السودان: وفد حكومي إلى “جدة” للتشاور حول مفاوضات جنيف
عاين- 9 أغسطس 2024
أعلنت الحكومة السودانية أنها قررت إرسال وفد إلى مدينة جدة السعودية للتشاور مع الحكومة الأمريكية بشأن الدعوة المقدمة للأطراف السودانية لحضور مفاوضات سلام بجنيف في 14 أغسطس الجاري.
وقالت حكومة السودان في بيان صحفي الجمعة، إنها ن قررت إرسال وفد إلى مدينة جدة للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية حول الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات التي ستنعقد بجنيف في 14 من أغسطس الجاري بخصوص الحرب”.
ووفقا للبيان يترأس الوفد الحكومي إلى مشاورات جدة التي تمهد لمباحثات جنيف وزير المعادن السوداني محمد بشير عبدالله أبو نمو.
وأكد البيان، أن القرار يأتي في إطار حرص الحكومة على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في السودان ولرفع المعاناة الناتجة عن الحرب.
وتهدف المحادثات المُنتظرة إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 16 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وينتظر أن تكون محادثات جنيف، التي وافقت قوات الدعم السريع على حضورها، أول محاولة لجمع الفرقاء مجددا بعد توقف منبر مفاوضات جدة، منذ أشهر.
وأطلقت الولايات المتحدة الأمريكية، دعوة إلى عقد جولة جديدة للتفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع في 14 أغسطس الجاري في جنيف بهدف وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وتطوير آلية مراقبة ورصد للتحقق في حال توقيع اتفاق.
ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلفت، بحسب الأمم المتحدة نحو 13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار.
مهمة الوفد تنحصر في التشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات التي ستُعقد بجنيف
رئيس وفد الحكومة
وتوجه وزير المعادن السوداني، محمد بشير أبو نمو، إلى المملكة العربية السعودية صباح اليوم مترأساً وفد الحكومة السودانية إلى مدينة جدة.
وأبو نمو، هو قيادي في حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي.
وتأتي تسمية وزير المعادن، السوداني محمد بشير عبدالله أبو نمو، رئيسا لوفد التفاوض الحكومي على خلفية مطالبة الحركات الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان المشاركة في أي عملية سياسية مقبلة.
ونهاية يوليو الماضي، قالت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام أن أية مبادرة لإنهاء الحرب أو لوقف إطلاق النار، وتهدف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على فرض أمر واقع يمثله طرفا الحرب الجيش والدعم السريع، مرفوض.
وطالبت بأن تستصحب أية مبادرة أو مساعي لإيجاد معالجة للأزمة في السودان الواقع الجديد الذي أفرزته الحرب. وأكدت هذه الحركات عبر بيان، أن العودة إلى ما قبل حرب منتصف أبريل مستحيلة.
ووفقا لرئيس وفد التفاوض وزير المعادن السوداني، محمد بشير أبو نمو، فإن مهمة الوفد إلى جدة تنحصر في التشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات التي ستُعقد بجنيف.
وقال أبو نمو في منشور على حسابه لمنصة فيسبوك، الجمعة “توجهت اليوم إلى المملكة العربية السعودية بصفتي وزير في الحكومة ورئيسا لوفد الحكومة السودانية إلى مدينة جدة.
وأوضح أن مهمة الوفد هي التشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات التي ستُعقد بجنيف في الرابع عشر من أغسطس الجاري.
كما أوضح أن الوفد الذي يترأسه سيصب اهتمامه خلال المناقشات المرتقبة “على الوطن والمواطن الذي عانى من جرائم وانتهاكات “المليشيا المتمردة” إزاء صمت المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي، حسب قوله.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم، وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت الاثنين الماضي، أن أنتوني بلينكن أكد خلال الاتصال أهمية مشاركة وفد الجيش في محادثات وقف إطلاق النار، معتبرة هذه الخطوة “الحل الوحيد لإنهاء النزاع، ومنع انتشار المجاعة، واستعادة العملية السياسية المدنية”.
ونهاية الشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن واشنطن تسعى لإنهاء النزاع “ودعت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة، تبدأ في 14 أغسطس في سويسرا”.
وأضاف أن المحادثات التي ترعاها أيضا السعودية ستضم الاتحاد الأفريقي ومصر ودولة الإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقب.
بلينكن أوضح أن المحادثات “تهدف إلى تحقيق وقف العنف في جميع أنحاء البلاد، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها، ووضع آلية مراقبة وتحقق فعالة من أجل ضمان تنفيذ أي اتفاق”.
من جهته، قال القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان إنه تلقى، الاثنين الماضي، اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تحدث فيه معه عن “ضرورة معالجة شواغل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات”.