوضية كوكو لـ(عاين)، إن الوقفة تم تنفيذها احتجاجا على عودة حملات الكشة ضد بائعات الشاي والنساء العاملات في القطاع غير المنتظم، وأضافت أن مكتب المفوض السامي استلم المذكرة ووعد بمخاطبة الجهات المسؤولة لرد الاعتبار لبائعات الشاي، وتمنت أن تستجيب الولاية لمطالب ومناشدات المحتجات بإعادة معداتهن المصادرة، موضحة عدم امتلاك أغلب البائعات لثمن ترحيل المعدات من المنطقة الصناعية بحري إلى أمكنتهن، وطالبت بضمانات كافية بعدم إعادة انتزاع ممتلكاتهن مع تأكيدها لالتزامهن بمطلوبات الصحة والنظافة.
كما حكت بائعة الأطعمة إكرام إدريس قصتها لـ(عاين) قائلة إنها تدفع رسوم أطفالها الدراسية بالأقساط من دخل بيعها للأطعمة، وشرحت أنها ستضطر لتأجيل دراسة أطفالها للعام المقبل في حال لم تتمكن من إكمال المتبقي من الرسوم الدراسية وهي عاطلة عن العمل.