عامُ على حرب السودان .. أرقام مفزعة

عاين – 15 أبريل 2024

تكمل اليوم الاثنين، الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان عامها  الأول، مخلفة أوضاع إنسانية كارثية وسط المدنيين، وحصيلة مفزعة من الخسائر البشرية والمادية تضمنها تقرير صدر الأحد عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوتشا”.

وذكر التقرير الأممي الذي اطلعت عليه (عاين) أن السودان بعد عام من الحرب يواجه إحدى أسرع الأزمات التي تتكشف على الصعيد العالمي، باحتياجات غير مسبوقة، إذ يحتاج حوالي 25 مليون شخص، منهم 14 مليون طفل إلى مساعدة ودعم إنسانيين.

ويواجه 17.7 مليون شخص، أكثر من ثلث سكان البلاد – انعدام الأمن الغذائي الحاد، تحت تحذير من المجاعة المحتملة، فهناك 4.9 ملايين شخص على شفا الجوع، وفي مستويات الطوارئ، وفق تقرير أوتشا.

وبحسب المصدر نفسه، فإن أكثر من 8.6 ملايين شخص، حوالي 16 في المئة من إجمالي عدد سكان السودان، فروا من منازلهم حيث لجأوا إلى داخل السودان أو الدول المجاورة، مما يجعل هذا البلاد بمثابة أكبر أزمة نزوح في العالم.

“وعلى وجه التحديد، فإن أكثر من 6.6 مليون شخص نزحوا داخل السودان و1.8 مليون من البلاد” يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

صراع يتمدد

واندلع الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم في 15 أبريل 2023م، وتمتد سريعا ليلتهم ولايات دارفور وكردفان غربي السودان، قبل أن يتوسع ويصل ولاية الجزيرة أواسط البلاد في ديسمبر الماضي، لتتفاقم معها الإنسانية وتزايد معدلات النزوح نحو المناطق الآمنة.

خلص تقرير مشترك صدر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أمس الأحد، لضرورة إجراءات عاجلة وحاسمة لتعزيز المعونة الغذائية وتنشيط الزراعة لتجنب المجاعة التي تلوح في الأفق بالسودان.

ويضيف تقرير أوتشا، أنه “يوجد واحد من كل عشرة أشخاص في مستويات الطوارئ من الجوع في المناطق التي لا يمكنهم فيها الحصول على المساعدة؛ بسبب قيود الوصول والقتال المستمر. كان التوسع في الحرب في ديسمبر في أجزاء من وسط وشرق السودان – أهم مناطق البلاد لإنتاج المحاصيل – أحد العوامل وراء الزيادة الكبيرة في الاحتياجات الإنسانية خلال موسم الحصاد، تفاقم وضع الأمن الغذائي الرهيب بالفعل، وفقا لشبكة القولون”.

تم تهجير أكثر من 8.6 مليون شخص من خلال القتال داخل السودان والبلدان المجاورة، وأن أكثر من 6.6 مليون منهم هُجِّرُوا وإيواؤهم على نحو أساسي مع المجتمعات المضيفة في 7،076 موقعًا في جميع أنحاء ولايات البلاد الـ18، وفقًا للمنظمة الدولية لمصفوفة تتبع إزاحة الهجرة، ومن بين 2 مليون الذين فروا من البلاد حوالي 1.8 مليون شخص لجأوا إلى البلدان المجاورة في أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان اعتبارًا من 31 مارس، بحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين.

ويشير إلى أن المشردين داخلياً هم في الأصل من 12 ولاية، مع الأغلبية – حوالي 3.6 مليون شخص، نحو 54 في المائة من النازحين جميعهم بعد أبريل، – من الخرطوم.

وصاحب الحرب تتزايد تفشي الأمراض في مواجهة اضطرابات خدمات الصحة العامة الأساسية، بما في ذلك مراقبة الأمراض، وظائف مختبرات الصحة العامة وفرق الاستجابة السريعة، علاوة على ذلك، لا تزال انعدام الأمن، والنزوح، والوصول المحدود إلى الأدوية، والإمدادات الطبية، والكهرباء، والمياه تشكل تحديات هائلة لتوصيل الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد.

وبائيات الحرب

وتقول أوتشا إن “حوالي 65 في المائة من السكان يفتقرون إلى الرعاية الصحية وما بين 70 – 80 في المائة من المستشفيات في المناطق المتأثرة بالصراع لم تعد وظيفية. وأُبْلِغ عن أكثر من 11 ألف حالة مشتبه فيها في الكوليرا، بما في ذلك 305 حالات وفاة، من 11 ولاية اعتبارًا من 8 أبريل، وفقًا لوزارة الصحة السودانية ومنظمة الصحة العالمية، ولا تزال تفشي الأمراض الأخرى في عدة ولايات، بما في ذلك الحصبة التي سجلت 4 آلاف حالة إصابة مع 106 حالات وفاة، بالإضافة إلى الملاريا والحصبة.

متطوعون في مستشفى النو بأم درمان

ووفق تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن ما يقرب من 5 ملايين طفل قد هُجِّرُوا بالقوة في السودان بحلول نهاية عام 2023، بما في ذلك 2 مليون طفل نازح في الأزمات السابقة، مما يجعلها أكبر أزمة إزاحة داخلية في العالم للأطفال.

كما أن ما يقرب من 14 مليوناً – نصف أطفال البلاد – يحتاجون الآن إلى مساعدة إنسانية، وحوالي 900 ألف طفل لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ بداية الحرب.

ويختم التقرير: “لقد قُتل أو إصابة الآلاف من الأطفال، وأصيب عدد لا يحصى من مخاطر الحماية الخطيرة بما في ذلك العنف الجنسي والتوظيف أو الاستخدام في الصراع، ومن المتوقع أن يعاني ما لا يقل عن 3.5 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك أكثر من 700 ألف من المتوقع أن يعانوا سوء التغذية الحاد الشديد، ويتطلبون أن ينقذ الحياة دون انقطاع”.